بقلم :: عثمان البوسيفي
للمسافات المتبقية مني للروح المسافرة للبعيد للصحيفة التى تحبني للخطوات التى تبعثرني للجيوب الفارغة والحساب المكتظ بالمال الفاقد للقيمة كل نهار.
يجرني الحرف لذاك القارب الساكن في عمقي قارب يستطيع قطع تلك المسافة دون أن يغرق دون أن يقتلني ويتركني للعابرين من تلك الاسماك وصفحة صفراء في صحيفة متهالكة تعلن غيابي .
اتمالك نفسي واشرع كل نهار في الحلم كيف أترك خلفي ظلِ وشوارع التراب التى على الدوم تواصل خنقي وكيف أمارس أشتهي من موجة تمارس عبابها معي وتنقلني الى ضفة أخرى لا تعرف أسمي لكنها تبوح لي بإنسانيتي المفقودة وتنزع عني رصاصة طائشة كادت ذات نهار أن تقتلني .
الصيف قادم هكذا أحدهم همس في أذني دون أن اعرفه وكأني به يقول احزم أحلامك الميتة ودوربك المسكونة بالشوكة وبقايا ما تملك لتشد الرحال صوب البلدان الصغيرة في المساحة والكبيرة في التفاصيل .
ثمة وقت يحاصرني يعيد تذكيري أن الصيف لا يعرف البقاء حين يقل وهج الشمس ويتسيد المد والجزر هذا البحر الفاصل بيني وبين الحياة ويعيد القول مجددا أنها فرصتك الأخيرة لتعبر الطرق الطويلة التى تمارس طغيانها عليك كلما أشرقت الشمس ومارست النظر الى الأخبار المتصاعدة كالدخان من هذا الوطن الحزين .
موؤودة الارواح هنا ورخيصة وأكثر رخصا من الشاي الذي لا أشربه إلا حين يفتك بي الخجل من رفضه وحين تقدمه يد كريمة .
تهاجمني الظلال من جديد وتعاود طرح الأسئلة وأنا عن العاجز عن الخروج من غرفتي ذات اللون القاثم وتبقى الإجابة كالعادة نائمة في دهاليز القادم الذي لا أدري كيف لونه أو طعمه .
الحديث لا يتسع للفقراء الذين هجرتهم أحلامهم ولا عن الأطفال الحالمين بواقع أجمل من واقع آباءهم ولم يعد الحلم يتجاوز رغيف خبز لا يحمل بقعة دم .
القاريء يبحث عن رؤية حرف سعيد في بؤرة لا تحمل غير رائحة البارود وكاتب يشتهي إماطة الأذى عن حلمه وصحف مسكينة لا تعرف كيف تتفادى التوقف عن الصدور ….
المشاهدات : 235