بقلم :: محمد عمر غرس الله باحث ليبي – بريطانيا
إن محاولة إستقراء وصف سيسيولوجي Sociology للواقع الليبي يرتبط بالأسباب السياسية التي أدت لهذا الواقع منذ 7 سنوات، وهو ايضا مرتبط بالمبررات التي يستخدمها العناصر الفاعلة في هذا الواقع، وهو بالتالي متعلق ومنسوب “لشهر فبراير February تاريخ إنطلاق الاحداث في ليبيا عام 2011” كمبرر وغطاء لما يحدث، حيث إن الدراسات السيسيولوجية تقوم عادة باستقراء الواقع ـ من خلال منهجية “علم الاجتماعي” الذي اعتبره أُوغست كونت “علما وضعياً يهتم بتحليل الواقع المتغير للحياة الاجتماعية والظواهر والمشكلات التي لازمته”، حيث يعاني المجتمع الليبي بتنوعه الجغرافي والاجتماعي حالة عامة لها سماتها وعناصرها وتجلياتها الاجتماعية والاقتصادية يساهم فيها المتنفذون ـ في الواقع الليبي اليوم ـ من افراد وجماعات وقبائل وتكوينات سياسية وقتالية ومليشياوية … الخ، وأيضاً متنفذون سياسيون وبنكيون مصرفيون، تحت مبرر (ثورة فبراير واهدافها)، وهو المسوغ الذي تحت ذريعته يقع الواقع الليبي اليوم، يقول إميل دور كايم “إن علم الاجتماع عليه ان يكشف ويفسر العلاقة بين الوقائع الاجتماعية”.
ولذا فان قراءة وقائع المجتمع الليبي تحتاج منا أن ننسج توصيف مصطلحي لهذا الواقع مرتبط بهذا المبرر (ثورة فبراير) يمكن له ان يعبر عن الحالة بمجملها حاملاً السمات والعناصر الدالة والمشاركة والصانع لهذا الواقع الليبي اليوم، الذي يمكن تسميته ( فبرايرولوجيا Februarology )، والذي له “سمات وعناصر وتجليات” تبدو واضحة في المجتمع الليبي في حياته اليومية، حيث إن “السوسيولوجيا كانت وليدة الازمات والتي تعد المحرك الدينامي الذي دفع الى تطور المقاربات ” ، دعونا نرى؟
اولا السمات: وهي سمات الحياة الاجتماعية الليبية اليومية المتعلقة بالبلاد وغياب جهاز الدولة، وسيادتها المنتهكة وأرصدتها المنهوبة، وبحياة الانسان ومعيشته واستقراره ومصدر دخله، فحياة الانسان محفوفة بالمخاطر اينما كان واينما اتجه نتيجة لعدم وجود جهاز الدولة من شرطة وجيش وأمن، وإندلاع الاشتباكات داخل المدن، وايضا توالد الحكومات والمجالس والرؤؤس السياسية وبياناتها، فالانسان الليبي رجلاً وطفلاً ومرأة وشيخ ـ اليوم ـ مُعرض للخطف والقتل والابتزاز، سوى على الهوية الشخصية او القبلية او حتى بمجرد الصدفة، وانعدام مصادر الدخل وتاخر المعاشات ونقص حاد في السيولة، وتوقف الدراسة وتذبذبها، والتهجير للقبائل والاسر والافراد والاستيلاء على الاملاك والتدمير، وغلق الطرق ومحاصرة المدن والتهجير الجماعي وتجريم مدن باكملها واطلاق تهم (فئة باغية ـ أزلام ـ علمانيون ….. الخ) وانعدام الثقة بين الناس حتى اتهم الجار جاره، وهاجم الصديق صديقه، واتهم وهاجم الزميل زميله … الخ، وهي سمات تبدو عامة على امتداد الخريطة الاجتماعية الليبية اليوم، يعاني منها الانسان والاسرة والقبيلة، حيث تاكلت مدخرات الناس وانخفظ المستوى المادي الى القاع، وضرب المجتمع في اهم مقومات وجوده وبقائه واستقراره.
ثانيا العناصر: وهي العناصر الفاعله في الوقائع اليومية في المجتمع والتي بتصرفاتها واعمالها تؤثر في الحياة العامة للفرد والاسرة وبالتالي المجتمع ككل، وينتشر هولاء على امتدادالخريطة الاجتماعية والجغرافية والسياسية، انهم الذين يسمون انفسهم (الثوار ومجالس عسكرية بكل تنوعاتهم وتبايناتهم ومواقعهم واسمائهم وتوصيفاتهم والمجموعات مسلحة التي تستخدم الاسلام والاوصاف الدينية شعارات لها…. الخ) ومجموعات اخرى كل مرة تنحت لها اسم جديد بما فيهم المجرمون الذين يستغلون الظروف ويعلقون اجرامهم على الشعارات السياسية المرفوعة ، (يقول هارولد جار في “كتابة دراسات في المنهج الاثين1967 م متأثراً “بشوتز ” أن عالم الاجتماع يجب أن يفهم المعنى الذي يعطيه الأفراد لفعلهم)، إن هولاء بتنوعاتهم المليشياوية ـ كلها يتصرفون كاصحاب حق في فعل أي شيء ؟، من إقامة بوابات على الطرق العامة، وقبض واتهام وتهديد وشن حملات قتالية واصدار بيانات، وفتح جبهات واتهامات وخطف وقبض وتمترس وتحشيد قتالي، وهي مجموعات تتوالد بشكل بكتيري على جسد المجتمع الليبي المنهك اليوم، وتفعل فعلها الذي يتم استغلاله بالوظيفية السياسية من طرف اللعبة الدولية القذرة او تستفيد منه لتحقيق مآربها.
ثالثا التجليات: لحالة (الفبرايرولوجيا Februarology) هذه، تجليات اجتماعية وقيمية واضحة يمكن ملاحظتها في المجتمع الليبي وهي:
- إنقلاب السُلم الاجتماعي: وهو صعود افراد وأسر للسطح الاجتماعي والسياسي بدون ان يكون لهم اي تاريخ سياسي او قدرة ثقافية او فكرية لا في قبائلهم ولا في مناطقهم ولا على مستوى المجتمع الليبي ككل (مع بعض الاستثناءات الهامشية التي لا يقاس عليها)، حيث تصدر المشهد الاجتماعي والسياسي داخل تكوينات المجتمع الليبي، اسماء لم يكن لها اي تاريخ او دور او معرفة وقدرة او مهارة، وكان صعودهم بسبب الحرب والقتال وحالة الانفعال والعصبية القبلية الضيقة، وامتشاق السلاح والفوضى والقتل والتهجير وسفك الدماء، ويستمدون مشروعية بقائهم من ذلك، وهذا الإنقلاب في السُلم الاجتماعي احدث شرخا حاداً في الواقع الليبي، حيث سار هولاء بقبائلهم وبالمجتمع الليبي نحو العار الوطني خاصة فيما يتعلق بوضع ليبيا ومقدراتها ومستقبلها في يد اللعبة الدولية التي لا تبقي ولا تذر،وايضا مارسوا دور معيق حقيقي لقيام الدولة، ومعيق للقاء الوطني الداخلي بإختلاق الحجج.
- إنقلاب سُلم القيم: وهو حالة تبدو مثيرة وغريبة وهي من اهم تجليات (فبرايرولوجيا الواقع الليبي)، حيث لم يعد معيار القيم كما يعرفه المجتمع الليبي تاريخيا في ميزان قيمه، فالظلم والتعدي المادي واللفظي صار سمة عامة ومفاخر بها، وتهجير الأُسر والإستيلاء على أملاكها وتهجير قبائل ومجاميع سكانية بعشرات الالاف تحت صيحات (الله اكبر)، ولم يعد من العار الاعتداء على الجار، ولم يعد عيباً التعدي على صديق او على الاكبر سناً او على اصحاب الرأي الاخر، وصار القتل والاعتداء على الهوية الشخصية والقبلية مفخرة شخصية وقبلية، بل ومجاهر بها ومدافع عنها،كما إن غلق مساجد وتهجير سكان وغلق مدارس وتدمير خزانات المياه والاستيلاء على املاك الاخرين لم يعد عيب وحرام يستحي منه الانسان، ولا عار كما هو معتاد في طبيعة الليبيين الحقيقية، ان انقلاب سُلم القيم ايضا واضح جدا في المفاخرة بمولاة الاجانب واستقبال السفراء والمفاخرة بهم والتصوير معهم والعمل تحت امرتهم واعطاء الاحداثيات لهم والترحيب بتدخلهم، والذهاب لهم واستجدائهم واللهث وراء مبعوثيهم ، لقد فقد الواقع الليبي المعيار القيمي الوطني بشكل واضح وجلي حيث يتم تجريم من يلتقي مع اخيه الليبي من قبيلة اخرى او طرف ليبي اخر، ويعتبر ذلك كبيرة الكبائر، بالمقابل يتم صناعة وابتكار المبررات للجلوس مع الاجانب والتنسيق والتشاور معهم في الشان الوطني واعتبار ذلك فخر ومبرر ومرحب به ولا بد من فعله.
- “الجهلوت”: وهو وصف اطلقه الباحث والمثقف الليبي الاستاذ “ضو ربيع” ويعبر عن حالة غريبة تتلبس الكثير من المتنفذون في المجتمع الليبي اليوم، في قناعة الجاهل الذي صعد على السطح الاجتماعي بسبب الاحداث انه يعرف كل شي، ويتصرف على إنه علامة زمانه، والغريب، هذه الحالة تجلت بشدة عبر الواقع “الفبرايرولوجي” الليبي، وهي غير حالة “الجهل بشيء ما”، وإنما هي حالة جهل يعتقد صاحبها ويتصرف على انه يعرف في كل شي، “فالجهلوت” مستشري جداً في اوساط الذين تصدروا المشهد الليبي (مع بعض الاستثناءات المحترمة والتي لا يقاس عليها) وهذا الجهلوت هو اداة حقيقية لقمع النخب والمثقفين والخبراء حتى داخل قبائلهم نفسها فما بالك على مستوى المجتمع الليبي الذي يعج بالمثقفين والاكاديميين والسياسيين المؤهلين والقادرين.
- صعود الانفعال: وهو حالة شطط حادة اصابة فئة متنفذة من الواقع الليبي تكرر عبارات من الناحية المفاهيمية لا “ماصدق لها” تعتبر هذه الفئة نفسها احق بتقييم كل شي، وتستخدم مبررات غريبة لا تصمد في ابسط نقاش، فيذهب اصحابها مباشرة نحو جملة “دماء الشهداء” كمبرر لأي فعل او حجة يغلق بها اي نقاش او يبرر بها أي تصرف يقوم به، وإن افحمه الواقع المزري الذي شارك في صنعه يواجه ذلك بتهمة “الحنين للطاغية”، وان افلس نهائياً واسقط بيده، فيخرج اخر ما لديه بالقول “إن الطاغية جهلنا” وهو يعترف ضمنا بجهله ويعلق ذلك على الماضي، ويعتبر إعترافه بالجهل ذكاء خارق منه يسوغ له الإدلاء بدلوه في كل بئر، كعلامة زمانه الذي لا يشق له غبار وله الحق في فعل كل شي وتصدر اي مشهد.
- غياب كامل للنخب: رغم إن المجتمع الليبي يعج بالمثقفين والاكاديميين والخبراء السياسيين في قبائله ومدنه، الا ان هولاء يعتبرون الغائب الاكبر عن الفعل والواقع الليبي، فهولاء اما هُجروا، او أُسكتوا، وصمتوا، وتواروا، واما سُجنوا وهددوا، وبالتالي ترى حالة عامة من غياب هذه النخب حتى داخل قبائلها، فالمثقف والسياسي إما متهم او متفرج، او في أحسن حالاته يبرر (للجهلوت) سطوته ويصمت عليها او يتفاداها، وهي حالة غريبة إفتقدت فيها النخب الليبية ادنى حالات التضامن فيما بينها، وبقت اي محاولات تتم في صورة السير بجانب الحائط كما يقال، والبكاء على الظروف ومخاطبة ولوم “المبني للمجهول”، وتفادي مواجهة الواقع والإشارة للازمة في عينها، وبالتالي القيام بالدور المطلوب حتى داخل المجتمعات المحلية والقبلية.
- إختلال البنية الاقتصادية للمجتمع والاسرة: وله مظهرين هما:
v فقدان الآسر الليبية لقدرتها الاقتصادية اليومية: عبر تآكل مدخراتها، حيث لم يعد المعاش يكفي بسبب التضخم، ولم يعد الحصول عليه ميسراً نتيجة نقص السيولة في المصارف، فتأكلت القدرة الاقتصادية للاسرة، وصار التكدس أمام المصارف سمة الحياة الليبية اليومية ليحصل الانسان الليبي على ما يسد به رمق أطفاله.
v الثراء الغير مشروع: وهم طبقة من “المتنفذون الجدد” على المجتمع الليبي، الذين حصلوا على غنائم مالية عبر الجماعات المسلحة بانواعها، والمتنفذين السياسيين، ومافيا الفساد، و”قوى النهب المحلية” المرتبطة بقوى “النهب الدولية” والتي وقعت تحت يدها مدخرات ليبيا وارصدتها واموالها وملياراتها وإحتياطي الذهب، حيث تحول هذا الأمر الى وبالاً على المجتمع الليبي، كحالة نهب لا علاقة لها بالانشطة الاقتصادية المشروعة والتي تنعكس ايجابياً على المجتمع والاسرة.
- المفاخرة بموالاة الخارج والتسليم له: وهي حالة غريبة للغاية، فالصراع السياسي داخل اي مجتمع حق لكل فرد والطموح السياسي والمغالبة السياسية داخل المجتمع حق لا يمكن نكرانه على احد بل إن المطالبة بالتغيير السياسي حق أصيل للناس، لكن عناصر صناعة الواقع الليبي تفاخر وتجاهر بموالاة الخارج والتنسيق معه والذهاب والتسليم له، بل والعمل وفق ما يخطط دون أدنى اعتبار للمصلحة الوطنية اوالحفاظ على الامكانيات والموارد والاموال والسيادة الليبية، انها احد اهم تجليات (فبرايرولوجيا الواقع الليبي)، حيث يعاني الذين صعدوا للسطح السياسي والاجتماعي من “أزمة الجدارة بالحكم” او بتصدر المشهد الوطني حتى داخل قبائلهم نفسها، حيث يوالي هولاء الخارج ويسلمون له ولمبعوثيه بطريقة او اخرى، سوى افراد او جماعات، ويتسابقون للقاءات خارج الحدود، بالمقابل رفض وعرقلة اي لقاء وطني داخلي او تواصل مع قبائل او اطراف ليبية اخرى الا عبر الوسيط الدولي، ومنعوا اي لقاء وطني داخلي او قبلي يمكن ان يشكل حاظنة وطنية تساهم في افتكاك ليبيا من براثن اللعبة الدولية.
- خصوم فبراير أنفسهم جزء من (الواقع الفبرايرولوجي): وهو من أغرب ما في تجليات “فبرايرولوجيا” الواقع الليبي، فالمتفحص للحالة الداخلية مثلا لهولاء تلاحظ حالة الحرب الحادة داخلهم والتخوين والقذف والتفرغ شبه التام للطعن في بعضهم البعض بمبررات التواصل مع الفبرايريين او اتهام البعض منهم (بالفبررة) نفسها، ونكران أي عملية نقد داخلي وذاتي وموضوعي نسبي او جزئي، واعتبارها جريمة الجرائم، والانسحاب شبه الكلي والهروب الواضح من مواجهة الخصوم الحقيقيين الذين سيطروا على الواقع الليبي وصنعوا ماساته ومأساتهم، وهم يمتهنون التفرغ الكامل لتأكل نارهم بعضها البعضق، بل وناصبوا العداء اي جهد يقوم به رفاقهم للعمل السياسي، ولم يتركوا تقريبا أحد من رفاقهم الا وقدحوا فيه كليا او جزئيا (إن الذين فشلوا في المواجهة التاريخية راحوا يبحثون عن الضحايا من رفاقهم لتكوين زعامة زائفة عليهم)، إنها حالة تعري تام من القدرة على مواجهة الخصوم الحقيقيين، ومواجهة الواقع وصياغة مشروع وطني للإنقاذ او المساهمة فيه وبلورة خطوات عملية لذلك، وهي حقيقة مُرة وصادمة جعلت هولاء يفقدون القدرة على التماسك وإحتواء التنوع والتباين الداخلي، وأيضا هم يفتقدون بالتالي أي قدرة على إحتواء الأخرين والإستفادة من الظروف المأساوية التي تعيشها ليبيا لحشد وطني لإنقاذ البلاد، انما اتجهوا نحو بعضهم البعض في حرب غريبة عجيبة لا تجد لها مبرر ولا مسوغ سوى العجز التام والنكوص.
إن “فبرايرولوجيا الواقع الليبي Februarology ” تبدو واضحة المعالم كتفاعل اجتماعي طاريئ على غير طبيعة المجتمع الليبي، (نظرية الفعل الاجتماعي ّ لماكس فيبر ّ تدفع بعلم الاجتماع لفهم وتفسير معنى الفعل والتفاعل الاجتماعيين)، إن الواقع الليبي صار حالة انسحبت على بساط المجتمع كله كله بل وتركت ندوب حقيقية في العمق الليبي لدى كل تنوعات المجتمع الاجتماعية والسياسية أيضاً، وكذلك فيما يتعلق بالسيادة الوطنية والأرصدة والمدخرات الليبية، والأمن الإجتماعي والعلاقات الاجتماعية بتنوعاتها الشخصية والقبلية والمناطقية، إنها حالة غريبة كليا عن تاريخ المجتمع الليبي، وهي ليست نتاج صراع ليبي ليبي محلي فقط، بل هي نتاج تدخل دولي وادارة دولية عارفة قاصدة تدير وتستفيد من الواقع وتصنعه وتغطيه سياسيا وتدفعه نحو المزيد من ذلك، وهي تقوم بذلك عن سبق اصرار وترصد، لتكسير هذا المجتمع وصنع ندوب وحواجز تاريخية بالدم المسفوك والتهم المفلوتة بين الافراد والجماعات بكل تنوعاتهم، ورغم ذلك فإن هذه الحالة السوسيولوجية ليست حالة دائمة بل هي مرحلة طارئة يمر بها المجتمع الليبي منذ خمس سنوات وقد بدأ فعلا في التنبه لها وتشخيصها والاعتراف بشجاعة بها، وبالتالي فإن (فبرايرولوجيا الواقع الليبي الطارئة) لا تعني إن المجتمع الليبي فقد “قيمه وتماسكه وإخلاقياته” الاجتماعية، فالمجتمع الليبي تاريخيا واجه ظروف اصعب واكثر مأساة ونهض، واستمر بقيمه الاخلاقية المتينة التي لازالت موجودة في تصرفات الناس وعلاقاتهم – التي رغم هذه الحالة المرضية الطارئة – لازال فيها الكثير الكثير من الايجابيات التي لا زالت تقاوم هذا (الواقع الفبرايرولوجياFebruarology كوصف للسمات والعناصر والتجليات) انها تواجهه كمناعة طبيعية ضد الامراض السياسية والاجتماعية التي حلت بليبيا، وستنتصر عليها بالوعي بالازمة (وسماتها وعناصرها وتجلياتها) وهو اولى خطوات تحسين الواقع الليبي.
والله من وراء القصد