مشاهد في الذاكرة 2006/ 2010

مشاهد في الذاكرة 2006/ 2010

نيفين الهوني

1

الباب الموارب

تقول جارتي المطلقة أن رفض الكثيرين لمسألة رفضي القطعي لفكرة الزواج – بعد تجربة عشق فاشلة انتهت بخيانة مستهلكة ونهاية وضيعة لا تليق بالحب الكبير في بدايتها – هو ما جعلني أفكر تغيير هذا الحسم.. وتحويل الأمر الى محاولة تحويره أو تحويله والوصول به الى صيغة تتلاءم مع متطلباتي واحلامى والواقع المتاح …وبدأت من نقطة الصفر كل الذين عرفتهم وفق هذه الصيغة مروا وبداخلي أقول:

يخبرها كما أخريات مروا من هنا أحبك

وتخبره كما آخرين عبروها احتاجك

ويتردد في ذهني كل حوارات الأهل والأصدقاء لا تغلقي الباب اتركيه ولا تفتحيه دعي المستأذنين يقررون عنك فلربما قرروا المكوث طوال العمر كنت أعلم بأن كل الصيغ مختلفة اللغة مختلفة. الحلم بعيد المنال. الأماني مستحيلة. لا وجود لبيئة نظيفة ولا أمل في ارض خصبة تنبت قيم نبيلة …كل مرة كان الانسحاب الخاسر والانهزام الهادئ.. الغافي على جسدها الحائر بين ماهو موجود ما يجب أن يكون وكل لحظات التلظي وكل همسات الانطفاء كل أوجاع الحقيقة ولذيذ ألم الاكتفاء تقول: كنت اعتقد أن الباب الموارب فرصة فإذا به لعنة امرأة وحيدة فمن قال إن الحب في الدين محرم ومن أخبرهم أن الحياة أمل كبير؟ لقد ضحكوا علينا عندما علمونا إن السيادة للعقل وأن غرفة التحكم الرئيسية يجب أن تنبض هنا ما حدث من اختلال بعد اكتشاف ثقب الأوزون أصاب العالم في مقتل ونهايته باتت وشيكة

2006

2

جارتي الصبية بالأمس القريب طفلة تسدل جدائلها وتفتح باب غرفتي وتنثر فيها دفاترها واليوم تلملم من على جدار القلب رسومها الملونة لتشعل سيجارة رجل زارهم منذ أيام فأهداها أقلام الرصاص ثم أوصد الأبواب 

3

الجارة المثقفة استكانت بين الأرفف كتابا ونظرت إليه راقبته كان صوته يأتيها بعيدا ربما ابعد من أحد الكواكب الدائرة وكل الدوائر التي في الحياة.. في فلكي يدور الجميع هكذا كانت تقول ثم يعبر نجم فجأة فتتحطم أجراما كانت تحوطني نجيماتى الصغيرة ضائعة وريقاتي الناصعة مبعثرة ووحده يمتلك سماء بحجم الأفق وقلما برقة حماقاتها.

4

الجارة الوحيدة تعطر اليوم صبحها برائحة القهوة وتمارس لعبتها الاثيرة بالتقاط صور لفناجينها الممتلئة وجوها وتفاصيل ثم ترسل عبر الفيس بوك رسائل مشفرة لمراقبها: سعيدة أنا لألمك و احساسك بالوحشة وأنت تحاول قبض الوقت وحجر الدقائق لامتطاء الحلم المتسرب منك نحو الفضاء الأزرق

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :