عندما يغادرالادباء دونما ضجيج العريبي آخر الراحلين

عندما يغادرالادباء دونما ضجيج العريبي آخر الراحلين

  • تقرير / عوض الشاعري

تتوالى صدماتنا هذه الآونة و نحن الموعودون بالسفر على دروب الترحال التي لا تعود , فبعد أن فقدت الحياة الثقافية و الأدبية في بلادنا العديد من القامات السامقة في مجال القصة و الشعر و الرواية , ها نحن نودع طائراً جميلاً قرر أن يحلق في فضاءات أوسع و أجمل .

يوسف الشريف

إنه الكاتب الروائي عبد الرسول العريبي يمتلك العريبي رصيداً زاخراً بالأعمال الأدبية التي نُشرت في صحف ومجلات محلية وعربية مُتنوعة بينها صُحف تونسية وجزائرية وأردنية مُختلفة. وسبق أن نجح القاص والروائي الليبي في كتابة خمس روايات بغضون 50 يوما، مُحقّقا رقما قياسيا، أثار إعجاب الكثيرين حينها. وكانت أولى الروايات الخمس التي كتبها العريبي “لا شيء اسمه الحب” التي استغرقت 10 أيام، ورواية “بئر النجوم” التي احتاج 13 يوماً لكتابتها، إضافة إلى رواية “امرأة من بنغازي” وكانت جاهزة خلال 10 أيام، ورواية “رياح الحرب” التي استغرقت 12 يوماً ورواية “على هامش الحب” التي كُتِبت في 5 أيام فقط وتعد هذه الأعمال من أبرز أعماله يضاف إليها أبواب الموت السبعة، أطفال التراب “قصص قصيرة”. وُلد العريبي عام 1953، ببلدة “المقرون” جنوب غرب مدينة بنغازي، ودرس بالثانوية التجارية بمدينة البيضاء، وتحصّل على الدبلوم التجاري عام 1974. وتخلل المشوار الثقافي لعبد الرسول العريبي تقديم مجموعة من البرامج الثقافية بين التلفزيون والإذاعة المسموعة. وحينما سألت فسانيا بعض أصدقاء الفقيد و مجايليه قالوا :

القاص بالقاسم السحاتي روحي كأس مترع بالحزن منذ أن أصبحت مَوْبُوءةٌ بالفقد.. وتساقط الأحباء كأوراق من شجرة حياتي ..وها هو ((عبد الرسول)) المبتسم ..يرحل دون أن يلوح لنا بالوداع, هذا الانسان المسكون بالإبداع ودفء الروح ..عندما يلتقيك يعانقك بقلبه ووجهه البشوش قبل يده, كيف أرثيك يا عبد الرسول… ::::::::::::::::::::::: الله الله ياعبدالرسول امفـــيت الصــبر ماعنــدى مانقــول افراقــــك شين…عبدالرســـول الله الله ياعبدالرسول ماعندى كـــــلام عــــزانا فيك فى شهـــــر الصيـــــام .. وبعد صـــــــلاة هو حســــن الخــتام الله يسقيــــك من حـــوض الرسول .. يالعفـــــــيف وصـــــــــال الارحــــــام وغـــــــير الحــــق ماتعرف اتقـــــول .. فى الجنــــــــات ندعـــــــولك مقــــام وفى النعــــــــيم يجعــــــلك قبــــول .. على فرقــــــــاك يعطـــــــينا عــــــزام أَجَـــــــلُ وحـــــــــان مافيــــها حلـــول

مَوَاسِمُ الفَقْدِ يوسف الشريف لم ألتقِ بالكاتب الكبير عبد الرسول العريبي منذ سنوات ولكن مؤخرا صرنا نسترد علاقة ما قبل فبراير كي نستطع أن نتنفس فكرا وأدباً ،أحيانا كنا نستعين بالهاتف وبعضنا كان يستطيع سرقة يوم أو يومين في زيارة خاطفة إلى بنغازي أو طرابلس، وفيما سبق ذلك من سنين كنا نلتفي في المناسبات الأدبية والثقافية وفي مهرجانات المدينة، وكان بالإمكان متابعة نشاط التأليف ومعرفة ما صدر والاطلاع عليه، رغم أن الجغرافيا كانت تؤثر في تلاقينا خاصة على المستوى الفردي، ونستعيض عنها بقراءة ما صدر لنا من كتب، أو نشرنا في الصحف، عبد الرسول كان دائم الحضور في معظم أنشطة الرابطة، كان خلوقا وكاتبا حقيقيا أثرى المكتبة الليبية بعصارة قلبه وفكره، غيابه على المستويين الشخصي والعام لا يعوض، رحم الله هذا الصديق المتميز وإنا لله وإنا إليه راجعون. يوسف الشريف (( عَبْدُ الرّسُولِ العُريْبِيّ ..

آخِرُ المَصَابِيحِ )) د. الصديق بودوارة مصباحٌ فقدناه، وعتمة زاد ظلامها ، هذا الناقد الكبير الذي لم ينل حظه من الشهرة .. هذا الإنسان بمعنى الكلمة .. هذا السند الذي وجدته في بداية مشواري في الكتابة .. كم ( هذا ) أحتاجها لأصف لكم عبد الرسول العريبي ؟ فقدٌ كهذا يحتاجُ المرء ليعالج مسافة غياب هؤلاء ؟ وكم علامة استفهام ينبغي أن نرسمها لعلنا نحظى بجواب يداوي بعض ما نشعر به من حزن ؟ ===

عَبْدُ الرّسُولِ المُحِبّ لِكُلّ النّاسِ الفنان فرج بوفاخرة عبد الرسول العريبي مبدع يحمل في داخله الإنسان المحب لكل الناس حتى الذين يختلف معهم نقديا أو تجاه بعض الأعمال الإبداعية لأنه مارس النقد الأدبي بحرفية عالية وهذا يعرفه أهل الأدب وكان محبا ومتتبعا للحركة المسرحية عروضا ونصا وله حالته النقدية المسرحية الهادئة ودائما يقول أحب المسرح فاسمحوا لي أن أقول كلمتي كمحب قبل أن أكون ناقدا, وبذكر النقد منذ سنوات كان لي حوار معه حول غياب المكان في جل الأدب الليبي وغابت معه الشخوص وروح المكان فالنصوص دائما في اللامكان وغالبا في اللازمان فقال وضحك ربما يسكننا شرطي كما قال صديقنا الأديب سالم العبار ذات مرة وقلت له هذا الغياب للمكان والزمان سبب عرقلة المسيرة الدرامية لأنها تتغذى من الأدب ونجيب محفوظ مثالا ومدى تأثير أدبه على الدراما المصرية وكان حديثا لا ينسى مع هذه القيمة الإبداعية الذي ترجم المكان والزمان في روايته حدث ذات مساء التي تحمل مقومات العمل السينمائي وأعتقد إن لمْ تَخُنّي الذاكرة بأن هناك من قطع شوطا في تحويلها إلى فيلم سينمائي وهذا ما أتمناه اليوم قبل غدٍ. == القاصة : مقبولة ارقيق تعرفت على الأستاذ عبد الرسول العريبي عبر هذا البراح الأزرق.. لم يكن صديقاً عادياً, لقد كان ناقداً و مشجعاً , و كان مثل يد طالما صفقت لي و كتبت كلمات شحذت همتي و جعلتني أواصل الكتابة, قال لي بالحرف الواحد: أنا أبشر نفسي ووطني ببزوغ فجر كاتبة لن يكون لها اسم إلا ملاذ النورس.. هكذا كانت كلماته لي و جل تعليقاته كانت لي ( استمري و حاولي ولا تتوقفي…أكملي السرد غوصي فى أعماق الشخصية ولا تخافي البوح..طالما مسح على ناصية قلمي حين قال لي إن قلمك كالفرس الجموح.. كلماته التي لم تفارقني حين أكتب ..رحم الله أديبنا وصديقي وأخي وأبي عبد الرسول العريبي.. == القاص عوض الشاعري

لِمَاذَا غَيّرْتَ عُنْوَانَكَ قَبْلَ اكْتِمَالِ الْحِكَايَةِ يَا عَبْدَالرّسُولِ ؟

القاص عوض الشاعري لِمَاذَا غَيّرْتَ عُنْوَانَكَ قَبْلَ اكْتِمَالِ الْحِكَايَةِ يَا عَبْدَالرّسُولِ ؟ يالهذا الخافق الموعود بالفقد .. يا لقلبي المسكين الذي مايفتؤ يشرع نبضه على أبواب الغياب و يلوذ ببقايا ذكريات الشجن بعد أن يغادره الأحبة .. لماذا يا عبدالرسول تخذلني الآن و أنا أتأهب إلى لقائك مثلما كنا نلتقي هناك في بيتك العامر بالود في طابللينو فور رجوعنا من مهرجان العرعار لنكمل حديثنا عن رحلة والدك العظيم في ربوع طبرق و ضواحيها إبان ترحاله وراء مصدر رزقه و عشقه للإبل و رعايتها و انتقاله للعيش في براري البطنان . و مجاورته لأبناء قبائل الشواعر و المنفة و القطعان و العبيدات .. بعد خروجه من المقرون ميمما وجه راحلته باتجاه المراعي الخصيبة .. و أحاديثنا التي لم تكتمل عن محبوبته البدوية التي حالت ظروفه دون الاقتران بها فأطلق أسمها على ابنته الكبرى (خضرة) عربونا لحب عذري عفيف .. لماذا يا صديقي و أنا الذي كنت أرتب أوراق روايتي المخطوطة لأخبرك بما أنجزت حول تلك الليلة و ما تلتها من ليالٍ لازالت تعيش في مخيلتي و نحن نقطع الطريق في الحافلة من بنغازي إلى مصراتة و العكس رفقة الكبار .. السوسي و الزبير و المسلاتي و العبار و السنوسي و فنوش و الركابي و بوفاخرة ..و آخرون .. لازلت يا صديقي أحتفظ لك بأحاديث عن الآبداع. و القصة و الرواية و أروقة معرض القاهرة .. و الحقيقة .. و ذكرياتك مع النيهوم و الفاخري و العمامي ..لازالت الذاكرة مشتعلة بك و لم يزل القلب لم يصدق بعد أنك قد غيرت عنوانك .. و لم تزل الروح تستمطر شآبيب الرحمة على روحك و تدعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته و أن يسكنك فسيح جناته و أن يلهمنا جميل الصبر و السلوان

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :