(فسانيا / مصطفى المغربي / تصوير / سالم شعرانة ) …
أقيم صباح اليوم السبت 17-11-2018 بالمركز الثقافي بتاجوراء حفل اختتام الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي بتاجوراء للعام 2018 تحت شعار (نحن لسنا مريضات سرطان وإنما محاربات له) بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب عن تاجوراء والمجلس البلدي بتاجوراء ، ورئيس وحدة الأوقاف والشؤون الاسلامية بتاجوراء ، ورئيس الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان وعدد من الأطباء والممرضين والناشطات في مجال التوعية بسرطان الثدي والمهتمين والمتابعين .
وكانت كلمة الافتتاح لفريق الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي بتاجوراء ألقىتها أ.(منى أبوغالية) حيث تقدمت بشكر وتقدير الفريق لوحدة الأوقاف والشئون الاسلامية تاجوراء على راعيته المادية والمعنوية لنشاط حملة التوعية بسرطان الثدي بتاجوراء وللإتحاد الليبي لمكافحة السرطان ولكل من تعاون وساهم من دكاترة ومصحات والمجلس البلدي بتاجوراء من أجل إنجاح الحملة لهذا العام 2018 .
من جانبه عبر الدكتور (نور الدين عريبي) عن استيائه من الامعان في الإجراءات البيروقراطية التي نتهجها الدولة ومؤسساتها في مكافحة مرض السرطان بشكل عام ، مما يعيق الجهود والمبادرات الخيرية للتصدي للمرض وفي وقت تئن فيه البلاد من نقصٍ ظاهر في قطاع المستشفيات سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص ، منتقداً بصورة خاصة مصرف ليبيا المركزي والذي أعتبره (عريبي) هو العائق الحقيقي لأي مبادرة تقوض هذا المرض الفتاك برفضه توريد الأدوية واللقاح الذي يحد منه مؤكداً (عريبي) أن الحكومة لا سيطرة لها على هذه المؤسسة المالية التي من المفترض أن تكون تحت ادارتها ، وأشار (عريبي) إلى توفر المال الذي يمكن أن يتم فيه توريد الأدوية والعلاج الكيماوي والذي إن توفر يمكن للمريض أخذ علاجه داخل المصحات الليبية دون الحاجة للسفر مما يوفر المال العام الذي يهدر في أمور لا حاجة للبلاد بها ، وحيا (عريبي) الجهود المبذولة من قبل فريق الحملة الوطنية للتوعية بمرض سرطان الثدي بتاجوراء وبتعاون الاتحاد الليبي لمكافحة مرض السرطان والتي تحقق تقدم في كل عام رغم الصعوبات والتحديات التي تواجه الفريق .
وفي مجمل كلمات الافتتاح التي ألقيت تم التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود للحد من حالات السرطان والعمل على زيادة الوعى عن سرطان الثدى ومخاطره ، مثنية على الجهود المبذولة لفريق الحملة الوطنية بتاجوراء من أجل التوعية وتقديم النصح وتقديم الاحصائيات والتي كانت لها نتائج متقدمة .
وخص مكتب الأوقاف والشئون الاسلامية بتاجوراء بتكريم خاص لفريق الحملة بتاجوراء ، حيث قال مدير مكتب الاوقاف بتاجوراء أ.(عمر سعيد) : من واجبنا أن نثمن جهود هذا الفريق الذي منذ سنوات وفي كل عام يتطوع من أجل مكافحة هذا المرض كعمل خالص لله عز وجل لا يريدون جزاء ولا شكور إلا الأجر والثواب وهم وفي كل عام يرفضون أي منحة مالية نظير جهدهم الذي هو ظاهر للعيان ويحقق النتائج المرجوة ، فمن واجبنا عليهم أن نذكرهم ونشكرهم ونقدم لهم هذا التكريم المقرون بشهادة اعتزازاً لما قدموه متمنيا لهم التوفيق في مساعيهم الخيرة .
الحفل شهد عرض مرئي بين مسيرة فريق الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي بتاجوراء خلال هذا العام ، إضافة لعرض مرئي كان محتواه أغنية جماعية للأطفال تتغنى بالأمل وتحث على مكافحة مرض السرطان .
ثم كانت حديث مع إحدى المصابات التي اعتلت منبر الحفل وتحدثت عن هذا المرض وكيف تم اكتشافه وإنها بفضل الله عز وجل متفائلة وسائرة بعون الله في العلاج مقدمة بعض النصائح ، وعلى إثر ذلك كرم فريق الحملة بتاجوراء السيدة المصابة على مشاركتها وتقديمها الدعم المعنوي .
وتخلل الحفل تقديم ورقة علمية من قبل د.(أميرة طريش) عن إعراض مرض سرطان الثدي ومسبباته وطرق الوقاية منها والإجراءات التي يجب اتخاذها حيال ذلك ونسبة الاصابة بين النساء ونسبة اصابته بين الرجال ، إضافة لذلك تناولت الورقة أهمية الفحص الذاتي والفحص المبكر والتحذير من المفاهيم الخاطئة التي تؤخر علاج سرطان الثدي .
نتائج الحملة وإحصائياتها قدمتها رئيس فريق الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي بتاجوراء أ.(أسماء الجويلي) في عرض تقديمي بينت فيه عدد اللواتي تم الكشف عنهن وعدد من تم تصويرهن وعدد الاصابات خلال هذا العام 2018 ، وفي اختتام عرضها أكدت (جويلي) أن أهم أهداف هذه الحملة التوعوية التثقيفية المجتمعية هو إذكاء الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع عن سرطان الثدي وأعراضه والتعرف على عوامل الاختصار المحدّدة القابلة للتغيير التي قد تؤدي إليه ومن ثم الوقاية منه ومن ضمن الأهداف أيضا تدريب الطالبات والنساء على الفحص الذاتي وذلك لإذكاء وعي النساء بهذا المرض حيث إنّ هذه الممارسة تسهم في تمكين المرأة وتمنحها مسؤولية الاعتناء بصحتها ، ثم قدمت (جويلي) أعضاء الفريق والذي تميز هذه السنة بانضمام طالبات متطوعات مؤكدة أنهن من سيستلمن الحملة وإكمال المسيرة وهن : (أميرة عبد الرحمن طريش ، فاطيمة نوري سلامة ، منى مصطفى أبوغالية ، صفية عادل المغربي ، بلقيس عبد الحفيظ أبو عائشة ، نور بد الدين شلقوف) .
فريق الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الثدي بتاجوراء قام بتكريم كل الدكاترة و المصحات والمجلس البلدي بتاجوراء وكل من تعاون من أجل انجاح حملة العام 2018 .
هذا والجدير ذكره تقام فعاليات الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي في جميع أنحاء العالم بداية شهر اكتوبر من كل عام وهي مبادرة لزيادة الاهتمام بهذا المرض وسبل الوقاية منه على المستوى الدولي ، ويتخذ العالم اللون الوردي شعارا لهذه الفعالية ، من أجل التوعية بخطورة المرض، كما تقدم حملات خيرية دولية من أجل تقديم الدعم والمعلومات والمساندة للمرضى بهدف مكافحة الداء.
ووفقاُ لمنظمة الصحة العالمية يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على السواء ، ويلاحظ ارتفاع معدلات وقوع هذا السرطان في العالم النامي نتيجة زيادة متوسط العمر المتوقع وزيادة التوسع العمراني واعتماد أنماط الحياة الغربية.
ويعد الكشف المبكر حجر الزاوية لمكافحة سرطان الثدي، وذلك من أجل تحسين نتيجة العلاج وتحسين معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة.
ووفقا للمنظمة ، يظل التشخيص المبكر من أهم استراتيجيات الكشف المبكر عن المرض ، لاسيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ، حيث تشح الموارد، ولا يتم تشخيص المرض إلا في المراحل المتأخرة.
ويمثل تصوير الثدي الشعاعي أسلوب الفحص الوحيد الذي أثبت فعاليته ، فهو كفيل بخفض معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بنحو ما بين 20 و30% لدى النساء اللائي تجاوزن سن الخمسين في البلدان مرتفعة الدخل عندما تفوق نسبة التغطية بخدمات ذلك الفحص 70%.
أما بالنسبة للفحص الذاتي للثدي ، فلا توجد أي بيانات على أثره ، غير أن هناك من يرى أن هذه الممارسة تسهم في تمكين المرأة وتمنحها مسؤولية الاعتناء بصحتها ، وعليه يوصى بانتهاج هذه الممارسة لإذكاء وعي النساء بهذا المرض بدلا من اتباعها بوصفها أحد أساليب الفحص.