طير ذكر جهنم نوم العابدين …!!

طير ذكر جهنم نوم العابدين …!!

د- احمد سيد

قال أسد بن وداعة : كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى فيقول : اللهم إن ذكر جهنم لا يدعني أنام فيقوم إلى مصلاه
و قال أبو سليمان الداراني : كان طاووس يفترش فراشه ثم يضطجع عليه فيتقلى كما تقلى الحبة على المقلى ثم يثب فيدرجه و يستقبل القبلة حتى الصباح و يقول : طير ذكر جهنم نوم العابدين

و كان عامر بن عبد الله يقول : ما رأيت مثل الجنة نام طالبها و ما رأيت مثل النار نام هاربها فكان إذا جاء الليل قال : أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يصبح و إذا جاء النهار قال : أذهب حر النار النوم فما ينام حتى يمسي و روي عنه أنه كان يتلوى كالحب في المقلى ثم يقوم فينادي : اللهم إن النار قد منعتني من النوم فاغفر لي و روي عنه أنه قيل له : مالك لا تنام ؟ قال : إن ذكر جهنم لا يدعني أنام

و عن أبي مهدي قال : ما كان سفيان الثوري ينام إلا أول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي : النار النار شغلني ذكر النار عن النوم و الشهوات ثم يتوضأ و يقول على أثر وضوئه : اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم و ما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار
و في هذا المعنى يقول عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى :
( إذا ما الليل أظلم كابدوه … فيسفر عنهم و هم ركوع )
( أطار الخوف نومهم فقاموا … و أهل الأمن في الدنيا هجوع )
و قال ابن المبارك أيضا :
( و ما فرشهم إلا أيامن أزرهم … و ما وسدهم إلا ملاء و أذرع )
( و ما ليلهم فيهن إلا تخوف … و ما نومهم إلا عشاش مروع )

( و مجلس ذكر فيهم قد شهدته … و أعينهم من رهبة الله تدمع )

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :