نظرتي

نظرتي

أ / سالم ابوخزام

قطاع هام وحيوي تحرك في المجتمع وخرج في صورة اعتصامات واستطاع التعليم توقيف عجلة الدولة نظرا لما يزخر به من قدرات كبيرة تؤثر دونما شك في كل مسارات الدولة . المعلمون قالوا بصوت واحد إنهم تضرروا في مهاياهم ومرتباتهم جراء إجراءات يرون أنها غير عادلة وهضمت حقوقهم . كانت أعتصامات مؤثرة حيث انطلقت من أمام مبنى المجلس الرئاسي في طرابلس وعلى مسمع ومرأى كل حكومة طرابلس من أجل إنصافهم ومنحهم حقوقهم المشروعة أسوة بغيرهم ، وهنا يسجل لهم تضامن الجميع وبلا استثناء معهم ، كونهم درب يقاس عليه تقدم الشعوب وما ينجزه المعلم من قيمة كبيرة تتعدى إدراك الوزير ووزارته . على المسؤولين النظر إلى الموقف بكل جدية وتقبل موجات هذا السيل الجارف ،الذي بدأ في التصعيد . مؤسف حقا أن ينبري الوزير بإجراءات ظالمة أو في أقل تقدير تفتقر للنظرة التربوية الرصينة ومعدلات الأداء والملاكات الوظيفية والتغير من عام لآخر ومايصاحبه من تدقيق في موضوع وملف هام وخطير كالتعليم . انبرى “الوزير” لتحقيق وهم وخيال في الانتصار على المعلمين والمعلمات لتشريدهم من وظائفهم والإلقاء بهم على قارعة الطريق في زمن الهزائم !! الحق يقال إن هذا القطاع يحتاج إلى نظرة ثابتة وخطة طموحة مكتوبة ومقننة يتصدى لها التربويّون والمفتشون دون سواهم من أجل إيجاد كل الحلول المناسبة التي تهدف إلى النهوض بالقطاع وتثبيته لمواجهة ظروف لم يكن المعلم المحترم طرفا فيها . أقول : لقد أعلنت في غير ذات مرة أكثر من خطة إنما أجهضت بسبب عدم الثبات ، وكنا نعاود ذات المسعى بأساليب أخرى لكنها كانت تحكم بالإعدام بسبب عدم اكتمالها وعدم إعلان نتائجها جراء ماحصل من تغييرات في سياسة المجتمع ، وأظن كلكم يتذكر ذلك في وضع شهد عدم الاستقرار والتبديل في كل مرة في الهيكل والإدارات والشخوص ، ذلك من الأخطاء الشنيعة التي أدت إلى ما أدت إليه !! معايير القياس هنا الإدارة الفاعلة التي ضربتها في كل مرة رياح قاسية تكاد تقتلعها من جذورها جراء تدخل أدوات ” وافدة ” ودخيلة على هذا الجهاز الحساس ، ولعل الوزير هنا رأس الهرم وأداته الفعالة في وضع معيب ، ولا تسمح له نظرته للتعليم أن يراه كما في الواقع . نظرة الوزير شاهدت المنظر الخادع وغير الحقيقي لتكدس أعداد مهولة من التعليم وكانت أسهل الطرق بالنسبة إليه هي “المقصلة ” !! وإخراج الجميع وبكل أسف واعتذار اعتبرهم “قمامة ” يجب التخلص منها بأسرع وقت ممكن من أجل توفير الملايين له ولزبانيته ، ليستكمل حلقات إسفافه عن قصد ناحية المال . علينا وبلا إبطاء اعتبار إجراءات الوزير والعدم سواء ، والتصدي لهذا الموضوع بكل جدية وحزم وبمعالجات ترضي أبناء الوطن وتمكنهم من الخدمة والعمل بشرف وبلا ازدراء . البلديات حلقة أساسية في هذا الموضوع ، لكن لابد من تحديد اختصاصاتها بجلاء ووضوح ومراقبات التعليم هي الحلقة الأدق والمعنية بالتصرف المستند على تربويين ومفتشين وإحصاءات وإدارات مدرسية مكملة للموضوع في ظل الاستقرار والثبات وقوة الدولة . أقول إن تحرك المعلمين في هذا التوقيت يشكل خطرا داهما على مشروعية الدولة وقد يكون الشرارة التي تنهي الكيان بمن فيه ، وتعجل بمرحلة السقوط . تجدر الإشارة إلى تحية خالصة لنقابة المعلمين التي وقفت مع المعلمين ودافعت عنهم بكل قوة وهذا من صميم الواجب ، لأنهم شرفاء ويعيشون نفس الهموم ، فكان انحيازهم لمن علمنا معا أول حرف !! يسجل أيضا وتاريخيا أن وقفة النقابة العامة للمعلمين تعتبر درسا سلميا في النضال من أجل الحق الشريف وبلا أية مخاوف وبشجاعة منقطعة النظير فقد كتب التاريخ لهم هذا الشرف وهذا المجد . كل المسؤولين في البلديات ومراقبات التعليم والأجهزة الإدارية الأخرى ومنها الرقابة ، قد تضامنوا من أجل مصلحة الوطن ، والوطن مصلحته أن يرتقي بالمعلم !!.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :