- المهدي الحمروني
اجزم أن أدب الحوار لايليق أن يتنصل من ضفاف النقد والتأويل،
ليتقمص جبة الشعر باصطناع الأجوبة واختراع الأسئلة ..
عليه أن يمضي في إثر النص، مقتفياً الدلالات المشتبهة في مبتكر
المجاز، على النسيج الصوري المتجاوز للمخيال.
فالشعر سيظل الطائر الجارح المحلق مفرداً، بمنأى أبدي عن
السرب، ويمارس اقتناصه بسقوط حر يأنف المضامير، زاهداً في حلبة التصفيق التي توقعه
في فخاخ وأقفاص الجوائز الجاهزة، كطعم مستلب لمذاق طرائد الإباء.
إن عكاظ سقطت باكراً عن مسوغ طرحها، حين لم يؤمن حسان
نفسه- وفي مواجهة مُدّعى النابغة، – بالخلق في قوله: يُغشَونَ حتى ماتهرُّ كلابهم
لا يسألون عن السواد المقبل..
لهذا على الحوار أن يخوض غمار أماسيه في مثار حقيقي لسؤاله
الإبداعي، بفظاظة إيجابية نافرة عن مكيجة المتناول، وبمنتهى الاستفزاز الناعم
والمحقق للظفر الساند بين المبدع والمتلقي
المشاهدات : 227