د :: سالم الهمالي
تيسير الزواج على الشباب والشابات عمل ايجابي بكل ما تعنيه الكلمة في مجتمع يدّعي الفضيلة ويمقت الرذيلة، اذ ان الزواج فيه تحقيق لمصالح كثيرة؛ منها، دوام النسل، تآلف النفوس بالمودة والسكينة.ولا شك ان ظروف المعيشة الآن زادت من مشقة تحقيق هذه الغاية، فارتفاع الاسعار وقلة فرص العمل جعلت التطلع الى افتتاح بيت الزوجية حلم صعب التحقيق، ناهيك عن التوتر النفسي الذي يعانيه عدد كبير من الناس، نتيجة حالة الصراع المصحوبة احيانا بفرقعة السلاح وأزيز الرصاص. ومن الطبيعي بعد ان خرست البنادق ان تستعيد النفوس ميولها الى ما اعتادت عليه، خصوصا في فصل الصيف والخريف الذي يصادف العطلات المدرسية ويفسح المجال للأعراس والاحتفالات طويلة المدة نسبيا. هنا، يبدو ما اقدمت عليه الحكومة بقرارها تخصيص ميزانية كبيرة (مليار دينار)، لتشجيع الراغبين في الزواج الانخراط فيه على عجل وبدون تردد خطوة حسنة، فمبلغ (٢٠,٠٠٠) دينار للزوج ومثلها للزوجة يمثل (هبة) لا يمكن تجاهلها فما بالك التفريط فيها!بالتأكيد، ان عدد كبير ممن عقدوا النكاح هذه الأيام كانوا يستعدون له منذ زمن، وبذلك أتت هذه الهبة، تعينهم وتيسر عليهم بلا حدود. إلا ان هناك جانب آخر لا يمكن إغفاله، فأمام هذا المبلغ (٤٠,٠٠٠) يسيل اللعاب، ويدفع عدد لا بأس به إلى الانخراط في هذه الحملة الشعبية التي اجتاحت ليبيا، بدون توافر ما يستوجبه الزواج من شروط.هناك ما يراه فرصة للحصول على فلوس بدون مقابل، بمجرد ان تقدم أوراق، وهناك من ولج للحياة الزوجية من السطح نزولًا، وليس من الباب او حتى النافذة؛ بدون بيت او عمل او اي مصدر دخل؟!مثل هولاء يحتاجون الى المتابعة والإعانة، اذ ان عقد النكاح يفرض “التزامات شرعية” لا يجوز الاستهتار بها او النكوص عنها، وبمقدار ما وجد الدبيبه من دعاء صالح، قد يجد من اللعنات، إذا لم يحتاط لمثل هذه النهايات (المتوقعة)!وفي غمار هذه الفرحة العارمة، لا يوجد مجال للتساؤل عن: هل سيتوقف الشباب عن الزواج بعد ثلاثة اشهر، ام ستواصل الدولة (الدبيبه) فتح خزائنها لدعم الأزواج الجدد؟!هذا بالطبع لا يمكن اعتباره رشوة انتخابية، فالغاية نبيلة والهدف بالحلال ….