عبد الرحمن امنيصير لفسانيا : أنا المستبعد.. الخارج عن القانون، الملعون الذي لا يستسلم

عبد الرحمن امنيصير لفسانيا : أنا المستبعد.. الخارج عن القانون، الملعون الذي لا يستسلم

حاوره :: سالم الحريك

يحفظ القرآن الكريم كاملًا و يطمح بأن يكون شاعرًا وروائيًا، شارك بالعديد من المسابقات الأدبية وحاز على العديد من الجوائز منها جائزة ليبيا للإبداع والتميز في الكتابة الأدبية وصدر له عن دار فنون للنشر والتوزيع كتاب “أرواح فارغة” وهو عبارة عن مجموعة من النصوص النثرية. حوارنا مع الكاتب الشاب عبد الرحمن امنيصير

بداية من هو عبد الرحمن امنيصير؟ وكيف تقدم نفسك للقراء الكرام؟

أنا المستبعد.. الخارج عن القانون، الملعون الذي لا يستسلم، والبطل الذي يموت في الصفحة الأولى، أنا القِط الأعور الذي لا تُريد أيِّ عجوز أن تُداعبه! الحيوان الخائف من رِهاب الماء الذي يَعض اليد الممدودة بالرحمة، والطفل الذي ينخر رداً على تعنيف الأم، أنا خوف العُشب الذي على وشك أن يجزوه !

لست أدري ما إذا كان البحر يصنع الأمواج أو يتحملها؟ لست أدري ما إذا كنت أنا المُفكر، أم فكرة عارضة؟  حدثنا عن بداياتك في عالم الكتابة ؟

كانت مجرد خواطر أكتبها على الفيسبوك وأنتظر آراء أصدقائي ووالدي خاصةًّ لأنه شاعر وأديب إلى أن أخبرتني أم صديقي عن المهرجان الأدبي لإبداع اليافعين بأنه يمكنني المشاركة في جانب الخاطرة فشاركت والحمد لله تحصلت على الترتيب الثاني على مستوى ليبيا ومن هنا كانت انطلاقتي الفعلية.

كيف كان تقييم والدك لك في تلك الخواطر التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وكيف كانت البداية الفعلية لكتابة تلك الخواطر وهل واجهت صعوبة في البداية؟

كان تقييمه جيدًّا، وكان كتابتي لها لأعبر عمّا يجول في خاطري فقط، مع قراءة الكتب ووقوف والدي معي لم أواجه صعوبة

تحفظ القرآن الكريم كاملًا، إلى أي مدى أكسبك ذلك مخزونًا كافيًا من اللغة والمفردات في عمر مبكر ربما أفادتك في صناعة الشخصية الأدبية الخاصة بك؟ أفادني كثيرا جدا

أدبيًا لمن يقرأ عبدالرحمن امنيصير وبمن تأثر؟

الرافعي والمنفلوطي ونجيب محفوظ، طه حسين، أيمن العتوم، أدهم الشرقاوي، أما عن أكثرهم فهو نجيب محفوظ

أنت رئيس لإحدى المنصات الأدبية، هلّا أعطيتنا نبذة تعريفية عن هذه المنصة ؟

مجموعة دروب كتاب على فيسبوك: مجموعة تضم العديد من الأنشطة، لكل نشاط يوم محدد له من الأسبوع ويستحسن عدم الخروج من نطاق مواضيع الأنشطة إلا في حالة حديثك عن موضوع يتعلق بالأدب والكتابة وما لها من مواضيع كثيرة يمكن طرحها أو النقاش بها

الناس يدّعون بأنهم يكتبون وفي الحقيقة هي مجرد ترهات !

لكل جيل ربما ظروف معينة إيجابية في أحيان، وسلبية في أحيان أخرى، ماذا عن جيلك ما أبرز التحديات ونقاط القوة والضعف في المجال الأدبي وصناعة الشخصية الأدبية؟

في هذا الوقت كثير من الناس يدّعون بأنهم يكتبون وفي الحقيقة هي مجرد ترهات لا تمت للأدب بصلة، وأيضًا هناك فئة جديدة ظهرت في السنتين الماضيتين، يكتبون بلهجتنا ما أسموه روايات وهي ما أستحي ذكره من كلام فارغ ومعظم الناس تعجبهم هذه الخزعبلات!

على هذا السياق، أسألك هنا ما رأيك بما يعرف بالكتابة باللهجة الدارجة والمحلية؟

أحيانًا تكون جميلة لكن في الغالب سيئة، نسبة قليلة كتاباتها جيدة

حدثنا الآن عن تجربتك الأولى في عالم النشر مع كتابك الأول “أرواح فارغة ؟

” النجاح ليس سهلًا، في عشية أحد الأيام الصيفية المـاضية كنت أتصفّح “الفيسبوك” كأي شخص آخر .. ظهر لي إعلانُ مسابقة لأفضـل كتاب شاب حقيقةً نسيتُ اسم الدار صاحبة المنشور.

قرأتُ الشروط بتمعّن و دقة بسيطة و سهلة، كان العرض مغريًا جدًّا – الترتيب الأول سينشر مجانًا. – الترتيب الثاني تخفيض 50% من سعر طباعة الكتاب. – الترتيب الثالث تخفيض 30% من الطباعة.

باشرتُ في تجميع نصوصي و تنقيحها أملًا في المشاركة و الفوز – إن شـاء اللـه- انتهيتُ من ذلك خلال أسبوعين و نصف في اليوم الذي أنهيتُ فيه كان ينهكني التعب و عقلي مجهد للغاية من الساعات الطويلة المنكب فيها على جهاز الحاسوب لم أستطع إرسال المشاركة.

خفتُ أن ينتهي اليوم و جُل جهدي يذهب أدراج الرياح

اليوم التالي كان آخر يومٍ لتسجيل المشاركات، أتى الصباح و افترشت الشمس قلب السماء و أدلت بجدائلها الذهبية خيوط أمل تثنت على زجاج نوافذنا بغرور تغمز للأحلام بطرفها و تنقش حروفاً يتلألأ نورها هنا و هناك، كنتُ مُتحمّسًا لإرسال مشاركتي عندها اكتشفت أن حصّة الإنترنت قد انتهت هلعتُ و خفتُ أن ينتهي اليوم و جُل جهدي يذهب أدراج الرياح… فراق دقائق معدودة انقطعت الكهرباء و لم تلبث دقائق أخرى إلا و انقطعت إشارة الهاتف أيضًا.

كان يومًا حارًّا بامتيازٍ العرق يتصبب منّي بغزارة بينما أتجول في الشارع أبحث عن إشارة بعد جهادٍ طويل و لم تكن قويةً حتّى هاتفتُ صديقي و أخبرته بالتفاصيل أرسل مشاركتي وأقفلتُ الخطّ متشكّرًا له، انتظرت شهرًا كاملًا إلى أن تم إعلان النتائج كنت متوترًا جدًّا تغير ميزان دقّات قلبي و أنا أقرأُ الكلمات الأولى إلى أن رأيتُ اسمي متصدّرًا الترتيب الأول “عبد الرحمن إمنيصير” الدولة: ليبيا ، عنوان الكتاب: أرواح فارغة.

لم يكن عدد المشاركين هيّنًـا، لم أصدق ما رأته عيناي، رحتُ أرقصُ بِشرًا و حبورًا، لم تسع الفرحة قلبي، غمرتني سعادة لا توصف، كاد قلبي يقفز من بين أضلعي فرحًا و سرورًا، كللت جهودي بالنجاحِ كنتُ أصغر المشاركين و تغلبْتُ عليهم جميعًا. كنتُ أنتظرُ رسالة من الدار تخبرني فيها ما التّالي فراق أربعة أيام من النتائج تفاجأتُ برسالةٍ منهم لم تكن كما توقّعت بل ما فاجأني أكثر هو “الحظر” الذي تلقّيتهُ منهم. كانت رسالة اعتذارٍ بأنهم لن يستطيعوا طباعة الكتاب المعذرة كما الخاتمة في رسالتهم، شعرتُ بالخذلان و حزن شديدٍ أثار في نفسي ألوانًا من اللوعة و الحسرة منكسرًا أتجرّعُ كأس الخيبة انهمرت الدّموع مدرارًا فغسلت وجهي و فقدتُّ الأمل سريعًا.

بعد أسبوع آخر رأيتُ إعلانا لدار أخرى في هذه المرة تأكدتُّ أنها لن تكون كسابقتها و لم يكن مجانيًا أيضًا. كان المبلغ زهيدًا 3100 جنيه مصري، عندما قمتُ بتحويله في أحد المواقع كان المبلغ المطلوب للطباعة 320 دينارا ليبيًا فقط لمائة نسخة.. أخبرتُ أم صديقي المقرب بما حصل لم تتردد لحظة في إعطائي المبلغ وقوفها معي لن أنساه طول حياتي أرادت منّي أن آخذه كهدية لكنني رفضتُ و أصررتُ على أن أقترضه منها ثم حين أبيع النسخ أعيد المبلغ، تواصلت مع الدار اتفقنـا و انتهى الأمر أعطيت مكتب التحويل المبلغ انتظرتُ إلى حين وصوله عندها تواصل معي مدير الدار بأن المبلغ لم يصل كاملًا و ما زال ينقصه الكثير!! أخبرني أن أتواصل مع المكتب لربّما هناك خلل في التحويل أو ما شابه تواصلتُ معه الأمور على ما يرام. أخبرني كيف حسبت التكلفة و حين أخبرته كانت الصدمة سيكلّف طباعته 1585 دينارًا ليبيًّا من أين لي بهذا المبلغ الضخم؟! حدثتُ مدير الدار قائلًا: “اطبع لي و لو 20 نسخة بس” لحسن الحظ كان متفهّمًا أخبرني أن أزيد 150 أخرى و أن أحذف بعض النصوص من الكتابِ كان لدي طابعة أستعملها أحيانا اضطررتُ لبيعها لتكملة الباقي بعد عناد و صبرٍ طويل الأمد تلقيتُ مكالمة بأن الكتاب قد وصل إلى ليبيا عليّ الحضور و استلامه.

لن تستطيع قطف التين الهندي إن لم تستيقظ فجرًا عليك السّعي و عدم فقدان الأمل و المُضي في حُلمكَ مهما كان في نظر الآخرين تافهًا.

كيف تصف هذه التجربة بكل مافيها من صعوبات وخذلان و كذلك من تضحية وثقة من البعض وعلى رأسهم والدة صديقك؟

مع كل ما حصل كانت تجربة جميلة جدًّا خصوصًا عندما استلمت الكتاب بين يدي.

كيف جرى التعامل مع النسخ التي بين يديك وهل تفكر بطباعة المزيد من النسخ، وكيف لاقت الأسرة والأصدقاء هذا الأمر؟

أهديتها لأصدقائي وبعض معارفي ومعلماتي وأبقيت نسخة واحدة لي، نعم أفكر في طباعة المزيد إن كانت هناك مقدرة شاركوني فرحتي.

هل لك أن تعطينا نبذة عن نصوصك النثرية التي يحتويها الكتاب؟

” نص “

أيها الحبُّ، دعني ألتقط لوحدي صورة بجواركَ.. و أنت أيها السراب، حاول أن تلمسني لتكتشفَ حقيقتي ،أيها العدم لنكن أصدقاء، مُد يدك و صافحني.. أيتها الحرية، دعيني و شأني أيها النسيان، حدق في وجهي جيداً هل تبدو لكَ هذه النهاية مألوفة؟

لديك رواية ربما قيد الإنجاز هل لك أيضا أن تتكرم بالحديث ولو بجزء بسيط عنها؟

نعم ستكون رواية بوليسية بإذن الله باشرت العمل عليها من فترة وجيزة. كيف حدث هذا التغير والاتجاه للرواية البوليسية هل لك اهتمام مسبق بهذا النوع من الروايات؟

نعم كثيرا ما كنت أقرأ لأجاثا كريستي وأعجب جدًّا بها.

مستقبلا أين ترى نفسك في المجال الأدبي؟

روائيا وشاعرًا إن شاء الله.

كلمة أخيرة تود إضافتها في نهاية هذا الحوار.

أشكرك جدًّا على هذا اللقاء اللطيف وأرجو أن يكون لنا لقاء مفيدا .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :