سلامة وثور الساقية

سلامة وثور الساقية

  • د. سعد الأريل.

المسألة الليبية هي ذات خصوصية محلية في المقام الليبي و لاتحتاج إلى كل هذا اللغط الذي يدور حولها ..و الذي ساهم في إضاعة البلاد اقتصاديا و سياسيا .. و هذا اللغط استمر 8 سنوات دون مخرج ممكن للبلاد من هذا الدوار دون وجود حل للاستقرار و خاصة من أطراف الأمم المتحدة و لا الشعوب العربية ..المسألة الليبية تتلخص في أمر واحد ..لا ثاني و ثالث لهما وهو تسلط المليشيات الإرهابية التي عصفت بمقدرات البلاد منذ التمرد على البرلمان في 4/4 و هناك فئة ضالة و فاشية و متخلفة عن النهج الديمقراطي و التي تملأ اليوم الحياة في ليبيا و خاصة ( الإخوان ) رأت أن حكم البلاد يجب أن يستمر بأيديها .. و تحت قبضتها وهم فئة المتسلطين ..و أيضا المليشيات التي أعقبت ثورة 17 فبراير من المقاتلة إلى ما يسمى جزافا ثوار طرابلس إلى آخره من المليشيات التي تمترست تحت حكومات ضعيفة لا حول لها و لاقوة..و صنعت أحضانا لها في ( مصراتة ) خاصة وفي ( طرابلس ) .. تحت إدارة حكومية هشة بما يسمى المجلس ( الرئاسي ) الذي ظل تحت رحمة هؤلاء المتمردين ..و خرج عن طواعية الشعب ليمسك بالسلطة الواهية في البلاد ..وظل يتعلق بأهداب المليشيات و تحت إمرتها.. فالبلاد ظلت خاوية الوفاض و ظلت البلاد لا تلوي على شيء فانتشر الفساد و الفقر في أغنى دولة في العالم الثالث وظلت البلاد تحت عدم الأمن و التنمية .. فالأمم المتحدة و الدول العربية لم تفعل شيئا إزاء الموقف الموحد تجاه ليبيا بل ظلت تراوح مكانها .. و المبعوث الدولي (سلامة ) ظل يراوح في مكانه و كأنه مرسل إلى البلاد و لايقدم إلا الإفادت إلى مجلس الأمن الذي لم يتزحزح من مكانه سوى الاستماع ..فالأزمة الليبية تتمحور حول قضية واحدة وهو تمترس المليشيات في ( مصراتة ) و في (طرابلس ) و هو محور القضية الليبية ..و مجلس النواب إذا ما لمس الضوء الأخضر عليه أن يكون القضية الأولى وما تمخض عن اجتماع ( القاهرة ) كيف يمكن القضاء على المليشيات المتمردة بأي أسلوب ممكن بتوحد الليبيين في إنشاء حكومة إنقاذ للتخلص من المليشيات وهي الأولية الممكنة للخلاص لهذا التجمع الممكن و إلا فإن كل شيء سوف يظل كما كان و كأنك يابوزيد ماغزيت! نحن تعودنا على ( سلامة ) وهو يظل يتراوح في مكانه مثل ثور ( الساقية ) الذي يدور على ساقية ضحلة المياه ..لم يساهم بشيء في القضية الليبية سوى اللغط هنا وهناك ..الحل يتراءى أمام ( سلامة ) و قد يكون سهلا وهو الاعتراف بمخرجات مجلس النواب الذى يعترف به مجلس الأمن و الذى يتأخر أو يُضرب على جلساته هو متمرد عن إرادة الشعب .. فمجلس النواب نصب ( المشير ) قائدا للحراك العسكري ومحافظا للمصرف المركزي بأغلبية واضحة و رئيسا لمؤسسة النفط كل ذلك التغيب كان هو وراء الأزمة .. و ليس اليوم إلا إعلان المناطق المحررة مثل إقليم برقة وإقليم فزان و ترهونة هي ليبيا و ماعداها لا يدخل في التسمية الليبية ..لا يبدو أن هناك ضوءا في نهاية النفق لحل الأزمة الليبية سوى إعلان ( ليبيا الحرة ) لتستولي على الموارد الأساسية كالنفط و إيراداته و أيضا الاستقلالية عن إدارة المصرف المركزي أو ترك مجلس النواب في إدارة شؤون البلاد بإنشاء حكومة موحدة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :