عبد الفتاح الوسيع، مدرسية إعلامية إبداعية ترحل في صمت

عبد الفتاح الوسيع، مدرسية إعلامية إبداعية ترحل في صمت

أ :: أحمد العيلة

الشاعر :: أحمد العيلة

عبد الفتاح الوسيعما إن يُذكر هذا الاسم حتى تمتلئ روحك باعتزازٍ خاص أنك تعرف قامة بهذا الحجم، شخصية متكاملة اجتمعت فيها الحنكة والذكاء والمهارة والمهنية والموهبة في مجالٍ واحد هو الإعلام، حتى أصبحنا ننعت زمنه بالزمن الذهبي للإعلام، بالمهارة المتكاملة صوتاً وإلقاءً ولغةً وثقافة وحضوراً، إنه عبد الفتاح الوسيع الذي فارق هذه الدنيا يوم الأمس السبت، 14/8/2021، (82 سنة)، غادر هذا الضجيج إلى مكانٍ أكثر هدوءاً، ليستريح من عطاءٍ طويلٍ .عبد الفتاح الوسيع، إذاعياً استمتعنا بل وارتقت ذائقتنا وثقافتنا عبر برامجه التي تتلمذنا عليها في المرئية “كي لا ننسى” ” الشعب المسلح” وغيرها، وكثير من البرامج المسموعة.

مهنياً عملت مع عبد الفتاح الوسيع حيث أذاع لي عدة برامج بصوته الفخم (60 حلقة من برنامج منازل القمر) الذي أذيع على أثير إذاعة الجماهيرية سابقاً، وعدة حلقات من مساء الخير وطني الكبير ومساء الخير أفريقيا بمعية قامات أخرى مثل علي أحمد سالم وعزيزة عبد المحسن أطال الله عمريهما، وعبد الله عبد المحسن رحمه الله، وأشد ما يميز عبد الفتاح حرصه على اللغة الفصيحة، بل وعدم الإحراج في تصحيح كلمة نحواً أو إلقاءً، وإن اضطر إلى إعادتها عشرات المرات.

حين استشهد مخرج شريطي الرسالة وعمر المختار مصطفى العقاد، أجريتُ لقاءً مطولاً مع عبد الفتاح الوسيع نشرته في مجلة الثقافة العربية، واستجاب معي في منزله إلى أبعد حد لدرجة أنه أعطاني كل أرشيفه الحريص عليه جداً لأنتقي منه ما أشاء، وهنا أرغب من أسرته الكريمة الاحتفاظ بالأرشيف المهم جداً الذي امتلكه المرحوم وإتاحته للنشر، وقد طلب مني رحمه الله أن أنشر له ذكرياته، لكن للأسف مرض بعدها.

عبد الفتاح الوسيع، مدرسية إعلامية إبداعية بكل معنى الكلمة، أتمنى أن يُدرّس في كليات الإعلام في أدائه واختياراته وعطاءاته.

رحم الله الإعلامي القدير عبد الفتاح الوسيع وإنا لله وإنا إليه راجعون.الصورة المرفقة: في لقاءٍ أجريته معه في مدرج جامعة العرب الطبية في 2008، بحضور عدد من طلاب الجامعات الليبية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :