عن العزاء للميت

عن العزاء للميت

الشيخ عيسي رمضان

العزاء من المفاهيم المألوفة في المجتمع الإسلامي وغيره، فهو مرتبطٌ بحدثٍ كبير هو الموت، الذي يُدخل الرهبة إلى النفوس، ويُسبب الحزن الكبير للقلوب، ومعنى كلمة عزاء في معجم المعاني: المواساة، ويُقال: أحسن الله عزاءك أي رزقك الصبر الحسن والمواساة، والعزاء من الأمور البديهية التي يقوم بها الناس مع بعضهم البعض بمجرّد موت أحد، وله أثرٌ كبير في النفوس، لأنه يُخفف من وطأة الحزن في نفوس أهل الميّت، ويمدهم بالصبر قليلًا، وتُقال عادة في العزاء الكثير من العبارات، بعضها عبارات وردت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وبعضها عبارات لا أساس لها في الدين الإسلامي، وإنما هي مجرد عبارات يتناقلها الناس بين بعضهم البعض، فمن مقاصد الشرع العظيمة تكاتف المسلمين، ومواساتهم لبعضهم البعض، ولذلك شرع للمسلم أن يعزي أخاه المسلم بمصابه، والتعزية هي: الأمر بالصبر، والدعاء للميت والمصاب. والتعزية ليس لها مكان  محدَّد، فتجوز التعزية في بيته أو في المسجد أو الشارع أو مكان عمله فأينما وجد من أصابته مصيبة، فلك أن تُعزيه فيه.

فإن جلسوا في عزاء بدون تكلُّف ولا إسراف في مكان محدَّد،  فلا بأس به وهو جائز،كما يحصل  في زماننا هذا، فهو من باب التيسير على الناس، وهو في وقتنا هذا من الضروريَّات الميسَّرة لتأدية التعزية لكن المشروع والسنة لأهل الميت هو عدم الإثقال عليهم بمن يحضر وإطعامهم فضلًا عمَّن يطلب ذلك منهم كعادة؛ جهلًا منهم بالسنة، فهذا لا يجوز والصواب أن يصنع أهل الخير من الجيران والأصحاب لأهل الميت طعامًا؛ لانشغالهم بمصيبتهم لحديث عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ” وهذا الذي عندنا فلابأس به كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ذكره .

 وتعزية أهل الميت بألفاظ واردة في السنة النبوية الشريفة، حيث يذهب الناس إلى أهل الميت ويقدمون العزاء، ويحملون أهله وذويه على الصبر ويدعون لهم بالسلوان وطول البقاء من بعد فقيدهم، ويُقال في العزاء العديد من الألفاظ والعبارات التي تُؤدي غرض التعزية، وأفضل هذه العبارات ما ورد عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عندما عزّى إحدى بناته بموت ابنها، حيث قال لها معزيًا: “إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب” ويجوز أيضًا قول عبارات أخرى مثل: “أعظم الله أجركم، وأحسن عزاءكم وغفر لميتكم

ويكون رد المُعزّى عند تلقيه عبارات العزاء من شخص: جزاك الله خيرًا، أو استجاب الله دعاءك، أو رحمنا الله وإياك، كما يجوز التعزية بقول: البقاء لله، ولا توجد عبارة ثابتة للعزاء، إذ يجوز التعزية بأي ألفاظ مناسبة فيها تصبير لأهل الميت وفيها الدعاء للميت.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :