الدبلومـاسيـة في عـصـر العـولمة (7)

الدبلومـاسيـة في عـصـر العـولمة (7)

  • خالد خميس السحاتي

خصائص الدبلوماسية المعاصرة: كانت الدبلوماسية في العُصُـور القـديمـة تتَّسمُ بالسِّريَّة، ومحدُوديَّة النطـاق، ويرى فقهاء القانون الدولي العام أن مفهوم “الدبلوماسية” هـو من صنع العلاقات الأوروبية، فمن المعروف أن حرب الثلاثين عاما هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618و 1648م، وقعت معاركها بدايةً وبشكل عام في أراضي أوروباالوسطى (خاصة أراضي ألمانياالحالية) العائدة إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ولكن اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة في ذاك العصر، فيما عدا إنجلتراو روسيا.في الجزء الثاني من تلك الحرب امتدت المعارك إلى فرنساوالأراضي المنخفضةوشمال إيطالياوكاتالونيا.خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة و دوافع الحرب.. وانتهت بعقد معاهدة وستفاليا عام 1648م، التي تعتبر أول اتفاق دبلوماسي في العصور الحديثة، وقد أرست نظاما جديدا في أوروبا الوسطى مبنيا على مبدأ سيادة الدول.ونتيجة لتطور الممارسات والعلاقات الدولية تطورت أيضا الممارسات الدبلوماسية بين الدول، وأصبح هناك توجه نحو إقامة علاقات دبلوماسية بين معظم الدول التي تجمعها علاقات متقدمة.. ونشأت في هذا الصدد قواعد عرفية بين الدول.

ومع تطور العلاقات الدبلوماسية المعاصرة أصبحت تتسم بمجوعة من السمات الرئيسية، والتي منها على سبيل المثال: أن أصبحت الدبلوماسية “علنية”، وليست سرية كما كان سائدا في المراحل القديمة، كذلك: تطور الوظيفة الدبلوماسية ذاتها؛ حيث أصبح يعمل بهذه الوظيفة أشخاص مختصين، وذوي خبرة وكفاءة، ويتصفون بصفات ذاتية “دبلوماسية”، قائمة على التحلي بالحنكة والحصافة واللباقة، ومهارات التفاوض وحُسن التدبير، والثقافة والوعي، وذلك من أجل القيام بتمثيل دولهم على أحسن وجـه.. بالإضافة إلى ذلك، أصبح مجال العمل الدبلوماسي يتسع للعديد من المجالات الأخرى، الثقافية والاقتصادية والتكنولوجية وغيرها… في مقابل تنوع الأنظمة السياسية والاقتصادية، كما أن تطور العمل الدبلوماسي أدى –كما يرى البعض-إلى قيام بعثات خاصة، لها الصفة المؤقتة، إلى جانب البعثات الدبلوماسية الدائمة.. وللحديث بقية..  

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :