مربون و مواطنون يشتكون : أسعار الماشية تشعل جيوب الليبيين

مربون و مواطنون يشتكون : أسعار الماشية تشعل جيوب الليبيين

تقرير : زهرة موسى :: منى توكا

ككل عام يستقبل المسلمون بشتى بقاع الأرض عيد الأضحى بفرحة كبيرة لما له من عوائد إيجابية على نفسيتهم سواء دينيا أو اجتماعيا ، فالعيد فرصة لتجديد العلاقات ، و لنشر التسامح وإزالة كدر القلوب ووجعها وعيد الأضحى تحديدا به رمزية كبيرة على التضحية وجهاد النفس ، و لعل أكثر ما يهتم المسلمين هذه الأيام هو توفير  ” خروف العيد ” الأضحية ، لكن الأسعار المشتعلة وقلة موارد الدخل والالتزامات العديدة التي تثقل كاهل المواطن ، في تقرير فسانيا التالي لقاء مع مربون المواشي و المواطنون فالأسواق الجنوبية هذا العام  لكن تشهد الأسواق الليبية و خاصة الجنوبية هذا العام ارتفاعا كبيرا في أسعار الأضاحي ، وحالة التذمر عامة تشمل المربي والشاري

مربو المواشي يعانون التهميش

يقول ” يونس شوايل ” مربي ماشية بسبها ” إن مربّي المواشي بمدينة سبها يعانون من التهميش الكبير من وزارة التربية الحيوانية ، فيجب عليهم متابعتنا و إيجاد الحلول لمشاكلنا ، التي ستؤثر على الثروة الحيوانية بشكل مباشر ، فالمواطن يلقي باللوم على المربي لارتفاع الأسعار ، ولكن المربي ليس المسؤول عن هذه الأسعار ، فهو أيضا يعمل طيلة العام و يهتم و يصرف و يعتني حتى يجد مكسبا في نهاية الأمر

أضاف ” قد لا تساعد الأوضاع المحيطة بالمربي على البيع بأسعار منخفضة كما في السابق ، و ذلك لازدياد الأزمات و المشاكل التي يقاسيها المربي ، فأسعار البرسيم ” القضب ” ارتفعت من 12 دينارا سابقا إلى 35 أو 45 دينارا .

حقنتان سنويا أسعارها تثقل ظهر المربين.

وأوضح ” المربي مسؤول على صحة الماشية و لهذا فإنه يهتم و يلتزم بتطعيم الماشية مرتين كل عام ، و يحتاج لكل 100 رأس زجاجة من التطعيم و يصل سعر الزجاجة إلى 100 دينار فمثلا إذا كان المربي يملك 500 رأس فهو يحتاج خمس زجاجات أي 500 دينار ، و قس على ذلك كل مصاريف تربية الماشية مما ينتج عنه ارتفاع سعرها في نهاية الأمر.

 استيراد داخلي للمواشي

أشار إلى ” في بعض الأحيان في حال كان فصل الربيع جيدا في المناطق الشرقية و الغربية نجلب الأضاحي من هناك لأنها تكون متغذية بشكل جيد من المراعي هناك ، ولكن هذا العام لم يكن الوضع كالسابق ، فلهذا اكتفينا بما عندنا.

نطالب بتشكيل نقابة لمربّي الماشية

أكد ” اتجهنا إلى الثروة الحيوانية و تحدثنا معهم بالخصوص و ناشدناهم كونهم المسؤولون عنا و يقع على عاتقهم أمر تخفيف حدة الأزمات التي نعانيها كمربين ، و لكن كنا لا نجد منهم سوى الوعود ، التي لم تر النور حتى هذه اللحظة ، أتمنى أن يتم تشكيل نقابة للمربين ، حتى تستطيع الدفاع عنا و المطالبة بحقوقنا و تنظيم العمل في هذا المجال ، فالدولة لا تصل خدماتها إلينا ، و لا يوجد من سيضمن حقنا سوى جسم رسمي كالنقابة. أضاف ” السوق تتذبذب فيه الأسعار فتبدأ من عمر ستة أشهر و التي تقدر سعرها من 650 دينارا ليبيًا ، و هكذا فإن الأسعار تصل إلى 1700 في عمر العامين تقريبا ، و كما ذكرت آنفا فالأسعار تحددها قيمة المصروفات ، و الوضع العام للمربي ، و لكننا نقوم بجهدنا و نحاول التخفيف على المواطن دون أن نتسبب في خسارتنا.

و يرى بأن ” الماشية المستوردة من الخارج لم يعد لها ذات التأثير على الأسواق الليبية من حيث اختلاف السعر ، فهي سابقا يصل سعرها إلى 450 تقريبا وكان الكثير يتجه لشرائها بدل الوطنية ، و لكن الآن سعر الدولار مرتفع قليلا فلهذا ستقدر ثمن الماشية المستوردة بـ 600 دينار ، فلهذا الفرق ليس كبيرا على المواطن

أسعار الماشية تتأثر بأسعار البرسيم و العلف.

تقول  ” خديجة محمد ” مربية ماشية ” تتأثر أسعار بيع الماشية بعدة عوامل رئيسية ، منها ارتفاع أسعار البرسيم و الشعير، فبذلك تلقائيا ترتفع أسعار الماشية ، و المواطنون يشتكون من الأسعار المرتفعة دون فهم الأسباب الكامنة خلفها.

و أكدت ” أشرفت على تربية الماشية منذ أكثر من 5 أعوام و أهتم بكل تفاصيلها بشكل يومي من إطعامها و شرابها و تنظيف مكانها و إخراجها للسعي ، فأنا شخصيا آخذ أضحية من ماشيتي التي أربيها لهذا أهتم بكل التفاصيل.

تقول ” عائشة شهاء ” مربية منذ 15 عاما ” علاقتي بالماشية بدأت منذ 15 عاما ، و أنا أهتم بها بشكل يومي ، و يبدأ دوامي معها منذ السابعة صباحا ، أبدأ بإخراجها من ” الزريبة ” و أضع لها الماء و العلف أو القضب الذي أكون قد جلبته من المزرعة المجاورة لنا ، و أنتظر أن تتناول الماشية طعامها و أنظف في ذلك الحين الزريبة ، و بعد انتهائها أرجعها إلى مكانها و أغلق الباب و أعود إلى بيتي و أكرر ذات الأمر في المساء مرتين. و العلاقة بيننا تخطت حدود المربي بالماشية

وأضافت ” لأننا نملك الكثير من الماشية فإنهم يستهلكون الطعام بشكل كبير و لذلك أنوع في طعامهم من ( العلف ، القضب ، الخبز ، التمر ) وأهتم بالصغار حديثي الولادة من الماشية في بعض الأحيان قد تكون الأم لا تملك حليبا لإرضاعها ، أجهز لها زجاجة الرضاعة و أسقيها الحليب ، و هكذا فإنني أهتم بكل تفاصيل حياتهم حتى في أيام مرضهم آخذهم إلى الطبيب البيطري ، فالاعتناء بالماشية لا يتوقف عند توفير الطعام و الماء فقط و العلاقة بيننا تخطت حدود المربي بالماشية وباتت بها الكثير من المحبة و التعود.

نستعد كل عام لموسم بيع الأضاحي

نوهت ” نستعد كل عام لموسم بيع الأضاحي ، لأنه الوقت الذي يجني فيه المربي جهده  و يكسب ثمن التربية ، و هناك عوامل كثيرة تساهم في تحديد سعر بيع الأضاحي ، و جلها تتعلق بأسعار شراء الأعلاف و القضب ، و الخبز و الذي يعتبر سعر بيعه في المزرعة من بيعه في السوق فلهذا أشتري دائما من المزرعة المجاورة لنا

أكدت ” أنه وصلت أسعار الخروف هذا العام إلى مشارف 2000 دينار ، و ذلك يرجع للأسباب السابق ذكرها ، و لكننا نحن نبيع ماشيتنا بسعر أقل حيث يصل إلى 1500 دينار

تقول ” مريم محمد ” مربية ” أزور زريبتي ثلاث مرات و خلال كل زيارة أطعمهم و أشربهم و أطمئن عليهن إذا كان هناك واحدة مريضة أو قد رزقت بمولود أو على وشك الولادة و ” أتعامل معهم كأنهم أولادي ” أرتاح عندما تكون بوضع جيد، و أحيانا أتحدث معهن و على الرغم أنهم كائنات غير عاقلة و لكن بها الكثير من الحنان و لأنها اعتادت على وجودي فهي تستقبلني عندما أفتح باب الزريبة ، ويعطيني رأسه حتى أمسح عليه، الذكور بصفة عامة يأتون إليّ بسرعة و لكن الإناث البعض منهن يخفن مني.

أكثر مشكلة تواجهنا هي الأمراض الموسمية

أعربت ” أكثر مشكلة تواجهنا هي الأمراض الموسمية يعني كل موسم عنده تطعيم لابد منه ، وارتفع سعر البرسيم الجاف (الخرطان) يعني هذه السنة و خاصة فصل الشتاء حيث وصل سعر الواحدة إلى 45 دينارا وكان ضروريا جدا على المربي الشراء. فالمربي يشتري حتى يستطيع إطعامهن

أشارت ” أشرف على تربية تقريبا من 30 إلى 35 رأسا أو أكثر و أبيع منها لأنه صعب جدا الاستمرار في المحافظة على نفس كمية الأكل. فإذا كثرت الماشية ونقص الأكل سوف ينقص وزنها و تمرض من قلة الأكل.

 أعربت ” بدأت في تربية الماشية منذ العام 2009، و أنا أحب مهنتي هذه كثيرا فهي بالنسبة لي ليست مجرد ماشية عادية فهي ما تبقى لي من أبي بعد رحيله ، فكنت أساعده في الاهتمام بها و أنا أعتبرها أمانة منه للحفاظ عليها وهذا سبب تعلقي بها.

نوهت ‘”أنا لا أبيع في السوق ، أبيع فقط للأهل كإخوتي المتزوجين لأنهم يثقون في تربيتي للماشية بطريقة صحيحة

أكدت أنه ” ارتفاع سعر الماشية المحلية بشكل عام هو ارتفاع سعر غذائها لأن المزارعين يبيعون في أغلب الخرطان خارج سبها لمناطق الشرق و الغرب، ومن تبقى منهم يبيع بسعر مرتفع.

 أردف ” علي عمر ” تربية المواشي كانت أمانة والدي ، ففي السابق كان يعتني بها و لكن بعد وفاته استمررت في العناية بها منذ 20 عاما تقريبا ، و الحمد لله بفضل الله تعالى ،تعود عليّ بمنفعة جيدة.

أضاف ” أسعار الماشية متفاوتة فهي عند الأغلب تبدأ من 1200 إلى 2500 دينار ، مع مراعاة فرق العمر و نوعه ، و كذلك البنية الجسدية للخروف.

نوه ” لا يؤثر بيع الماشية المستوردة على السوق المحلي بشكل كبير ، لأن تربية المواشي المحلية تكون على قدر من الثقة ، و التربية الصحيحة ، عكس المستوردة التي في الغالب تعاني من الأمراض ، و الضعف ، و غير صحيحة البنية ، لأنها قد جاءت بالجملة ، و أما الأسواق الليبية فتجد بها خيارات متعددة و موثوق مصدرها و تربيتهم ، و يختلف الخروف بشكله و حجمه حسب السلالة.

و ذكر ” كذلك بإمكان المواطن اختيار المربي أو البائع حسبما يشاء وفق شروطه ، متوفر عنده البرسيم ، و الأعلاف و جميع وسائل الاهتمام ، و في حال اختيار المستوردة فيفضل وجود لجنة أو رقابة أو مربين حتى يتم استيراد مواشٍ جيدة و مشابهة للمحلية. أوضح ” هناك إقبال على شراء المواشي ، و لكن كلما اقترب العيد زاد إقبال المواطنين على الشراء ، و تزايد الشراء ، لأن الأغلب لا يملكون مكانا لوضع الأضحية فيه ، فلهذا يختارون شراءها قبل العيد بأيام قليلة بيوم أو يومين. مضيفا أنه حتى توفر السيولة له دور كبير في الإقبال على الشراء.

 لن يكون شراء الأضحية في متناول الجميع هذا العام

يؤكد ” مهدي عمر ” مربي و بائع ” هذا العام الوضع لا يساعد ، و لن يكون شراء الأضحية في متناول الجميع ، و ذلك بسبب غلاء أسعارها ، الأمر الذي نتج عن غلاء الأعلاف و البرسيم ، فالأسعار تصل إلى 1800 و أكثر .

ذكر ” أبوبكر عبد الرحمن ” رب أسرة ” هذا العام تشتعل أسواق الماشية بأسعار خيالية ، فلا يمكن للمواطن البسيط أن يشتري أضحية سعرها ما يقارب 2000 دينار ليبي ، في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، و قد يختار البعض شراء الأضحية المستوردة لأن سعرها أقل من المحلية ، و لكني كمواطن سأختار المحلي لأني لا أعلم عن تلك المستوردة ، ولا تاريخها المرضي.

حملات خيرية للتبرع بخروف العيد.

 أفادت ” خديجة محمد ” لا أعلم الأسباب و لكن ليس من المعقول أن يباع الخروف ب2000 دينار خاصة في موسم الأعياد ، فالعديد من الأشخاص لن يستطيعوا دفع ثمن هذا الخروف ، فمصاريف موسم عيد الأضحى كبيرة جدا ، بالإضافة إلى ثمن الأضحية فإن المواطن سيوفر ملابس عيد لأطفاله ، و في ذات الوقت سيكون من الصعب أن لا يوفر خروف العيد لهم ، فلهذا أتمنى من التجار أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ، و أتمنى من الخيرين أن يجهزوا حملات خيرية متعلقة بهذا الأمر و بشكل مكثف فأغلبية من يقطنون هذه المدينة هم من محدودي الدخل.

وترى الأستاذة نورية غانم أن سعر الأضحية غير مناسب للجميع نظرا لارتفاع سعرها إلى الحد اللامعقول وتضيف أن الأضحية الوطنية أفضل بمليون مرة من المستوردة والسبب يكفي أنها (وطنية) وهذه الكلمة عامة وشاملة للإجابة هذا رأيي باختصار ولايبقى إلا مجرد رأي وشكرا لكم على هذا الاستفتاء.

ويقول المواطن المنذر عبدالحميد إن سعر الأضاحي هذه السنة من المتوقع أن يكون مرتفعا ولايختلف عن العام الماضي بفارق كبير. أما الأفضل فبكل تأكيد الأضحية الوطنية أفضل بكثير خاصة من حيث الطعم يختلف عن الأضحية المستوردة بسبب فارق المرتع ونوع الأعلاف.

ختاماً

ومع كل هذا الجدل سيبحث رب الاسرة عن طريقة لتوفير الاضحية فالأمر صار يتعلق بعادة اجتماعية بالإضافة إلى واحبه الديني في حين يظل الواجب الوطني المنوط بالحكومة غائب تماما كالعادة .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :