بقلم :: عمر الطاهر
تمهل لا تسترسل ، تفكر و تمعن .
ابحث لنفسك عن اجابات تغني من الجوع و تسمن .
هل هو الانسان و الارض و السماء ؟
هل هو المكان محصور في الزمان ؟
هل هو العلم و النشيد و العنوان ؟
هل هو ورقات إثبات الهوية و جوازات السفر و الأرقام الاثني عشر ؟
هل هو السلطة و المال و الحكومة و البرلمان ؟
هل هو الخيرات تنهمر على رؤوس الأشهاد كالمطر وصفقات الاعتمادات و التوريد و بنود يخجل الأبالسة من ذكرها لم تبقي منا شيئا و لم تذر ؟
هل هو الأبراج و الطرقات و القصور و الفلل ؟
هل هو الأبهة تبدوا علينا حينما يأتي الغرباء إذ نمشي بخيلاء بينهم و نتبختر ؟
هل هو تلك الجموع المهاجرة طوعا و كرها يبحثون عن وطن في احداقنا ، ام العابرين اللجج الزرقاء يمخرون عبابها و نسائهم و بنيهم يعانقون الخطر ؟
مثل النازحين من بني و طني اذ فروا و تَرَكُوا مدنا و حقولا من الذكريات خلفهم ، و يصرخ البعض منا ، لماذا لم يموتوا مثلما الشهداء و الجرحى و من ابى ان يغادر الى بلاد النزوح و المهجر .
و تلك الجموع لماذا تَرَكُوا اوطانهم و جاؤوا الى وطني ؟
لماذا يسرقونني بعدما اكرمتهم و أطعمتهم قوت ابنائي من راحة يدي .
لماذا لا يخجلون من خيانة اوطانهم اذ نكروها و استعرّوا من ذكرها و اكثر .
ماهو الوطن ؟
هل هو شيء ما في داخلي يشبه الحب ؟
هل هو جبال الذكريات من صغري ؟
هل هو تلك السهول و الآكام ترعاها شياه الجدات و لهو صغارها و صغائها .
هل هو ضحكات الأبناء من خلف الأزقة في المدن العريقة .
هل هو قصص الاجداد و مآثرهم و دماء سقوا الارض منها طهورا ؟
هل هو أصوات البنين جموعا تتلوا القرآن ترتيلا .
لماذا تفرقنا انا و انت من اجل الوطن .
هل يخصك وحدك ؟ هل ورثت ابي لتقتلني من أجل حفنة من تراب ؟
لتكرهني من اجل صفحة من كتاب ؟
و تغتال أحلامي و أولادي و تدك بالاهوال بيتي ؟
لتنشر فكرك وحدك و دينك وحدك و علمك و رأيتك وحدك ؟
وانا ، اين وطني ؟
تحت التراب ؟