رحيـل أول معيدة بالجامعة الِلّيبيّة

رحيـل أول معيدة بالجامعة الِلّيبيّة

  • شكري محمد السنكي

قدرية بن صويد في ذمة الله

انتقلت إِلى رحمة الله تعالى قدرية سالم منصور بن صويد الأستاذة الجامعيّة فِي الجامعة الِلّيبيّة، حرم الدكتور محمّد فرج دغيم، عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً. توفيت في مدينة بنغازي مساء أمس الأحد 25 رمضان 1444 هجرية الموافق 16 أبريل 2023م، وسيشيع جثمانها الطاهر بعد صلاة ظهر اليوم الإثنين إِلي مثواها بمقبرة «شهداء الهواري».

ولدت بمدينة بنغازي في العام 1941م، لعائلة كريمة من عائلات بنغازي جد معروفة، ودرّست جميع مراحلها الدراسية الأولى في بنغازي، ونالت الشهادة الثانوية، قسم أدبي، في العام 1959م، وكان ترتيبها الأوَّل على مستوى المملكة الِلّيبيّة المتحدة.

التحقت بكلية الآداب والتربيّة في العام 1959م، وكانت دفعتها الثالثة، حيث سبقتها دفعتان مِن الطالبات وكان عددهن محدود جدَّاً، ولهذا تعتبر الفقيدة ودفعتها من أوائل الطالبات اللواتي دخلن الجامعة الِلّيبيّة، وقد ضمت الدفعة الثالثة الطالبات: قدرية سالم بن صويد، نجمية الطرابلسي، فتحية حسين مازق، خديجة استيتة، ربح عبدالعزيز صهّـد.

تخصصت في اللغة الإنجليزية وآدابها، وتحصلت على الليسانس في العام 1963م، وكانت الأولى على دفعتها طوال الأربــع سنوات الّتي قضتها بالجامعة.

بعد تخرجها بتفوق، تمَّ تعيينها كأول معيدة بالجامعة الِلّيبيّة، وبعد أقل من ثلاث سنوات من عملها بالجامعة، أوفدت للدراسة في بريطانيا. تزوجت في العام 1964م بالأستاذ محمّد فرج دغيم وأوفدا كلاهما للدراسة في بريطانيا العام 1966م، وقد تحصلت الأستاذة قدرية على الدبلوم العالي من جامعة نوتنجهام فِي دراسات اللغة الإنجليزية، أيّ مَا يعادل شهادة الماجستير. ثم سافرت مع زوجها إِلى الولايات المتحدة ونالت ماجستير آخر «اللغويات» من جامعة ميشيغان «Michigan». عادت مع زوجها إِلى بنغازي، وواصلت التدريس بالجامعة الِلّيبيّة، وقد قضت في تدريس اللغة الإنجليزية بالجامعة مدة تزيد عن الأربعة عقود من الزمن.

أخيراً، روت قدرية بن صويد في لقاء مع قناة «الوسط» سيرة حياتها وسنوات الغربـة.. التدريس فِي الجامعة وتجربتها الحياتية. وتمَّ بث هذا اللقاء الجميـل عدة مرات في أواخر العام 2019م. وسردت في لقائها مع قناة «الوسط» ذكريّاتها وحكايّات مشوقة عَن حيَاة النَّاس فِي بّنْغازي إبّان الأربعينات والخمسينات والستينات. وتحدثت مطولاً عن مدينة بّنْغازي وشوارعها القديمة.. الجيران وتقاليد المجتمع البنغازي وعاداته. ثم وقفت عند محطة تعليم المرأة في ذلك الزمان، والتحديّات المجتمعية التي كانت تواجهه.. صديقاتها سنوات الدراسة ومدارس البنات فِي بّنْغازي.

تدهورت صِحَّتُها في الآونة الأخيرة وفارقت الحياة في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، وفي مساء الخامس والعشرين من الشهر الفضيل.

التعازي القلبية الحارة والمواساة الصادقة لعائلة الفقيدة ولجميع آل دغيم وبن صويد الكرام، ولكل مَنْ عرف أو تعرَّف على هذه الأستاذة الفاضلة والإنسانة المحترمة الرائعة، وللفقيدة الكبيرة الذكر الطيّب دوماً.

رحمـــها الله وغفـــر لها وجعـــل الجنّــة دارها ومأواها.

إنّا لله وإنا إليـــه راجعــــــــــــون.

فجر يوم الإثنين 26 رمضان 1444 هجري

الموافق 17 أبريل 2023م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :