مَا لَمْ يَعْرِفْهُ آدَمُ

مَا لَمْ يَعْرِفْهُ آدَمُ

  • فرج الضوي

يَا لِقَدَاسَةِ مَا أَنْتَجَتْ

كُلَّ عَامٍ كَانَتْ أَوَّلَ مَنْ يَتَّصِلُ بِي

لِتُعِيدَ اللَّحْظَةَ

مَعَ كَائِنٍ عَاشَ فِي كَهْفِهَا

وَجَاءَتْ بِهِ إِلَى النُّورِ…

 كَانَ آدَمُ يَعْتَقِدُ – كَمَا أَوْرَدَ مارك توين –

أَنَّ ذَلِكَ الْكَائِنَ الَّذِي تُلْقِمُهُ حَوَّاءُ صَدْرَهَا

ابْنُ أَحَدِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ

لَكِنَّهُ تَحَدَّثَ وَقَلَّدَ كَلَامَهُ

فَزَادَتْ حَيْرَتُهُ

وَقَفَ عَلَى قَدَمَيْهِ

ضَحِكَ / بَكَى / وَتَسَاءَلَ…

 لَمْ يَكُنْ فِي الْبَدْءِ آدَمُ يَعْرِفُ

أَنَّهُ سَيَتَكَرَّرُ فِي نُسَخٍ مُخْتَلِفَةٍ

فِي أَزْمَانٍ عَدِيدَةٍ

وَتَوَارِيخَ وَسِينَارْيُوهَاتٍ وَأَحْدَاثٍ

لَمْ يَكُنْ آدَمُ يَعْرِفُ أَنَّهُ سَيَقْتُلُ نَفْسَهُ

وَأَبْنَاءَهُ وَيُحْرِقُ الْغَابَاتِ

حَتَّى تَقُومَ قِيَامَةُ الْحَيَوَانَاتِ…

  حَوَّاءُ نَظَرَتْ لِلنُّجُومِ

وَأَرَادَتْ أَنْ تَجْمَعَهَا

حِينَ تَسَلَّقَتْ رَبْوَةً فِي اللَّيْلِ

لَكِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ

فَاكْتَفَتْ بِمُشَاهَدَتِهَا

وَبَاتَ الشَّيْءُ الْمُشِعُّ الْمُسْتَدِيرُ بَعِيدًا فِي بَعْضِ اللَّيَالِي

لَكِنَّهَا انْتَظَرَتْهُ وَأَطْلَقَتْ عَلَيْهِ قَمَرًا

كَانَ يُزْعِجُ آدَمَ إِطْلَاقُهَا لِلْمُسَمَّيَاتِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ….

رَأَتْ فِي الْمَاءِ صُورَةَ وَحْشٍ أَوْ إِنْسَانًا فَارْتَعَدَتْ

مِنْ ذَاكَ الْكَائِنِ

حَتَّى أَخْبَرَهَا آدَمُ أَنَّهُ انْعِكَاسُهَا فِي صَفْحَةِ الْمَاءِ

لَكِنْ بَعْدَ أَنْ جَرَّبَ بِنَفْسِهِ وَارْتَعَدَ قَبْلَهَا

حِينَ اقْتَرَبَ أَدْرَكَ أَنَّ الِانْعِكَاسَ يَجْمَعُهُمَا….

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :