المهدي جاتو الغاتي
– من خارج حدود المعرفة تمة معرفة..
مذ أمد كان يعتقد بأنه نكره، أذ ماذا يعني بأنه كان لا شيء، فصار شيء يذكر له كيان وإسم.. من الكد تصبب بالعرق، بد لا بد منه، مرهون بالحركة التي دائما تصاحبها معرفة.
تأمل في أنثاه وجدها كيان من ذات الكيان، لكنه محاط بالمجهول.. ذاك المجهول أيضاً يخفي عرفان، إلا إن نيل ذاك العرفان، يحتاج إلى جهد عظيم يستوجب إستدعاء الحركة الفكرية للوصول معه إلى نتيجة تذكر تساعد على فهم الآخر.
في كل حين من الزمن وجد بأنه محتاج إلى زمن، يحسبه بخطواته، وفي كل خطوه ثمرة معرفة، وثارة أخرى يحسبه بنبظات قلبه وفي كل دفقة أيضا ثمرة، تبني في داخله حياة بكل متناقضاتها؛ سعى في الحياة وهو يتأمل الحروف لحظة بلحظة، فشعر بأن الكون كله حروف مشحونة بالدلالات رغم قلة عددها، إلا إنها كونت لغات وقدمت من خلالها معاني لا زالت تتولد من جديد في كل لفضة مساندة الزمن حامي حمى المعرفة.
تأمل في جغرافية الكون، وجد بأن تمة زمن أختفى كان مابين الكاف والنون، وبحرفين إثنين تكون كون مشحون بدلالات كثيرة جلها إعجاز ، أوجب على العقل الإنساني إدراك ماهية الأشياء التي تحيط به، ليتحول هو الآخر بخالق صغير يسمى مبدع، يدرك بذكائه ذاك العرفان المستتر بين حرفي الكاف والنون.