قمر سيدنا النبي

قمر سيدنا النبي

  • د- احمد السيد

القاء الضوء على بعض ما ورد في هذه الأنشودة من صواب وخطأ…

(( لا ظل له))

اختلف العلماء في مسألة ظل النبي صلى الله عليه وسلم بين من يقول لا ظل له وبين من ينكر ذلك

وحجة من يقول أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن له ظل:

قال البهوتي الحنبلي في “كشاف القناع”: لم يكن له صلى الله عليه وسلم فيء أي ظل في الشمس والقمر، لأنه نوراني، والظل نوع ظلمة.. ويشهد له أنه سأل الله تعالى أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورا، وختم بقوله: واجعلني نورا.

وقد علق النبهاني بقوله: “ومن ثم للطافته ونورانيته  لم يكن له ظل”

ويعلل الحكيم الترمذي نفي الظل عنه

 بقوله: (حتى لا يطأ عليه كافر يكون له مذلة).

وهناك دليلان على نفي الظل:

الأول: عن ذكوان أن رسول الله  لم يكن يرى له ظل في شمس ولا قمر). عزاه السيوطي للحكيم الترمذي من طريق عبد الرحمن بن قيس الزعفراني عن عبد الملك بن عبد الله بن الوليد عن ذكوان. انظر: الخصائص الكبرى (1/122).

الثاني: عن ابن عباس  قال: (لم يكن لرسول الله  ظل، و لم يقم مع شمس قط إلا غلب ضوؤه ضوء الشمس، ولم يقم مع سراج قط إلا غلب ضوؤه السراج). ذكره ابن الجوزي في الوفا انظر: الوفا بأحوال المصطفى  (ص412).

وحجة المنكرين أنه لم يثبت شيء صحيح من كتاب ولا سنة يدل على ذلك

وقد ردوا على الحديثين السابقين بضعف الإسناد

والخلاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم له من الصفات الصحيحة المتفق عليها ما يغنينا عن الضعيف

وأيضا لا يستبعد أن يكون هذا من صفاته صلى الله عليه وسلم إذ الحديثان يدوران بين الصحة والضعف

((تنال الشمس منه والبدور ))

ان كان يقصد المعنى الحقيقي بأن الشمس والقمر يستمدان منه النور فهذا باطل وفاسد إذ هما موجودان قبل ميلاده صلى الله عليه وسلم ولم يرد بهذا نص صحيح ولا ضعيف

وأما ان كان يقصد المعنى المجازي وهو أن نوره صلى الله عليه وسلم وجماله أكمل من نورهما وجمالهما فهو مقبول وقد يستأنس له بحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسن من القمر). (إضحيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها).

((ولم يكن الهدى لولا ظهوره))

ليس بالمعنى المبتدع أو المذموم فيما أرى إذ معناه أنه لولا إرسال الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ما كان للناس هداية بأنفسهم

وفي النهاية أقول:

الفريقان على طرفي نقيض

وكلا طرفي قصد الأمور ذميم

فغلاة الصوفية يثبتون كثيرا من الصفات الضعيفة التي يمكن ان يستغنى عنها بالصحيح

وغلاة السلفية يشددون النكير ويسارعون برمي الناس بالبدعة والضلالة

والدين وسط بين الإفراط والتفريط ولبن سائغ بين فرث ودم

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :