من قال لك يا عين

من قال لك يا عين

محمود السالمي

الاغنية الشعبية ؛ كنز يزداد بريقه كلما مر الزمن ؛ وجلاه جال .. وهي ؛كفن شعبي اصيل في الجفرة ( النخيخة ) وعرفته مدن ؛ هون وودان وسوكنة ؛ واجاده قولا وشعرا ؛ وغناء وحفظا ؛ ابناء هذه المدن ؛ بالفطرة والسليقة ؛ واستخدموه في شتى شؤون الحياة ؛ على عكس ما قد ساد عن ان الغناء الشعبي كان عاطفيا خالصا .. مايؤكد هذا :

عيوني على غاليا فارقنه ..

قوي دفعهنه .. وادي لطم والدوافع ملنه ..

عيوني على ام الغثيث اللواوي ..

وبو جوف خاوي .. وادي دفع دفع ..

والدفع راوي وعنوي على من حديثه يداوي

وطيب الصنه .. تقول رايحة من روايح الجنة .

هنا .. حب وعاطفة ؛ ولكنه محكوم بأثر ديني .. ذكر للجنة التى وعد الله بها المتقين من عباده ..

السؤال : من اخبر شاعر هذه الاغنية ان للجنة اكثر من رايحة طيبة ليقول ( تقول رايحة من روايح الجنة ) ؛ انه الخيال المتأمل للنص الديني في الكتاب والسنة .. دعونا من هذا :

هنا نص اخر :

مريضات ليام ويزول داهن .. المولى نشاهن ..

خلقهن وقادر يجيبه دواهن .

وتروى ؛ ايضا :

مريضات لنظار من جور داهن ..

واميل لهذا ؛ لكون الايام لاتمرض الا مجازا .. اما لنظار فما اكثر مرضهن ؛ ان جالن وجا صدافهن محبوب ..

قلت لكم : ان النص الشعبي ؛ ان شرد الى عمق العاطفة يضل مكبوحا بأثر الوعظ في الكتاتيب وحلقات الدرس ؛ وهنا ولكي لا اطيل اخترت بيتا من هذه الاغنية ؛ فيه التسليم ؛ والالتجاء ؛ والركون الى صاحب القدرة ؛ فيقول :

مريضات لنظار يبرن على الله ..

ومن كل عله .. يجيب الشفا سيدهن من محله

 .. اللي يشد في الله ماحد خلا .. يجيبه غلاهن …

وبين كاف والنون يوجد دواهن … قولوا امين …

القصيدة طويلة ؛ وهنا مقتطف ؛ لحديث يطول ؛ لعلي انشره لاحقا ؛ واشير هنا الى انه من القدم اتخذ الشعراء من العين متكأ لهم ؛ ومعين عادوا اليه كلما جف نهر القول لديهم ؛ بل وربطوها بمختلف نواحي الحياة ؛ ففي الامثال قولهم :

عينك ميزانك ..

وفي قصيدة البيت الواحد

 : العين اللي غايب غاليها لا ترقد لا نوم يجيها ..

وفي اغنية العلم : ما لروح والنظر والعمر نقسم عليك باللي تريدها ..

وفي مواضع اخري : يابو عين كحيلة زرقة نار غلاك تشيط وترقى ..

وبعيدا عن النيران ؛ ربط الاولون بين حركة العين ؛ والنظر وبين موقف الانسان المقابل ؛ وقراؤ فيها المحبة والامن ؛ والسلام ؛ والخيانة ..

عيون المحبة من السلام يبانن وكان همدن لنظار راهن خانن

وقالوا : من قالك ياعين رفي قريب يجو ومن قالك ياعين .. سيلي ان كان بطوا

 .. وفي قولهم : رفت العين ؛ اذا تحركت لا اراديا في شكل نبض ؛ فكأنها استقبلت اشارة من القلب بقرب مجيء الحبيب ؛ فتحركت بالبشارة ..

والعين هي مآل الامن والخوف فقالوا :

عينك عين هميل القاره …..متخايل رنج وغداره

 .. كيف يكون حال من هذه حاله ؟ اترك لكم مجالا واسعا للتخييل .. دمتم سالمين .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :