نظرة مستغرب

نظرة مستغرب

  • أحمد تواتي

نظر إليّ رجل وأنا في المسجد وهو مستغرب ولم أقل له شيئا وعندما خرجت راودتني الكثير من الشكوك من هذا وهل هو يعرفني أو مشبه عليّ؟! ذهبت ولم أعطِ أهمية للموضوع وبينما أنا ذاهب إلى السيارة لاحظت أن ذلك الرجل يمشي ورائي وفتحت باب السيارة وجلست وجدت الرجل واقفا أمامي ولم يقل شيئا وهو مستغرب وينظر إليّ أنا انصدمت وقلت له تفضل بدأ يتلكلك وقال لي سبحان الله هناك شخص طبق الأصل منك وقال يمكن أن يكون أخوك أو قريبك قلت له من هذا الشخص أنت مخطئ قال لا أعلم لا أعلم وهو مصدوم!! قلت له أنت مشبه بيني وبين شخص آخر قال لي ربما مخطئ لأن ذلك الشخص متوفَّى وإنما رأيتك قلت ربما أخوك أو ابن عمك أو قريبك ثم قال آسف آسف وسبحان الله سبحان الله وهو مصدوم وذهب لم أقل أي شيء، هنا تذكرت وقلت هذا الشخص أنا ولم يكن مخطئا وكان معي صديقي في السيارة قلت له هل عرفت على ماذا يتحدث ذلك الرجل ؟ كان يتحدث عني وهنا فهم صديقي وقال لي اذهب لذلك الرجل وقل له إنهُ أنت ذلك الشخص، ذهبنا خلفه وأوقفت السيارة وبدأت بمناداته يا محمد يافلان أيها الرجل سمعنا واستدار قلنا له تعال ثم أتى إلينا قلت له كيف حالك؟ قال بخير قلت له أين رأيت ذلك الشخص الذي يشبهني؟ قال لي في الجريدة قلت له لمَ لمْ تقل لي إنك رأيته في الجريدة؟ قال لأن ذلك الشخص قد مات من مرضه قلت له ربما ذلك الشخص لم يمت قال لي أنا متأكد أنه مات بعد صراعه مع المرض وقد تأثرت كثيرا. قلت له أنت مخطئ إن ذلك الشخص لم يمت وأنا هو كما قلت أنت قال لي ماذا تقول أنت؟ هنا تدخل صديقي وقال له فعلا إنه هو ذلك الشخص بعينه الذى أمامك هذا أحمد وقصة صراعه مع المرض. قال أنا لا أمزح معكم لا أمزح معكم قلت له أنا ذلك الشخص وأنا لا أمزح وأنت تتحدث عن أحمد الطالب والناشط المدني لم يصدقني. استخرجت هاتفي وقلت له أليست هذه الصورة التي على الجريدة؟ قال نعم وقلت له وهذا هو أنا هنا الصدمة قال لا لا لا لا لا ذلك الشخص مات قلت له الذي مات هي والدتي وأنت لم تقرأ القصة جيدا وأنت تتحدث عن قصة أحمد والسعال الأحمر قال يا سبحان الله يا سبحان الله يا سبحان الله كيف هذا وبقي مستغربا قال لي كأنك خرجت من القبر وشخص عاد من الموت إلى الحياة وأنت تتحدث إلي أنا لم أنا لم أستطع تمالك نفسي فضحكت ليس استهزاء بل منصدما أن معاناتي مع مرضي أثرت فيه بتلك الدرجة هنا بدأ بالترحيب وكان يريد الحديث معي مطولا وكان بودي ولكن لم أستطع البقاء وذهبت وكنت أفكر بيني وبين نفسي ومتفاجئا من الموضوع وقلت يا سبحان الله هناك من يتأثر معك وأنت لا تعلم مَنْ ومِنْ أين وبقيت أنا مستغربا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :