من يغني على ليبياه ؟

من يغني على ليبياه ؟

كتب :: عبد الرزاق 

من تهمه ليبيا؟
تونس تنظر إلى ليبيا من زاوية تونسية ،انعكاسا لحالة انكفاء داخلي ،ولهذا لا ترى ليبيا أحيانا إلا معبر رأس جدير .
الجزائر لا تنظر إلى ليبيا إلا من نافذة أمن واستقرار الدولة الجزائرية ،وأهم ثوابت الجزائر هي أن لا يكون هناك تدخل خارجي في ليبيا ،يرتب فوضى أخرى ،وينتهي بتواجد أجنبي على أسوارها.
مصر ترى ليبيا أيضا بعين مصر ،ولكن بعين النظام ،وليس الدولة ،وفي تصورها أن أفضل ترويج للروشيتة المصرية هي إعادة أنتجها في ليبيا.
السعودية لا ترى ليبيا خارج حدود السعودية ،وهي تعتبر الراهن الليبي أفضل رسالة تخويف للسعوديين ،وأفضل مبرر لقمع الشارع السعودي.
قطر تعاني مركب نقص الدولة ،مارست دبلوماسية البخشيش بسخاء ،حاولت أن تكسب شرعيتها في الداخل ،من حضورها في الخارج.
الإمارات مازالت تحت سطوة المراهقة السياسية ،تتعامل أحيانا مع ليبيا كما لو أنها لعبة “بلاي ستيشن” ،لم ينقلب الورثة على والدهم ،بل انقلبوا على رزانته .
إيطاليا رغم أنها الشريك التجاري الأول لليبيا ،إلا أن مساحة رؤيتها لا تتجاوز جهاز خفر السواحل الإيطالي ،وأقل من شركة “إيني”.
أمريكا رغم أنها ترى العالم ولاية أمريكية ،بدل أن تكون أمريكا ولاية عالمية ،ومع ذلك تعتبر ليبيا شأن أوروبي ،إلا إذا اقترب الدب الروسي .
روسيا ترى ليبيا دائما على حافة الاهتمام ،فهي مجرد منطقة مناورة بالنسبة للسياسة الروسية ،ويمكن أن تكون ورقة تفاوضية مع الغرب ،ولكن ليس محل تفاوضهم .
فرنسا تعاني من أزدوجية الهدف ،بين العمل على إيجاد المكان ،وبين السعي لإيجاد المكانة ،وترى ليبيا مرة كدولة أفريقة ،ومرة كدولة نفطية ،ومازالت تراوح بين برجماتية ميتران تجديف ساركوزي.
بريطانيا مسكونة بتاريخها في التعامل مع الدوسيه الليبي ،وتدرك أنه ليس بالتاريخ وحده ترسم الجغرافيا ،أحيانا تقترب من موقف أوروبي لم تكن جزء منه ،وأحيانا تتكئ على حضور أمريكي لم تكن مساهم في صناعته.
البلد الوحيد الذي ليس لها رؤيته لليبيا هي ليبيا .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :