كتاب قهوة بالمشاعر كلمات وحكايا مقالات لكاتبة عراقية في صحيفة ليبية

كتاب قهوة بالمشاعر كلمات وحكايا مقالات لكاتبة عراقية في صحيفة ليبية

فسانيا :: نيفين الهوني

وضعت الشاعرة والكاتبة العراقية ريم قيس كبة اللمسات الأخيرة من كتابها العاشر الذي يحمل عنوان “قهوة بالمشاعر”.. كلمات وحكايا والذي سيضم مقالاتها المنشورة في صحيفة العرب اللندنية وتقول الكاتبة عن كتابها الذي سبقه تسع كتب منها على سبيل المثال لا الحصر احتفاء بالوقت الضائع، أغمض أجنحتي وأسترق الكتابة، متى ستصدق أني فراشة، بيتنا، البحر يقرأ طالعي، مساء الفيروز ودواوين شعرية نوارس تقترف التحليق وأغمض اجنحتي وأسترق الكتابة.

تقول: (سيصدر قريبا عن دار الحكمة/ لندن كتابي العاشر: “قهوة بالمشاعر”.. كلمات وحكايا.. وقد ضمّت دفتاه بعضاً من أعمدتي الأدبية في صحيفة العرب اللندنية امتناني الكبير للصديق الفنان علي آل تاجر الذي أبدعت ريشته لوحة الغلاف.. وللصديقة الغالية غزوة الشاوي التي التقطت عدستها صورتي ذات محبة.. وامتناني لدار الحكمة وصاحبها الاستاذ حازم السامرائي.. ولمكتب “لندن تاغز” والفنان حسين الحسيني الذي أرهقته معي بكل تفاصيل الكتاب والتصميم..) ومن مقالاتها المنشورة في الصحيفة أبادر بلقاء.. كان ثمة حاجز قد علا بيننا ونما شوك يدمي القدمين كلما حاول أحدنا أن يخطو صوب الآخر.. وتمدّد زمن من فراق وتشكيك وتخوين.. وكان لابد لنا.. إذا كنا ما نزال نحتفظ بشيء من التمسك بإنسانية أرواحنا ومحبتنا أن نزيل ولو شيئا مما تراكم.. لا لنعود لما كان.. فقد اتفقنا على النهاية.. ولكن كي نفتح صفحة تصافح من صيغة أخرى.. أكثر دواما وأطول عمرا وأقل جنونا وخسائر.

لكن الشرط يبقى مرهونا بنا نحن الاثنين.. ولأننا ناضجان بما يكفي.. لم يعد للعناد أن يشهر طفولته فيجدي التمسك به.. كان لا بد من كسره والتضحية بتفاصيل الصمت وتعليمات التجاهل.. فما بيننا أكبر من صغائر الأمور.

أتيتك ملأي بالتفاؤل مزدانة بالقوة مزهوة بأنني تجاوزت الكثير.. كنت أتمايل طربا بتقبـّلي واسترخائي.. وأسعدني ارتباكي وأنا ألتقي بك بعد أن طال الجفاء.. كانت نبضات قلبي تشي ببقايا حبك رغم أنفي.. وكنت أخشى أن أفقد صوابي فأضعف.. ولكن كان ثمة ما أخشاه أكثر من ذلك.

فأحيانا.. حين نحب جدا وننتمي لآخر بأرواحنا وأجسادنا.. ونحس بعدئذ بالألم.. أو نقع في سوء الفهم أو تشوّش الرؤى.. نحس أننا نريد أن نصرخ ونبكي ونلوم.. لذلك فإننا قد نقسو دون أن نعي.. فتكون القسوة موازية للحب.. ولم أكن أنوي بحال أن أقع في هذا الفخ.. بل لقد كنت أراهن على محبتنا أن تعلو فوق كل شيء.

لكن كل ما دار ببال خوفي حدث.. فبعد أن جلسنا مسترخين في أول الأمر.. كنت أنت مصرا أن تفتح الجرح الذي نسيته أنا وتجاوزته.. حتى صارت ردود فعلي جلدا لك ولنفسي دون أي رادع.. فنفترق وأنت حزين متألم نادم على لقائي.. وانا أحس بجرحي وكأنه انفتح للتو ويوخز صدري إحساس قاتل بالذنب إزاءك وإزاء نفسي.. وأحس أني أضعت كل شيء بمبادرة وجدت أنني قمت بها قبل أوانها بكثير.

وحين أقف أمام ما حدث يوصلني اليأس إلى الحل الناجع الذي سيبرئ كل الجروح ويضع نقطة النهاية لكل ما حدث.. إجراء لم أنفذه وأنا في أوج انفعالي بأول فراقنا.. ولا في أوج مراهقتي.. ولأن “الحب مواجهة كبرى”.. أحسم أمري بأن أقرر إنهاء حياتي.

بدا موتي وحده خلاصا للألم الذي اجتاح روحي وجسدي.. وكنت سعيدة جدا وأنا أحسك تسمع خبر موتي فتغفر كل ما كان ألما وغصة.. وقد تشعر بالذنب أيضا.. كان موتي في تلك اللحظة رائعا حنونا.. فاحتضنته.. لكنه لم يحتضني.. متُّ ولم أمتْ.. بل عانيت وعانيت.. حتى فتحت عينيّ بعد حين على ولادتي من جديد.. وفي أول يوم من عمري الجديد رحت أتساءل: هل كان ما فعلته خطأً أم صوابا؟

ثمة مبادرات وحوارات تبدأ هادئة ساكنة وتتحول إلى جنون من صراخ وتأنيب ومغالطات.. تجعلنا نغادر الزمن والمكان ونحن مستاؤون متعبون يائسون ومرضى.. ولكننا ما إن نصفو لأنفسنا حتى نجد بأنها كانت خطوة لا بد منها لنتخلص من كل تبعات الماضي والألم الذي طال أعمق ما فينا.. لنبدأ من جديد.

ومادام ثمة محبة فثمة دائما آت أفضل بدل أن نزرعه حقدا وضياعا ووجعا.. لنا أن نزرعه بأمل وحب لنحصد منه حبا وبهجة وأملا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :