بقلم :: محمد أبوعجيلة
يحدث أحيانًا أن تمنع قلمك من الكتابة لا لشيء إلا لأن المجريات التي أمامك حقيقة وليست سراب ؛أي أنها شيء ملموس لا يمكن أن نتخيله أو ندرجه تحت بند الأحلام الوردية ، فبينما نجد فرقة من ( السبتمبريين ) يقرون باعترافاتهم ان بدايات ( الفاتح ) كانت مدهشة وان ما حدث بعد “73” جعلهم نادمون على ما قام به ( معمر القذافي ) ، نجد كذلك فرقة موازية من ( الفبرايريين ) توقف الكرة الأرضية عن الدوران وتعود بالتاريخ إلى سبتمبر لتعيد التاريخ نفسه بطريقة مشابهة له تمامًا.
حقيقةً ان هؤلاء لا يؤمنون بالثورات إيمان مطلق هم فقط يحتاجون إلى لقمة عيش لأطفالهم ، أو ان لا يجدوا الدولار متربع في السوق السوداء وهنا نجد واقعية التفكير تتغلب على الطموح …
ولكن الحقيقة التي لا يمكن ان نغطيها بعين الغربال ان في كلا الثورتين او النكبتين( على سبيل التجرد) هي انها أسدلت الستار عن أخلاق بعضهم وعن أفكارهم ومطامعهم ولكم ما حدث في السوق السوداء خير دليل!
يجب علينا ان نعترف أن البداية كانت غير جيدة حين فجر أحد الثوريين نفسه أمام الكتيبة وفي الجانب الآخر نجد أن ردة الفعل كانت (همجية) ولا تتناسب حتى مع دول العالم الثالث ( ليبيا على سبيل المثال ) كقتل طفلة لا تعرف معنى الثورات.
وما حدث بعد عامين من فبراير من قتل اغتيالات والتنكيل بالجثث وقطع الرؤوس كلها لا علاقة لها ( بالعالم الذي يحكمنا سرًا ) أنها نتائج تفكير من هؤلاء” الثوريين ” الذين لم يتحصلوا على مكاسب الثورة ! .
حقيقة يجب علينا أن نخجل من أنفسنا وأن نترك خلافاتنا جانبًا , ففي حين أن الجيش الليبي يقود حرب مقدسة في بنغازي نجد أن الفرقتين تتنابز بالألقاب .. فماذا تعني كلمة ثورة ؟ طالما لم تزرع في عقولنا ثقافة احترام الأخرين ؟
يجب علينا أن نتوقف نحن (فبراير وسبتمبر) عن الدوران حول الجدل الأزلي ، وإلا لن تشرق علينا شمس الوطن فيموت الربيع ونبقى جميعًا في الظلام.