كركديه وعروض أخرى قريبا

كركديه وعروض أخرى قريبا

فسانيا : نيفين الهوني

   تستأنف قريبا عروض مسرحية كركديه لفرقة هون للمسرح، والمسرحية من إخراج وسينوجرافيا الفنان إبراهيم فكرانة دراماتورج الفنان المسرحي أحمد إبراهيم حسن ، جسد شخصياتها  الفنانين سعد حمودة وأحمد عمر مسعود ووليد اعبيد وتوفيق عمور وإبراهيم بلامة. ، تنفيذ الديكور الطاهر دراويل سعد سالم ياسين بوقصيصة توفيق عمور وهندسة الإضاءة سعد خيرالله وهندسة الصوت سامر صالح ومبروك جداد وإدارة مسرحية ورسومات الفنان الدولي عماد السنوسي تصوير مرئي وثابت أحمد ثامر .وعمار محمد علي ..وعلي محمد خضور ..وخدمات عامة حبيب الله السنوسي ..الحارث مازن ..صالح نصر ..أغنية كركديه تأليف وأداء رضوان نصر وأخيرا خدمات إنتاجية للفرع البلدي هون ونادي الإخاء هون وفي تصريح لصحيفة فسانيا قال المخرج إبراهيم فكرانة  :تجربتي هذه هي التجربة الثانية مع الفنان والكاتب والمخرج أحمد إبراهيم حسن  بعد مسرحية وزارة الأحلام للروائي محمد الأصفر وإعداده  وإخراجي بمشاركة مجموعة من الممثلين المخضرمين والشباب لأول مرة 17 ممثلا حيث نال العرض استحسان الجمهور آنذاك ونظرا لضخامة العمل قدمته فرقة هون للمسرح على ركح ” مسرح الشهداء بهون ” ولم نستطع الخروج به من هون فقد استمرت التدريبات المسرحية حوالي ثلاثة أشهر قبل العرض الأول فكما تعلمون أن المسرح التزام وتدريب والمميز أن شباب المسرحية يعتلون الخشبة  لأول مرة وهم (حوالي عشرة شخوص) كانت فترة تدريبهم صعبة وشبه مستحيلة لأنهم طلبة لهم ظروفهم و امتحاناتهم  ، لذا كنت أترك تدريبهم ومنحت شخصياتِهم للمثلين المحترفين حيث أن اثنين منهم أساتذة كبار و لم يمثلوا منذ حوالي خمسين عامًا وعلى الرغم من ذلك كانت طلتهم على الجمهور أكثر من رائعة وقد وثق العمل أثناء عرضه على مسرح هون ولا تعد هذه المسرحية هي الأولى منذ عام 2011 لأننا استأنفنا نشاط المسرح عام 2015 حتى عام 2019  عندما قدمنا مسرحية وزارة الأحلام في اليوم العالمي للمسرح ، استمرت العروض بنجاح لأنه باختصار الجمهور في هون له ثقافته وذائقته الفنية ويعشقون المسرح . فقد بدأ المسرح في هون عام 1949م على يد الأستاذين / إدريس شغيوي ، الطاهر المقدود وهم من المؤسسين للفرقة القومية بطرابلس ، توقفت لفترات ثم أُعيد تأسيسها سنة 1996م وفعلًا كان موجود الأستاذ / عدنان أبوتراب الذي أدخل فن المسرح على أسلوبه العلمي الصحيح .

 ثم منحنا  نص كركديه الذي قمت بإخراجه برؤية جديدة وصممت الديكور بحيث يكون متحركا لمشهدين أو مكانين مختلفين وأدخلت من باب الحداثة  أغنية في نهاية العرض شاب يغني ويلحن في الراب والعرض يتحدث عن مقص الرقيب والتنمر. ولقد منحنا إياه وسمح لنا بالتصرف فيه وتحويل المشاهد إلى المحلية ، وهكذا قمت أنا والأستاذ سعد حموده بتحويل بعض المشاهد إلى اللهجة الليبية العامية وقمنا بتغيير بعض المشاهد بحيث لا تمس روح النص ؛لأنه كما تعلمون لكل مسرحية  ظروفها الخاصة وإمكانياتها وعدد ممثليها ، و الحمد لله وُفِّقنا الله في تقديم العرض وقد كان الأستاذ أحمد راضيًا عن  العرض الذي نال استحسان الجميع .

أما الكاتب المسرحي والفنان أحمد إبراهيم حسن فقد قال :

(كركديه ) معالجة درامية لثلاثة نصوص مسرحية للكاتب المسرحي المصري علي سالم ، وهي ( البوفيه – انتحار – الملاحظ والمهندس) قمت بإعدادها مجتمعة كنص واحد من نوع (المسرح داخل المسرح)

أطرح من خلالها معاناة المثقف والسلطة ، وتلقي الضوء على سوء حياتنا كشعب حين يتصارع الساسة على الحفاظ على الكرسي وعلى مكاسبهم وإن قتلوا ..وإن اعتقلوا وتعسفوا وهمشوا كل رأي وأخرسوا كل صوت يعلو ضدهم.

المسرحية كوميديا سوداء .. وشر البلية ما يضحك وهي صرخة احتجاج ورفض لما يجري في بلادنا اليوم من ضياع هيبتها ومن سلب حقوق مواطنيها ووأد أحلامهم.

وفي جولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت لنا هذه الوقفات لرصد آراء الجمهور في عرض كركديه الذي عرض مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان درنة الزاهرة المسرحي دورة الفنان صالح الأبيض ونالت استحان الجمهور .

الكاتب صالح حصن كتب يقول :

مسرحية “كركديه”  هون البارحة كانت سهرتنا مع فرقة هون للمسرح، امتلأنا ببهجة و إمتاع و شد انتباه وقدح ذهن متابعين لمجريات مسرحية “كركديه ” التي ألفها الكاتب المسرحي المُبدع “أحمد إبراهيم حسن” و أخرجها المُمَيز “إبراهيم فكرانة”.  أتناول هنا مشاهداتي الشخصية ولا أدعي أنني أصبتُ لكن ذلك ما وصلني واختمر في ذهني من انطباعات.

1- الكاتب والنص: الكاتب معروف والنص راقٍ جداً وقد تناول علاقة الكاتب المسرحي بصفته فنانا مُثقفا له رؤاه وتطلعاته لتخليق مسرحية هادفة يقدمها للجمهور فتأتي بما ينفع مُجتمعة و تقاطع فضاء احتياجه هذا مع حاجة السلطة المُهيمنة التي ترى أن مصلحة المُجتمع تكمن في الحفاظ على ما تراه هي صالحاً به وعلى ذلك تملك الحق في ممارسة الرقابة و تضييق الخناق.  ما ينطبق على المسرحية هنا ينطبق على كافة الأنشطة الثقافية والفنية.  

جاء النص على مستوى نُخبي فئوي، نخبوي من جانب أنه خالف ما تعود عليه المُشاهد الاعتيادي باعتباره يُشاهد شخوصاً تتمثل في شخصيات يُقارنها بما يعرف في الواقع الحياتي وتُحاكي بسلوكها الواقع مع بعض الرمزية والهزلية والمبالغة، لكن النص دمج بين شخصية المؤلف -الذي ظهر كأحد شخوص المسرحية- مع مؤَديات الممثلين كشخوص أخرى تمثل يجلس على كرسي و يقفز ليتدخل في تأديهتهم الدور ويخاطبهم مصححاً و يُغير مسار أدوارهم داخل المسرحية ويستجيبون له،  و ذلك طبعاً ما قد تستوعبه أو حتى يعجب فئة ممن لهم ارتباط بالعمل المسرحي سواء كُتاب مسرحيات أو نُقاد أو مُتابعون من المُثقفين لكنه ليس سهلاً أو مرغوباً به من فئات العموم خاصة ممن  يحاولون اكتشاف المسرح و التعرف على مدى الإثارة والإمتاع فيه.  على هذا رأيتُ أن النص يمكن أن يُقدم في مُسابقات بين الفرق المسرحية وليس لاستهلاك العموم خاصة وأن المسرح لا يزال عندنا لم يتمكن من بناء قاعدة جماهيرية عريضة تتسع للتنوع الكبير.

2- الفرقة والممثلين:  أعرف هذه الفرقة منذ زمن و أنها تصر على  إحياء

المناسبات بمسرحيات جديدة باستمرار وتشارك في المسابقات والمهرجانات ولكنني أعرف كذلك أن لا أحد منهم تلقى دورة في أيٍ من مجالات العمل المسرحي.

الممثلون كانوا على درجة مُبهرة من الالتزام و استيعابهم لمتطلبات المسرحية وقد عهدنا ذلك منهم من قبل وما هو جميل منهم أن التطور بين كل مسرحية و التالية لها نراه فيهم بوضوح و أنهم لا يفقدون الحماس للعمل وهذه إذا ما عرفنا أنهم متطوعون وما يبذلونه من جهد كانوا قادرين أن يستثمروه في مجالات أخرى أكثر ربحاً لكنهم يفضلون ما يؤكدون به تحملهم مسؤولية التطوير بالتنوير.  و الأهم أنهم يحسون بامتنان الجمهور منهم وهذه مكافأة تُرضيهم لكن ذلك يحمِّل وزارة الثقافة مسؤولية التقصير و وصمها بالجهل للأسف الشديد. 

3- الجمهور كالعادة لا يرضى بأن يتنازل لقياسات التقييم ولو دخلها لظلم كل ما سواه فليس غير أن نصفه و لا نضعه خارج التقييم.   أثناء العرض كنتُ أحس بأنني الوحيد الذي يشاهد المسرحية وأنا في الصف الثاني بالمصفوفة التي على اليمين، لولا أن الذي أمامي كان قد “عنقر طاقيته” و قوائم المصوراتي الثلاثية الثابتة كانت أمامي على الجانب الأيسر،  أما من ملؤوا المسرح فلا صوت لهم فلا حِس و لا مِس غير أنهم كانوا يتجاوبون مع مجريات المسرحية بشكل جعلني أشك في وصفي لنصها بأنه نخبوي فيصفقون متى وردت عبارة إيجابية على لسان ممثل، سواء وطنية أو سلوكية  كذلك يتفاعلون مع قفشاتها بالضحك،  أما التعليقات أو الصياح أو حتى الهدرزة أو رنات الهاتف فلا وكأن أحداً هناك.

4-   الديكور والإخراج:  “الرسوة الكبيرة” إبراهيم فكرانة حفظه الله،  انتظار مُفاجآته في كل مسرحية حدثٌ بحد ذاته، لم نتعود منه على تكرار و أرى أنه لا يرى مُستحيلاً لثقته في عناصر تحف به ذات اليمين و ذات الشمال يحسن التعامل معها و تثمن هي مقدرته و وضوح أهدافه و رؤاه العملية والفنية.  لا يمكن لي ذكر أسماء لأنني لا أعرف مساهمات كل منهم  لكن للرسامين وجود تتسلط عليه الأضواء فلا بد أن يظهروا و الرسام “عماد السنوسي”  تجده حيث ما التفتت في كل منشط بابتسامته الوضاءة و يداه الملطختان بالأزوقة “إلا ما بين العاشرة مساءً و العاشرة صباحاً ً….. حكومة يا بي هههههه ” ولا أشك أن بصمته كانت بارزة في ديكور المسرحية.  بعد الثلاث ضربات فتحت الستارة ثم لم تغلق بين فصول المسرحية حتى نهايتها وقد اكتفى المُخرج بإطفاء النور مع ومضات فلاش في زمن لا يزيد في تقديري عن 30 ثانية تتبدل الخلفية خلالها بين موقعين أحدهما مكتب المسؤول المؤثث جيداً و الآخر غرفة عامل مهترئة في موقع صحراوي.  الصورة العامة على الخشبة مُريحة في الموقعين والإضاءة جيدة و جاذبة حقاً.  أما لواقط الصوت فلا وجود لها على الإطلاق ولا أظن أن ذلك تأففاً ولكن لأن التوفير واجب خاصة لمن لا دعم لهم ولا دخل مُرضٍ و متى لم تكن هناك حاجة لها لرقي الجمهور و تقديره للمسرح كفن. هنيئاً لنا بكم فرقة هون للمسرح و ما أسعدنا بوجودكم

   الأخ بشير قطنش

كركديه نص مسرحي شُرفنا بالدعوة لحضوره بمسرح الشهداء بمدينتي هون للكاتب أحمد إبراهيم حسن وإخراج الأستاذ إبراهيم فكرانة متطوعاً هو والفريق المنفذ له يحمل بين طياته أعمق مما يحمل الكركديه من احتمالات تركيزه وشربه باردا أو ساخنا، أداء لإسقاط رائع أضاف للعيد بهجة رغم ما يحمل النص بين طياته من نقد لاذع أحيت في النفوس تاريخ المسرح الذي لم تعصف به الريح من عقود بل ظل صامداً في وجه الجهل رغم انعدام الدعم وقلة الإمكانيات، ذرية بعضها من بعض فهم أبناء لأولئك الآباء الذين زرعوا الفرح، كل الشكر والامتنان لهذه الكوكبة التي تسقي الأمل فينا بأن الغد أفضل.

الشاعر والكاتب عبدالله زاقوب

فرقة هون للمسرح والكركديه لليوم الثاني وعلى التوالي، يتم عرض مسرحية،، كركديه ،، لفرقة هون للمسرح، على خشبة مسرح الشهداء، بحضور لافت وبهي، وبالتزام دقيق بموعد بدء العرض، على تمام التاسعة والنصف، افتتح العرض بدقات المسرح التقليدية، المسرحية للكاتب المسرحي أحمد إبراهيم حسن والمخرج العصامي المتألق إبراهيم فكرانة، بنخبة من الممثلين الَمعروفين بالفرقة، الذين أمتعوا الجمهور بجميل الأداء الذي آسر الحضور معبرا عن ذلك بالمتابعة والإنصات الرائع والراقي.  ومنذ أن تم الإعلان عن المسرحية ، لفت انتباهي العنوان، فما علاقتنا بالكركديه، وما السر الكامن وراء هذه التسمية الجاذبة، وما إن توالت فصول ولوحات المسرحية، حتى كُشف عن السر وتم البوح به.

المسرحية تعرض لدور المثقف الفاعل وصراعه مع السلطة بل السلطات أينما كانت وحيثما حلت، وعلى مختلف توجهاتها وتبايناتها برغبته الدفينة والجامحة للمساهمة في التغيير وصنع التقدم، بنبش قضايا المجتمع والناس خاصة المؤلمة والمسكوت عنها بتعريتها والإماطة عن مجرياتها، بمخاطرته وتعرضه للمساءلة والضرر المادي والمعنوي ، وبالوجه المقابل محافظة السلطة على السائد والراكد من خلال كبت الحريات كافة العامة والخاصة، ودأب السلطة ومحاولتها الدائمة لإخضاع المثقف تحت هيمنتها وضمان حصره بين  جناحيها، بإغرائه للانصياع لها بطاعة توجيهاتها والولاء لجبروتها، هذا ماعملت المسرحية على إيصاله لنا من خلال تألق الممثلين بحضورهم اللافت وأدائهم المميز، كما كان الإخراج متساوقا ومنسجما مع فصول ومشاهد المسرحية، والشكر موصول للمؤلف والمخرج والممثلين والعاملين بكواليس المسرحية، الإضاءة والصوت والخدمات الأخرى المصاحبة، دمتم بخير وتألق.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :