ظلٌّ للعابرين

ظلٌّ للعابرين

  • شعر :: المهدي الحمروني

“إلى المهندس الصديق صالح حصن”

هكذا تمضي وحيدا
تجسُّ القفر في بيداءٍ عجوز
بمخيلةٍ من نار
تغازل جيولوجيا التأويل
فتنثر أقباس ضوعها
في جحور العتمة
وتوقظ نهار المعارف
في وسن الكهوف
وتلهم توالد المعازيف
في عواقر الذائقة

تيمنًا بما توقد من مجامر المواعيد
هكذا تهيأ النوستالجيا
حداثة أجياد غيدها
لما تقلّدها من فرائد
وبتواضع النبلاء
وورثة الأباطرة
وعريقيِّ النعم
تخلع أصدافك على العابرين أمثالي
أبناء السبيل المقيظ
الغارمين الحب
في بوار الخفوق
وتمنح ظلك وقاءً من هاجرة النكران
وفي شتاءٍ من جفافٍ
وجدبٍ طويل
تسبغ على حراشف الأكف الواجمة
سرًا موسرًا من الدفء
والهطول

محنة العمر أن تعشه فريدا
دون أن تعلم الورى بالفريد

كنبي له العلامات وضحٌ
بيّنٌ وهو منكر من حسود

“ظلّ – في أمة تداركها الله-
غريبًا كصالحٍ في ثمود”

أنتَ أعلى من دعوةٍ في بيان
ومديحٍ في جرّةّ من قصيد

يانقاءً من الينابيع يجري
لفروع الأنهار في التجديد

كل حصنٍ عداك ريحٌ عراءٌ
ومخافٌ بجوف ليلٍ مديد

هذه عيرهم على الحوض تتلو
فيضك العذب في حنين الشرود

___________________
5 كانون الثاني 2020 م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :