مناظرة بدون مناظرة / علي خويلد

مناظرة بدون مناظرة / علي خويلد

نيفين الهوني

عرض يوم الجمعة 10 سبتمبر بساحة قصر الملك بطرابلس العرض الأول لفيلم “مناظرة” تأليف سراج هويدي وإخراج محمد التريكي بحضور مجموعة من الأصدقاء والزملاء الفنانين والإعلاميين والمهتمين بالجانب السينمائي والفني بشكل عام.

– مدة الفيلم ساعة تقريباً ويتحدث عن العملية الانتخابية والمناظرة بين مرشحين لانتخابات المجلس البلدي، ولكل منهم فكر وطموح وسبب للترشح يختلف عن الأخر، وما يدور في كواليس الأحزاب السياسية واستعمال البعض لأساليب الابتزاز والرشوة وشراء الأصوات خاصة في الدول حديثة الديمقراطية والانتخابات.

– ساعة من العرض شاهدنا فيها ممثلين سبق وان شاركوا في العديد من الأعمال لهم الحب والتقدير والاحترام، بالإضافة إلى بعض الوجوه الجديدة التي كان لها نصيب الظهور لأول مرة من خلال “مناظرة” ولعل أبرزهم الفنان الشاب (بهاء المالكي) الذي كان أكثرهم اقناعاً في الأداء والحوار، وكذلك الأسمر الرائع (سامر الهمالي) والفنانة (اشجان) 

وهذه نقطة ايجابية تُحسب للمخرج في اكتشاف وجوه جديدة في أعماله لربما تكون إضافة مميزة في أعمال درامية وسينمائية ليبية في المستقبل القريب.

– أما فيما يتعلق بتفاصيل “مناظرة” دعونا نتحدث قليلاً بكل صراحة بعيداً عن المجاملة وأنا احترم كل الأصدقاء الفنانين دون استثناء واشكر كل الجهود التي تُبذل في أي عمل فني ولكن احياناً الحديث في بعض الأعمال مهم جداً خاصة عندما تكون القصة كُتبت بدقة وتركيز وبحذافير الواقع.

– الكاتب سراج هويدي لا شك بأنه أصبح من الكُتاب المهمين في مجال الدراما والسينما وحاول من خلال كتاباته خلق نقله في الدراما الليبية والأفلام القصيرة صحبة المخرجين المتميزين أسامة رزق ومؤيد زابطية في العديد من الأعمال التي شاهدناها مثل مسلسل ليبيات إخراج (مؤيد زابطية) ودراجنوف وفوبيا وروبيك وغسق وفيلم عياد وعشوائي من إخراج (أسامة رزق) ومسلسل بارانويا من إخراج (محمد التريكي)، وأخيراً فيلم “مناظرة”.

–  مناضرة … أنا على يقين بأن ما هو مكتوب على الورق لم ينقل على الشاشة إلا بنسبة 20% فقط من خلال مشاهدتي للعرض، والقص واللصق للمشاهد كان واضحاً في العمل بالإضافة إلى التوقيت الزمني الغير مقنع والتنقل بين المشاهد جعلني اجزم بل على يقين بأن هناك العديد من المشاهد والأحداث كُتبت على الورق ولم نراها، وهي إما لم يتم تصويرها أساساً أو تم تصويرها وحذفها لرؤية خاصة بالمخرج أو منتج الفيلم .. كما ان هناك قفز بين المشاهد ثم الرجوع بطريقة عشوائية وعدم ترجمة السيناريو إلى صورة بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى غياب أهم عنصر وهي (الحبكة) التي تدفع بالقصة إلى النجاح وتغيير مجرى الإحداث كونها أداة أساسية لتحقيق هدف القصة أو “الثيمة” من خلال إيجاد صراع بين قوتين مروراً بذروة الأحداث إلى أن نصل لحل الصراع وكشف اللغز.

– كما أن بعض الممثلين لم يكونوا في المستوى مقارنة بما شاهدناه من أعمال سابقة لهم، من ناحية الأداء وتقمص الشخصية، عكس الوجوه الجديدة التي شاهدناها لأول مرة وكانوا في مستوى جيد وقابل للتطور بالرغم من البطيء في الحركة والأداء وعدم حفظ حواراتهم والتركيز في التسليم والاستلام إلا أنهم كانوا الأفضل.

– مشهد تصوير جلسة رئيس الحزب مع الأعضاء المرشحين وتوقيع صكوك المكافأة والتوعد لمن يخالف الأوامر لم نشاهد المصور الصحفي وهو يلتقط خلسة فيديو الجلسة، ونتفاجأ به أثناء عرضه على زميلته الصحفية ليكون إثبات رسمي على الخيانة والتزوير للمرشحين لانتخابات البلدية، وهذا خطاء أخر وقع فيه المخرج جعلني اشك بأن مشهد التصوير كان لأحداث قادمة ربما نشاهدها نهاية الفيلم.

– مشهد القبض على الشاب الذي لم يفسح الطريق لسيارة الميليشيات كان ضعيف جداً رغم وجود الحدث في القصة مهم ومنطقي وواقع نعيشه شبه يومياً في ليبيا، واظهر المخرج الفعل ورد الفعل بشكل عادي جداً دون توضح العنف والظلم الذي يستعمله بعض المسلحين ضد الأبرياء على أتفه الأسباب وفي غياب القانون وهذا جزء من الرسالة التي أراد الكاتب ايصالها.

– مشهد انفجار مولد الكهرباء كان مجرد حدث عادي ولا وجود مبرر ولا دلالة على فعله إلا إذا كانت هناك احدث أخرى مربوطة بعملية الانفجار في القصة ولم يتناولها المخرج، وكان الأفضل ربط هذا المشهد بشخصية الشاب الذي يرتدي الحزام الناسف لأن ظهوره كأول شخصية وبشكل ملتف للانتباه والفضول لمعرفه خفايا ما سيحدث لاحقاً كان أقوى من نهايته كمجرد ممثل للكاميرا الخفية ودخوله لحضور مناظرة انتخابات للتسلية فقط.

– العلاقة العاطفية بين مقدم المناظرة وإحدى المرشحات كانت واضحة بشكل كبير جداً وهذا يدل على أن هناك أحداث سابقة ولقاءات وحوارات بين الطرفين موجودة في القصة ولم يتناولها المخرج حتى بمشاهد بسيطة أو عن طريق نظرات أو رسائل غير مباشرة.. نتفاجأ بهذه العلاقة في نهاية العرض لتجعلنا نقف حائرين ونتساءل بين متى وكيف وأين حدث كل هذا؟

في العموم اشكر فريق العمل على كل الجهود ونتمنى أن يكون القادم أكثر دقة وتركيز، وشكر خاص للأصدقاء الكاتب سراج هويدي والمخرج محمد التريكي.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :