صندوق دعم وتشغيل المرأة في سبها فرصة ذهبية للمرأة المنتجة

صندوق دعم وتشغيل المرأة في سبها فرصة ذهبية للمرأة المنتجة

فسانيا – زهرة موسى / تصوير :موسى عبد الكريم

يقال ” إذا عمل الإخوة معاً  استطاعوا تحويل الجبال إلى ذهب”.. بدءاً من هذا المنطلق سعت بعض الناشطات المدنيات في مدينة سبها  لتأسيس برنامج عملي  لدعم وتشغيل المرأة ، الذي يسعى للتعاون مع النساء العاملات والأخذ بأيديهن لينشئن مشاريعهن الخاصة و يحسن وضعهن المادي ، فالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد  دفعت المرأة للخروج إلى العمل لمساندة أسرتها ، وتغطية احتياجاتها .. كل العوامل السابقة أثمرت فكرة إنشاء صندوق الدعم والتشغيل للمرأة  وهذا البرنامج يحفز ويشجع النساء و يدعمهن بتوفير رأس المال أو المواد الأولية للمشاريع النسائية ، مما يتيح  لربات البيوت إدارة العمل من منازلهن في مجالات” الأشغال اليدوية و الحياكة و صناعة الحلويات، و البخور “.

جمعية ال “خمسمائة دارسة ” لكتاب الله

تقول السيدة ” الزهراء محمد محمد البكاري ” /”–الصفة رئيسة الصندوق تم إنشاء الجمعية النسائية بالقرضة عام 2006 كانت الجمعية تهتم بتحفيظ القرآن  ، ووصل عدد الطالبات اللائي التحقن بالجمعية إلى 500 طالبة ،  تحت إشراف عدد من المدرسات ، والمجازات منهن كن خمس سيدات ، إلا أن نشاط الجمعية  توقف لما يقارب العامين ، وتم نقل موقع الجمعية  في العام 2008  من مدرسة القدس إلى  مدرسة عمر بن الخطاب ، وثم مدرسة القرضابية حين استقرت الجمعية هناك  حتى عام 2012  .

رغم التنقل من مبنى لآخر ظلت الجمعية تنظم  نشاطاتها من وقت لآخر،  ففي العام 2008 قمنا بتنظيم  المسابقات القرآنية على مستوى حي القرضة ومدينة سبها ، وحصدت الجمعية  المراكز الأولى .

وفي العام 2009 نظمت الجمعية النسائية معرض “منتجات الأم المنتجة “، الذي اشتمل على كل الأعمال اليدوية التي تصنعها  النساء  من” أشغال يدوية ، خياطة ملابس ” ، وعلى خلفية هذا المعرض قررنا تنظيم  دورات تدريبية  للحياكة و المكياج و الإسعافات الأولية ، وورش التدريب على الخط العربي ، و تعليم اللغة العربية ، و، و الرياضة ” .

الحج المبرور: هدية من الجمعية النسائية

وأضافت السيدة ” الزهراء محمد محمد البكاري “” من الأعمال التي أنجزتها الجمعية تنظيم رحلة الحج  في عام ” 2010 ”  لدارسات القرآن الكريم وبعض ذويهن، حيث كان عدد الحجاج  “67 امرأة و 12 رجلا ،وقد تكفلت الجمعية برحلتهم دون دعم من أي جهات .

في العام 2015  افتتحت الجمعية النسائية برنامج ” محو الأمية ” في مدرسة القدس ، و بلغ عدد الفصول الآن 5 فصول دراسية مقسمة على أربعة سنوات دراسية  “فصلين لكل من الصف الأول والثاني ، وفصلين للصف الثالث ، وفصل للصف الرابع”   ومستوى الدارسين جيد ، وقد تحصلنا في الفترة القريبة الماضية على الموافقة من مكتب التعليم لإنشاء مدرسة خاصة بالجمعية  .

مهرجان التسوق الأول محفل نسائي بامتياز

وعن مهرجان التسوق الأول الذي أقيم بمدينة سبها تذكرالسيدة ” الزهراء محمد محمد البكاري ” ” لقد قمنا بالتنظيم لبازار أغسطس/ 2017 تحت اسم  “مهرجان التسوق الأول ” وقد حقق هذا المحفل شعبية و نجاحاً  ، مما شجعنا على تنظيم مهرجان التسوق الثاني في شهر فبراير من العام الحالي 2018 .. فقد لاقت الدورة الأولى من مهرجان التسوق إقبالا كبيرا من الناس على  المعروضات  ، وقد شجعنا ذلك  على  أن نقوم بافتتاح محل دائم حيث تعرض النساء منتجاتهن فيه  للبيع فيشكل بذلك مصدر دخل لهن ، و بعد جهد  استطعنا أن نستأجر هذا المحل بسعر رمزي ، و خصصنا للبائعة مبلغا رمزيا أيضا ، وقد تم افتتاح المحل ، و الآن تشارك عديد النساء بمنتجاتهن في هذا المحل وبات مصدر رزق العديد منهن ، وإن لم يكن الدخل كبيرا إلا أن الإقبال على المحل و منتجاته كبير ، والمبالغ التي  يجنيها المحل يتم تقسيمها إلى عدة أجزاء توزع كالتالي  ” قيمة استئجار المحل ، ومرتب البائعة ، ومبلغ لصاحبات المنتجات”.

تجار سبها من الداعمين لصندوق دعم وتشغيل المرأة

تضيف السيدة ” عائشة عبد السلام ” “أثناء  فترة تواجدنا في الجمعية النسائية التقينا بعض السيدات ذوات الحرف اللائي يطمحن للعمل، ولكن كانت تنقصهن المعدات والمواد الأولية ، وقمن بعرض فكرة بأن تساعدهن الجمعية بتوفير المواد الأولية ،بحيث يقمن بتسديد القييمة المترتبة على ذلك للجمعية بعد فترة من العمل ، فولدت بذلك فكرة إنشاء صندوق قمنا بتسميته ب”صندوق التشغيل” ، ومبدأ عمل الصندوق يقوم على توفير المبالغ المالية ، أو المواد الأولية للأسرة المنتجة ، أو الأشخاص المنتجين ، وبعد وقوف المشروع على قدميه يقوم المنتج بإرجاع القيمة التي أخذها من الصندوق ، ولقد  تعاون معنا عديد تجار المدينة بهذا الخصوص .

ومع نجاح الفكرة وازدياد عدد المشاركين في الصندوق واجهتنا مشكلة عرض المنتجات وبيعها ، فكانت بعض النساء يعملن  بشكل منفرد ،أما البعض الآخر فيعملن في مجموعات ، وبذلك أصبحت هناك منتجات كثيرة ، مما دعانا للتفكير في طريقة لعرض وبيع تلك المنتجات ،فقررنا فتح محل لعرض المنتجات .

افتتاح أول محل لربات البيوت و الأسر المنتجة

وتضيف السيدة ” عائشة عبد السلام ” قائلة : ” كانت خطوتنا التالية السعي لافتتاح المحل ، فبدأنا في مطلع أكتوبر الماضي البحث عن موقع جيد للمحل بحيث يتوسط المنطقة ويسهل الوصول إليه، والحمد لله وفقنا في العثورعلى المكان المناسب ، وبدأنا  في تجهيزه  وعرض المنتجات فيه ، وقد لاقينا دعما  كبيرا من التجار بتوفير المواد الأولية ، وأصبح المحل  مكاناً لتسويق و دعاية  منتجات النساء العاملات ، وغدا  وسيلة لتلبية طلبات هذه المنتجات فعندما تنتهي سلعة ما تقصد المحل مباشرة لتحصل على كل ما تريد .

وتكمل السيدة عائشة عبد السلام ” حديثها عن هذه النشاط قائلة : ” كان هناك إقبال جيد من المشترين على المحل ، و نظرا للأوضاع الاقتصادية ، قررنا أن يكون ثمن المنتجات بسيطا دعماً للمواطن ، ففكرة هذا البرنامج هدفها الدعم ، فنحن ندعم الأسرة و نساعدها على الإنتاج ، وفي المقابل تقوم هذه الأسر بدعم المواطن من خلال  بيع منتجاتها بقيم رمزية ، ولهذا طلبنا من كل الأسر المنتجة ، أو المشاركين في الصندوق وضع قيم مناسبة للمواطنين ، وذلك ليتسنى للجميع شراء المنتجات .

ورغم هذا التيسير، إلا أن العوائق تظل قائمة أمام المحل ،  فبين حين و آخر تتذبذب حركة البيع و الشراء ، خاصة في أوقات غياب السيولة النقدية في المصارف .  ولكن بمجرد توفر السيولة ، نلاحظ انتعاش السوق ،لتصبح حركة الشراء جيدة جدا ، ولهذا يعتبر غياب السيولة من أهم الصعوبات التي تواجه سوق المنتجات.

بازاري – الشتاء و الصيف للأسر المنتجة

وعلى حسب ما أكدته تضيف السيدة ” عائشة عبدالسلام ” : فإن صندوق دعم و تشغيل المرأة يقوم  بتنظيم “بازارين ” للتسوق  في كل عام ، أحدهما في الشتاء و الآخر في الصيف ، وقد أقيم  في أغسطس الماضي معرض في مدرسة القرضابية و شاركت فيه أسر منتجة من داخل وخارج المدينة ، والصندوق أقام معرضا آخر  منتصف فبراير الماضي  ، و لقد تمت دعوة أسر منتجة من خارج المدينة  للمشاركة و إثراء المحفل .

صندوق الدعم والتشغيل ..نحو حياة أفضل للمرأة

إن الصندوق هو بمثابة فرصة لدعم الأسر وحثها  على الإنتاج، حيث أصبحت الأسر تعتمد على ما تجنيه من المحل كمصدر للدخل ..

تؤكد السيدة عائشة عبد السلام هذا قائلة : ” نعم ، عديد النساء جعلن هذا المحل مصدر دخلهن ، ولاشك أنه قد غير من وضعهن الاقتصادي ، فهناك ” العمة عائشة ” كانت تعد ” خبز التنور ” ليباع في المحل بثمن بسيط ، و كان الصندوق قد قدم لها المواد الأولية لتبدأ  مشروعها  ، وها هي  الآن تقوم بالتجهيز لزواج ابنها من ثمن بيع الخبز.

أيضا السيدة ” أم السعد ، وكذلك ” العمة غلامة ” التي استفادت هي الأخرى من مشاركتها في الصندوق ، ولكنها توقفت عن العمل عقب مرضها و إجراء جراحة ليدها ، و هي تقول بأن ” جل ما تحصلت عليه من مبالغ قد  تلقت العلاج به “.  هناك الكثيرات ممن أثر الصندوق في حياتهن الاقتصادية و أنعشها ، وإن كان بعضهن قد تعرضن لانتكاسة صحية أوقفتهن عن العمل .

  • وعن تساؤلنا هل يسعى صندوق دعم وتشغيل المرأة إلى تطوير هذا المحل مستقبلا في ظل وجود اقبال عليه من النساء والأسر المنتجة .. ترى السيدة ” عائشة عبد السلام ” ضرورة  السعي مستقبلا  لتطوير المحل  و قالت في اقتراحها :

” قد نقوم بإفتتاح محل آخر ، وننشئ مشغلا جواره لتدريب الأسر. فبعض الأسر قامت بافتتاح مشاغل في منازلها لتدريب و مشاركة أسر أخرى ، و لذا نطمح لافتتاح مشغل تدريب  واستقطاب عدد نساء أكثر من خارج  حي “القرضة “.

ثلاثة دنانير .. قد تغير حياة أسرة بأسرها!

من الجميل أن يدعم بعض التجار صندوق دعم وتشغيل المرأة ، أما الدعم المعنوي فقد كان حاضراً و تمثل في  عديد الجهات مثل : تنسيقية القرضة ، ولجنة النشاط في القرضة ،ولاننسى مفوضية الكشاف ، ومدير مدرسة القرضابية ” الأستاذ علي محمد مختار” .

ولايزال الدعم  لمهرجان التسوق القادم مستمراً من قبل هذه الجهاتً  حيث قامت بتوفير  الدعاية و الإعلان .

ولا يمكن تجاهل لمسات المواطنين لهذا الصندوق عبر دفع المبالغ الصغيرة في الكم و الكبيرة في المعنى،  فالسيدة زهرة محمد معلمة تقدم الدعم بطريقتها الخاصة حيث تقول :  ” بالنسبة لي شخصيا أقوم بتعليم القرآن الكريم لعدد من الطالبات ، و أجمع منهن مبالغ رمزية قد تصل إلى 3 د. ل ”  لأضع تلك المبالغ في الصندوق  حتى ندعم بها الأسر المنتجة .

وبعد هذا الوقت تمكن صندوق الدعم التشغيل من الوقوف على رجليه بقوة و نشاط حيث أوضحت لنا السيدة ” عائشة عبد السلام ”  في المرحلة الأولى من تأسيس الصندوق كنا نعتمد بدرجة كبيرة على التجار في دعمنا ، ولكن الآن اختلف الأمر ،  حيث أصبحنا نعتمد على ما يدخله المحل من أرباح أيضاً ،إضافة إلى ما نجنيه من أرباح البازار السنوية ، وهذه المبالغ يتم إعادة تشغيلها من خلال عمل الصندوق .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :