ياريت

ياريت

  • سليمة محمد بن حمادي / درنة

 ( يَا رِيتْ).. يا ريت نتجمع زي ما كانوا يحكولنا هلنا زماااااااان .في الحوش العربي الفسيح كلما لاح الصباح والشمس تسللت خيوطها جنباته …مع أذان صوت ديك الجيران ..وعبق شاهي الصباح على (الكانون) موقد الفحم البدائي تجعل لبدايات الصباح رونقا آخر.و شقشقة العصافير وهي تتراقص بخفة بين أغصان (العريشة ) الدالية التي تكسو بأعرافها الطويلة ( وسط الحوش) ، و أغصان شجرة اللارنج بعبيرها الفواح تتخذ من ركن المنزل مكانا تعلن عن بدء يوم جديد..ولمة العيلة .. الناس لَوّلَى قالت ..(اتطيب النية البيت يسع مية) لم تكن العيلة فقط والتي تجمعهم رابطة دم وقرابة من أفراد الأسرة الواحدة، بل المنزل الواحد كان يجمع أكثر من أسرة والعلاقة كانت تكسوها المودة والحب (الجيرة دم زايد) مقولات تعرفنا عليها من معجم العلاقات الإنسانية الطيبة والتي اتخذها أهالينا آنذاك منهاجا لعلاقاتهم الجميلة…تذوقوا معنى الحياة رغم بساطتها .تعايشو مع أزماتهم واستطاعوا بعزائمهم رسم أروع المحطات فيها.. استعذبوا الكفاح بالكدّ والتعب والعمل من أجل كسب قوت يومهم رزقا حلالا زلالا وكانت النسوة مؤازرات للحياة المعيشية اليومية من طرق بدائية في الطبخ و الطحين والغسيل …وعندما يسردْنَ ذكرياتهن علينا اليوم نرى مسحة من السعادة تكسو مُحيّاهن وهن يتوقفن عند بعض محطاتها .. أولاد العمومة بل والجيرة تجمعهم تربية واحدة وحياة واحدة وذكريات واحدة..الدفء في مشاعرهم الجياشة بالحب رغم نتيجة تغير الحياة وباعدت بينهم المسافات والسنون ولكن كلما تلاقوا اليوم وجمعتهم الظروف والصدف ترى الود الخالص يحرك مشاعرهم بل وتفيض عيونهم بالدمع كلما تحركت أحاسيسهم بسرد بعض الذكريات ،وتراهم لا يريدون تضييع الوقت بالدموع فقط ويكون للضحك حصة من ذكريات حيث تحرك فيهم تلك المشاعر الجياشه والتي لا يعرفها غيرهم .. يا ريت…

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :