عجوز طاعن في السن

عجوز طاعن في السن

  •  زهران القاسمي

عجوز طاعن في السن

يسند ظهره على ظهري ويسرد حكايته بتكرار ممل

عجوز طاعن في السن

يخبرني عن أحلامه التي لم تتحقق

صعود أعلى قمة في المكان

قفزه بين ضفتي الوادي الحجريتين

نمو اصبعه المبتورة التي فقدها بين فردتي الباب

الذي أغلق بغتة

وهو يقول عمدا

ولا يعرف من فعل ذلك

وليته يعرف

عجوز طاعن في السن

بلا أسنان يلوك حكايته المملة

يبدأها ب كانت لدي حبيبة جميلة كالقمر

لا يذكر اسمها

لا يتذكر اسمها

يقول بأنها سافرت

ويقول انها اختفت

يصف شعرها مثل رهافة الحرير

ثم يسألني: هل حدث أن لمست قطعة من الحرير.

لا ينتظر مني جوابا، يقول: لا أعرف ملمسه

عيناها مثل فنجانين تبرق في داخلها جوهرتان

سألته عن لونهما فسكت

لا يذكر لون عينيها

لا يتذكر لون عينيها

عجوز طاعن في السن

حزين ويغني أحلامه الضائعة

يشتكي رجليه اللتين خذلتاه عن المشي

يشتكي ضجره ووحدته

يصمت فجأة فيميل رأسه على كتفي وينام

وعندما يستيقظ

يبدأ في سرد حكايته.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :