سالم أبوظهير
في الرابع عشرمن شهر مارس العام الماضي، الباحثة فتحية سالم أعجال، نشرت في مجلة كلية الآداب بجامعة مصراتة ، دراسة علمية استكشفت فيها مستوى الرضا عن الحياة لدى عينة من مرضى السكري بمدينة سبها، وذلك خلال شهر فبراير 2020 م.
هدفت هذه الدراسة لمعرفة آراء عينة متكونة من (52) مريضا بالسكري يعيشون في سبها ، واستطلعت مستوى رضاهم عن الحياة في مدينتهم ، وذلك في ضوء متغيري النوع وعدد سنوات الإصابة بمرض السكر، ، كما حاولت الدراسة الكشف عن الفروق بين درجات مستوى الرضا عن الحياة في مدينة سبها، ولتحقيق ذلك اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي،باعتباره المنهج المناسب لمسح العينة ولطبيعة البحث ، الذي يستلزم ويتطلب جمع البيانات بشكل منظم عن الظاهرة بشكل منظم، حول الظاهرة موضوع الدراسة، ثم تنظيمها وتحليلها والخروج بمؤشرات ونتائج يمكن الوثوق بها و تعميمها .
استعانت الباحثة بمقياس رضا معتمد في الدراسات النفسية، يعرف بمقياس (علوان 2008)، والذي يتكون من (28) فقرة ايجابية، وقد استخدمت الباحثة هذا المقياس ، لقياس درجات السعادة ، والطمأنينة، والإستقرار الإجتماعي ، والتقدير الاجتماعي ، عند (52) مريض بالسكري يعيشون في مدينة سبها.
في مقدمة الدراسة أكدت الباحثة : أن مرض السكري يعتبر من الأمراض المزمنة التي تبقى مع الإنسان طوال حياته، وأنه يؤثر على الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية للفرد والاسرة، كما نقلت تقديرات صادرة في عام 2019م ، من منظمة الصحة العالمية تشير الى إصابة مايقارب من (463) أنسان في العالم بمرض السكر ، وأن معدل الإصابة بهذا المرض قد تضاعف لدى البالغين على مستوى العالم في عام 2020 م ، من معدل (4.7%) إلى (8.5%).
ومن النتائج التي توصلت اليها الباحثة في هذه الدراسة ، هي أن مستوى الشعور بالرضا عن الحياة لعينة من مرضى السكري في سبها هو دون المتوسط ،وأن مرضى السكري في سبها لديهم شعور دائم بالنقص والعجز عن متابعة حياتهم بشكل طبيعي، وأنهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى التعايش مع هذا المرض، والإلتزام بتعليمات الطبيب، ولديهم خوف دائم من حدوث مضاعفات خطيرة في حال عدم قدرتهم على الالتزام بهذه التعليمات لأسباب مختلفة، أهمها هشاشة المنظومة الصحية في سبها ، وصعوبة الحصول على جرعات الأنسولين.
الباحثة أوصت في دراستها بضرورة تفعيل برامج الدعم النفسي في عيادات السكري بالمدينة ، وضرورة توفير برامج توعية عبر وسائل الإعلام حول هذا المرض والتعريف بمخاطره وطرق الوقاية منه ، ومساعدة المرضى على قبول المرض والتعايش معه ، وتوعيتهم بأهمية الجانب النفسي ، كمقوم أساسي من مقومات نجاح العلاج الطبي للتغلب على مشاكلهم، الناتجة عن الاصابة بهذا المرض (عافاكم الله).