- احمد سالم
تبدأ سورة الفاتحة بتعليمنا أن بداية البداية يجب أن تكون بسم الله لا بسم غيره، وأن أكثر أسماء الله الحسنى تعلقا ببداية الفاتحة أنه الرحمن الرحيم لأنه برحمته ورحمانيته أرشدنا إلى هذه السورة العظيمة ومن ثٌم إلى القرآن كله.
ثم تعرفنا أن الحمد إنما هو لله وضعًا حقيقيًا وحالةً راهنةً قائمةً مستقلةً عن كون هناك من يحمده أم لا، فالحقيقة أنه “الحمد لله رب العالمين” لأنه “الله”،ولأنه “رب العالمين” ولأنه ” (الرحمن الرحيم )
” ثم تبدأ بالنهاية على أسلوب فني رفيع flashback، فتبدأ القصة بنهايتها “مالك يوم الدين” حتى تبعث في نفسك الاطمئنان والخوف, وذلك بإعلامك أن الله بنفسه سيحكم في المظالم في نهاية المطاف، تبعث الاطمئنان إن كنت مظلوما في الدنيا، والخوف إن كنت ظالما
ثم تعرِّج السورة على بداية القصة، بداية رحلتنا في الأرض حتى نبلغ النهاية التي بدأت بها بذكر مالكية الله التامة ليوم الدين! فترشدنا أنه لا سبيل لبلوغ النهاية بنجاح إلا بعبادة الله وحده، والعلم أنه لا معين حقيقي إلا الله ” {إياك نعبد وإياك نستعين} “، وأن عبادتنا له واستعانتنا به ليست فضلا من عند أنفسنا بل هي ثمرة إتباع هدايته كي لا نحيد عن الصراط المستقيم ” أهدنا الصراط المستقيم ” هذا الصراط الذي ينقسم الناس تجاهه إلى ثلاث فئات ندعو الله أن يوفقنا إلى الأولى منها. ” صراط الذين أنعمت عليهم ” : هؤلاء الذين اتبعوا الهدى ” {غير المغضوب عليهم} ” : هؤلاء الذين علموا الحق وتركوه عمدًا وأضلوا الناس عنه. ” {ولا الضالين} ” : هؤلاء الذين اتبعوا المغضوب عليهم بدلا من أن يتبعوا هداية الله الرحمن الرحيم.