لا نَوَاجِعُ مع خلوة (النواجع)

لا نَوَاجِعُ مع خلوة (النواجع)

نيفين الهوني

ستة أسابيع وهم يرتقون ونحن ننحدر ستة أسابيع وهم أحياء عند ربهم يرزقون ونحن موتى على الأرض نذرف الدماء وننزف الوجع ستة أسابيع وهم شهداء القضية الأصل والجذور ونحن قتلى طفيليات فروعها اليابسة ستة أسابيع والفقد أصبح عادة والحزن طقس من العبادة ستة أسابيع وأعداد زملائنا الصحافيين في غزة وجنوب لبنان في تناقص وردود أفعالنا في الأوطان في  تناقض ستة أسابيع ولا حلول ناجعة تجنبنا وأياهم الفاجعة في كل مرة نسمع فيها عن فقداننا زميل أو زميلة بالأمس أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 48 صحافيا.

حيث جاء في بيانه “استشهاد الصحافي العامل بإذاعة الأقصى (محلية) يحيى أبو منيعة يرفع عدد الشهداء الصحافيين إلى 48 منذ بداية العدوان” وقد قتل الصحافي الفلسطيني بغارة إسرائيلية على مدينة غزة الثلاثاء، بحسب إذاعة صوت الأقصى ثم استنكر الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني اغتيال صحافيين اثنين وهما المراسلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري من قناة الميادين اللبنانية خلال قصف إسرائيلي لمناطق متعددة في جنوب لبنان، وجاء في التصريح: ” يعتقد الاحتلال الصهيوني إنه بتصفية الصحافيين والكتًاب سيغيب الحقيقة عن العالم، و سيجعل من روايته المحرفة مبسوطة أمام من يتلقاها .

ولكنه فشل قدر محاولاته المستميتة بتزوير الحقائق وترويج حقه بالدفاع عن نفسه، و ممارسة التضليل إننا في الاتحاد العام نستنكر الجريمة البشعة في اغتيال الكلمة الحرة والمقاومة لقناة الميادين بإسكات وتغييب صحافييها واستهدافهم ،هذه العملية الجبانة  التي تضاف لسلسلة اغتيال الصحافيين والكتاب في غزة وفلسطين. نؤكد على أن إغلاقه مكتب الميادين كان بداية لتصفية الحقيقة ويؤكدها اليوم اغتيال الصحافيين.

ويبقى الصحافيون والكتاب ثابتين على ثابت الحق والحقيقة التي يكتبها الكتاب والإعلاميون بدمائهم تعزية لرواية العدو وتزويره.” الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين الامانة العامة ، ثم عقب البيان أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” استشهاد الصحافي لديها محمد أبو حصيرة وعدد من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم غرب مدينة غزة ليرتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر إلى 49 صحافي ، بحسب مراسل الأناضول ناهيك عن معلومات غير مؤكدة عن مقتل صحافيين آخرين أو فقدانهم أو احتجازهم أو إصابتهم أو تعرضهم للتهديد، بحسب ما ورد في الاعلام الإلكتروني .

وعلى الرغم مما يحدث كل لحظة وليس كل يوم لزملائنا الصحافيين منذ بدء الهمجية الصهيونية إلى اليوم وعلى مرأى ومسمع من العالم الا أن العالم لم يفعل شيئا للحد من هذه المجازر والانتهاكات الصارخة في حق الصحافيين سوى الادانة والشجب والاستنكار وتفوقنا نحن على زملائنا في دول الجوار في عجزنا ولم نجاريهم حتى في مجرد التصريح ببيان رسمي واكتفينا بالحزن المقدس بكل طقوسه والصمت الرهيب

كما قال الراحل عبدالحليم حافظ نمارسهما كل يوم ونحن نشرب فنجان القهوة المرة على أروح شهدائنا أمام الشاشة والقنوات تعلمنا في عواجلها بأن عجلة الفقد تدور وأعداد زملائنا الصحافيين في غزة وجنوب لبنان في تناقص وردود أفعالنا في الأوطان في  تناقض وأنه ستة أسابيع وهم يرتقون ونحن ننحدر وهم أحياء عند ربهم يرزقون ونحن موتى على الأرض نذرف الدماء وننزف الوجع وهم شهداء القضية الأصل والجذور ونحن قتلى طفيليات فروعها اليابسة وأن الفقد أصبح عادة والحزن طقس من العبادة وأن الحقيقة هي أنه يا غيبة (نَوَاجِعُنا ) في خلوة نواجعنا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :