شعاع الامل من درنة

شعاع الامل من درنة

مختار الورغمي

عاشت درنة الجميلة الهادئة اياما عصيبة …الجثث بالالف …تحولت الى مدينة الموت …كادت تصبح خرابا …لمدة ايام قاومت درنة الجريحة وحدها غضب الطبيعة ولم نسمع صياحا وعويلا بل كان الصمت والخشوع في كل شبر من درنة …غابت قوافل الاغاثة والحسور الحوية التي اعتدنا رؤيتها حين يكون المصاب في مكان اخر …في لحظة ما ظننت ان اهل درنة ليسوا منا ولا نحن منهم …لا احد بكى درنة في حين رأيناهم يبكون تماثيل بوذا التي هدمتها طالبان ذات يوم …الكل تمتع واستمتع بخيرات ليبيا زمن الرخاء …ليبيا التي من خلالها نحن سكان الجنوب ومنذ 1988 عرفنا تلفاز قاريونس وعرفنا التفاحة …ليبيا التي جادت علينا بالكمثري والموز وماء بن غشير باثمان زهيدة …ليبيا الخير يوم استحقتنا كنا خارج التغطية للاسف ولا استثني نفسي …كأي مواطن مصاب بمرض الشأن العام كنت اتابع ما يجري ولا اجد كلاما يليق بصبر درنة …اليوم اعترضتني صورة غيرت كل المفاهيم

ليبيا يا سادة انجبت شيخ المجاهدين سيدي عمر المختار ولن تكون يوما عاقرا فهاهو هذا الدرناوي الجميل يخرج حاملا الياسمين….اي قوة تحملها يا فتى؟ كطائر الفنيق من تحت الانقاص تنتفض وحدك وتقول للعالم قف هنا درنة …هذا الدرناوي الجميل شعاع امل وسط الظلمة لمن يجهلون التاريخ ..ليبيا ليست كما يتوهم البعض …ليبيا رغم كل جراحها وخرابها ستنهض يوما وستشرق شمسها من جديد ..يا بني تحية لك من تونس أرفع لك قبعتي وأقول لك كنت اكبر منا جميعا يا ولدي وانت تنشر الامل حيث الالم …كنت تبشر بالحياة وسط الموت والخراب …انا واثق من نصرك يا حفيد سيدي عمر …اعذرني يا بني فكلماتي لا تفيك حقك ولكن جاد الفقير بما عنده ….ستكتب انت واندادك تاريخا جديدا صرت اراه قريبا ….

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :