اختتمت فعاليات مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة في دولة المكسيك، أمس الجمعة 20 سبتمبر2022، بمشاركة 163 وفدا و131 وزيرا للثقافة من دول العالم، و83 منظمة غير حكومية، و32 منظمة دولية حكومية، و9 وكالات للأمم المتحدة، وهو أكبر مؤتمر عالمي مخصص للثقافة عُقد خلال الأربعين عاماً الماضية. وشاركت ليبيا في المؤتمر، والقت وزيرة الثقافة والتنمية المعرفية الأستاذة مبروكة توغي كلمة ليبيا.
وعلى هامش مشاركتها في أعمال المؤتمر، التقت السيدة الوزيرة مع عدد من وزراء الثقافة المشاركين في المؤتمر، حيث أكدت حرص وزارة الثقافة والتنمية المعرفية على تعزيز التعاون الثقافي مع الجميع. واستهدف الاجتماع الذي جمع 2600 مشارك من جميع أنحاء العالم، الى إلى تعزيز دور الثقافة في التنمية المستدامة، كهدف أساس للسياسات الثقافية التي يجب أن تتبناها الدول الأعضاء، وتعزيز دور الثقافة في التنمية المستدامة وركز المؤتمر خلال فعالياته التي استمرت ثلاثة أيام على عدة مجالات رئيسية هي تعزيز دور القطاع الثقافي كمحرك رئيسي للنهوض بالتنمية المستدامة، الاستجابة لفرص وتحديات الرقمنة وتعزيز التنوع الثقافي، حماية التراث الثقافي وتسخيره لخدمة المجتمع والدبلوماسية الثقافية، تعزيز الاقتصاد الإبداعي وتطوير البنى التحتية وتعزيز التعليم والتدريب وبناء القدرات فى القطاع الثقافي. وتم اعتماد الإعلان الختامي الذي اعتمدته الدول المشاركة بالإجماع
والذي جاء ثمرة مفاوضات متعددة الأطراف دامت لمدة ستة أشهر بقيادة اليونسكو. وأكدت الدول من خلاله على أن دمج الثقافة في استراتيجيات التنمية المستدامة أصبح ضرورة ملحة، وأن الثقافة “منفعة عالمية”، ومن الضروري مواصلة ترسيخها في الاستراتيجيات الاجتماعية والتنموية. وجاء في الإعلان أن ” الثقافة تلعب دورا أساسيا في مجتمعاتنا، ومن خلالها نكتشف كنه إنسانيتنا المشتركة وهويتنا، وعلى الرغم من التقدم المحرز، فإنها لا تحتل المكانة التي تستحقها في السياسات العامة والتعاون الدولي”
. كما أبرز الاعلان الختامي ” إشارة قوية لتغيير هذا الوضع، والإعلان المعتمد هو بمثابة التزام للجميع بالعمل على جعل الثقافة ضمن قائمة الأولويات “. ويحدد هذا النص مجموعة من الحقوق الثقافية التي يجب مراعاتها في السياسات العامة، بدءا من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنانين، وحماية التراث الثقافي والطبيعي وتثمينه. وشملت مخرجات المؤتمر أيضاً إنشاء منتدى عالمي للسياسات الثقافية واستهلال أعماله اعتباراً من عام 2025 ، على أن تنظمه اليونسكو مرّة كل أربع سنوات.
وسوف تضطلع المنظمة بإعداد تقرير عالمي عن السياسات الثقافية من أجل إثراء حلقات نقاش المؤتمر. وتوج هذا الإعلان مفاوضات ومشاورات استمرت لأشهر قادتها اليونسكو والدول الأعضاء، والذي يدعو إلى دمج الثقافة «”كهدف محدد في حد ذاته” في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لسنة 2030. وعقد هذا المؤتمر بعد أربعين عاما من مؤتمر “موندياكلت” العالمي الأول حول السياسات الثقافية والذي عقد أيضا في المكسيك في 1982 , وبعد 24 عاما من مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية من أجل التنمية الذي عقد في ستوكهولم بالسويد في 1998.