صورتان مِن زمن النهضة والتعليـــم

صورتان مِن زمن النهضة والتعليـــم

شكري السنكي

كان عدد الخرّيجين فِي ليبَيا يوم إعلان استقلالها فِي 24 ديسمبر 1951م عشرة خرّيجين لم يكن بينهم طبيباً واحداً. ولم تكن فِي ليبَيا سوى مدرستين ثانويتين وخمس مدارس ابتدائية، وكان عدد التلاميذ لا يتجاوز ألفاً. وحينما استولى معمّر القذّافي على السّلطة فِي الأوَّل مِن سبتمبر مِن العَام 1969م وجد بها: الجامعات، وآلاف المدارس، وعشرات المعاهد، وثلاثمائة ألف طالب وطالبة يذهبون إِلى المدارس، وأكثر مِن عشرة آلاف طالب وطالبة يدرسون فِي الجامعة الِلّيبيّة، وآلاف أخرى تدرس فِي أحسن الجامعات المصريّة والأوربيّة والأمريكيّة. ووجد أكثر مِن خمسة آلاف عنصر وطني مِن حاملي المُؤهلات العلميّة فِي مجالات وتخصصات مختلفة. قال عبْدالحميد البكّوش أحد رؤساء الحكومات فِي العهد الملكي في مقالة نشرها عن «الشخصيّة الِلّيبيّة»: “لأن الِلّيبيّين خبروا معنى الفقر أكثر مِن غيرهم، فقد صنفهم تقرير البنك الدّوليّ عَام 1951م، على أنّهم أفقر شعب فِي العالم بلا منافس، وماتوا مِن الجوع عام 1949م – 1950م، وبدأوا مسيرة الاستقلال ديسمبر في العَام 1951م، بشظايا شعب وهلاهيل دولة، ومع ذلك فإنّهم وقد سنحت لهم فرصة الانطلاق بالاستقلال، قد أنجزوا فِي سنوات قليلة قواعد اقتصاد مستقيم، ومشروع تعليم لم يسبق له مثيل وبنوا إدارة بالغة الكفاءة إذا ما قُورنت بكلّ الإدارات العربيّة حتَّى الّتي سبقتهم بعشرات السنين، كمَا بنوا نظاماً سياسيّاً جيداً كان يمكن أن يتطور إِلى نَّظام ديمقراطي أكثر اكتمالاً حتَّى وإن واجهوا فِي تطبيقه بعض العثرات.

فِي سنوات الخمسينيات والستينيات، كانوا الِلّيبيّون يملكون تجربة المحنة وخبرة المأساة، وهم يعيشون أحراراً فِي نظام متحضر كان قبل أن يجهضه إنقلاب عَام 1969م العسّكريّ، يسير نَحْو النمو والتطور مضيفاً إِلى نضجه كل يوم، وكانت أمام الِلّيبيّين كلِّ فرص القفز إِلى حضارة القرن العشرين ومَا بعده وإنجاز مكانة أفضل دولة فِي العالم الثالث”. يكفي المَلِك الرَّاحل إدريس السّنُوسي – رحمه الله – فخراً أن معركة التعليم الّتي قادها رؤساء وزاراته المتعاقبة، كانت نتائجها مبهرة مذهلة ملفتة لأنظار العالم كافة، وأن «الخطّة الخمسية» الّتي نُفذت في عهده، كانت الأفضل بين الخطط الخمسية الّتي نُفذت في دول العالم الثالث بشهادة المنظمات الدّوليّة وقتئذ. الصورتان المرفقتان هما صورتان أُخذتا يوم حفل تخرج طلبة وطالبات جامعة بّنْغازي فِي العَام 1964م بحضور ولي العهد الامير الحسَن الرَّضا السّنُوسي. يظهر فِي الصورة الأولى سمو الأمير الحسَن الرَّضا – طيّب الله ثراه – يقدم شهادات التخرج، ويُسلم إِلى الطالبة فتحية حسين مازق شهادة التخرج، ويقف إِلى جانبه الرَّاحل مُصْطفي بعيو رئيس الجامعة. والصورة الثانيّة، طالبات جالسات ينتظرن دورهن لاستلام شهادات التخرج، وتظهر الطالبات – وبالترتيب – ومن اليمين: ربح عبدالعزيز صهّد، قدرية سَالم بِن صويد، فتحيه حسين مازق، نجمية محمد على الطرابلسي «دوفاني»، والأخيرة طالبـة مصريّة اسمها إكــــــرام. شكري السنكي الأحد الموافق 9 يناير 2022م

تعليق على صورتين من حفل تخرج طلبة وطالبات جامعة بّنْغازي فِي العَام 1964م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :