ملائكة لا يسكنون الجنة

ملائكة لا يسكنون الجنة

ملائكة لا يسكنون الجنة

“الشعب الذي ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين والخونة لا يُعتبر ضحية، بل شريك في الجريمة”

-جورج أورويل

  • المشكلة نحن في ليبيا لم ننتخبهم مرة واحدة فقط، ولا مرتين ولكن ثلاثة مرات.. (المؤتمر الوطني العام ولجنة الستين ومجلس النواب) – إلا من رحم ربي!

  • قبل نصف قرن كتب المفكر الليبي / الصادق النيهوم في وصفه للشعب الليبي في مقال بعنوان “أردموا شارعنا” عام 1967، ما يلي:

(النقطة الحاسمة التي سينطلق المؤرخ حولها لكتابة تاريخ ليبيا المعاصرة هي إعتماد الشعب الليبي بأسره أفراداً وجماعات، ذكوراً وإناثاً، رجالاً وأنصاف رجال، على خلية واحدة في هذا المجتمع تُعرف باسم “الدولة”، فلم يحدث في تاريخ العالم، في أي عصر وأي مكان، أن أبدى أحد الشعوب هذا الإعتماد الكلي الشامل على جهد حكامه، كما يفعل الشعب الليبي الآن.. كل شيء لابد أن تفعله الدولة.. كل شيء يخص الدولة وحدها.. أما الشعب فوظيفته أن يُصدر الأوامر من المقاهي.. وفوق الصحف).


  • وبعد نصف قرن يصدمنا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارثن كوبلر في تغريدة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي بالحقائق التالية :
    • 5 مليون من الشعب الليبي البالغ تعداده 6.3 مليون نسمة يعملون موظفين لدى الحكومة ويعتمدون على المرتبات التي تمنحها لهم (في الغالب بلا أي عمل منتج) وهو ما يُعادل 60 % من ميزانية الدولة (وهو تطبيق عملي لما يُعرف بالدولة الريعية والبطالة المقنعة في أقبح تجلياتها).
    • إنتاج ليبيا من النفط هبط من 1.6 مليون برميل في اليوم عام 2008 إلى حوالي 0.4 مليون برميل في اليوم عام 2015، وأسعار النفط تدهورت من 105 دولار للبرميل إلى ما دون 50 دولار (أي أن الدخل القومي انخفضت من 61 مليار دولار إلى حوالي 7 مليار فقط).

  • وصلتني اليوم رسالة نصية على جهازي النقال من شبكة ليبيانا هذا نصها :

“في إطار الاستعداد لعيد الفطر المبارك تدعوا بلدية طرابلس المركز السكان إلى المساهمة في نظافة البلدية من خلال تنظيف الشوارع والأرصفة التي تقع عليها المنازل والمتاجر ومقار العمل. كل عام وأنتم بخير” .. أول ما خطر ببالي (وماذا تفعل الحكومة والمجالس البلدية إذاً..؟!).


  • نحن نعتقد أننا أفضل من حكامنا، ونريد أن نحيا كما يحيا الشعب السويسري بل أفضل، لأننا نستحق ولأننا نملك النفط !!
  • لكننا لا نريد أن نتعلم كما يفعل أهل سويسرا ، ولا نريد أن نعمل (5 أيام بالأسبوع 8 ساعات في اليوم) كما يفعل أهل سويسرا .. ولا نريد أن نتخلص من عقدنا وعنصريتنا وكسلنا وسلبيتنا وجهلنا كما فعل أهل سويسرا، ولكن لأننا ملائكة فنحن نستحق أن نعيش في الجنة !!
  • أبشركم أيها الشعب العظيم، الديمقراطية ليست العصا السحري الذي جعل سويسرا ما هي عليه الآن، فالديمقراطية وحرية الاختيار ما هي إلا “الوسيلة التي تضمن لنا بألانُ حكم بأفضل مما نستحق.
  • بالمناسبة في سويسرا البالغ عدد سكانها حوالي 8.3 مليون نسمة يبلغ عدد الموظفين الحكوميين أقل من 100 ألف أي أقل من 1 % من إجمالي عدد السكان (في ليبيا النسبة حوالي 25 % من السكان موظفين حكوميين عاطلين عن العمل).

عشت ذات مرة وسط قطيع خرفان ..

يسيرُ تائهاً تملؤه الأوهان ..

ينام كل ليلة عطشان جوعان ..

رغم أن أرضه خضراء كالبستان ..

ولكننا قطيع خرفان ..!!

لنا راعٍ همه بيع الصوف والألبان ..

يتركنـــــا جوعا .. يملؤنا الحرمان ..

يــــــومــــــاً …

قرر الخرفان..

استبدال الراعي فلان …

براعٍ رحيم يملؤهم حنان ..

غير أنهم خرفان ..!!

فانتخبوا بالأغلبية فلان ..!!

من جديد !!!

#احمد_مطر

بقلم / حسن منصور الوافي

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :