نظرتي

نظرتي

  • سالم أبوخزام

كنا في أمس الحاجة لبناء جامعة تليق بنا في سبها ، مبنىً جامعي يمتد على مساحة جغرافية من الأفدنة من الكليات والمدرجات والمكتبات والمختبرات العلمية والإسكان الجامعي اللائق والملاعب والملاحق الأخرى من مكاتب فخمة وصالات مرفلة وفوق ذلك واجهات ومداخل تعني الكثير ؛ (كان يجب !!) كان يجب تنفيذ هكذا مشروع على بلد عائم على بحيرة من النفط . ..كنا في أمس الحاجة لبناء مستشفى مركزي لا يقل شأنا عن مستشفيات طرابلس وبنغازي يأوي المرضى ويقدم التسهيلات العلاجية المناسبة يعج بعشرات الأطباء المتخصصين والأجهزة الفنية المتقدمة واللجان العلمية المرتبطة بالعالم المتقدم لإنقاذ حياة مواطنينا ، (كان يجب !!) كنا في أمس الحاجة لتصميم وبناء مطار دولي يليق بسبها وموقعها الهامّ ويربطها بالعالم وأفريقيا ، ينظم حالة المواطنين والجنوب ويجعل من سبها عاصمة هامة ويحرك طموحات سكانها ويثريها ، (كان يجب !!) كان يجب أن ترتبط فزان والجنوب بأكمله بطريق مزدوج يربط الشمال بالجنوب ، يحرك السكان والتجارة في حركة دؤوبة ، يشعر السكان ارتباطهم بالعاصمة ويعزز الحركة المطلوبة ويقضي على مشكلات لا حصر لها ، بطريق مسفلت هو حلم لأجيال من أولويات حقوقها على دولتها الفتية القادرة ، (كان يجب !!). محطة كهرباء عملاقة تنير ظلمات فزان وتأخذها إلى عالم متقدم ، محطة تعمل بالغاز أو النفط عوض الطاقة الشمسية المتفجرة بها مناطقنا في صحرائنا الغنية بموارد كثيرة يجعل من ليبيا جنات عدن بلا منافس ، (كان يجب !!). فزان أرض الزراعة والخير وسلّة ليبيا من تنوع فاكهتها وخضراواتها والمساحات الصالحة والرحبة للقمح والشعير والبرسيم ، ودوائرها العجيبة التي تسر الناظرين . كان يجب أن ينفَذ بالجنوب أكبر وأضخم مصرف يعمل على النهوض بالسكان وأنشطتهم المتنوعة منحا وعطاءً بلا حدود ، (كان يجب !!). مصفاة للنفط توطن بالجنوب ويستعاض عنها بالمدّ الطويل لنقل النفط الخام إلى الشمال ، وتخدم كلا من الحقول النفطية بالشرارة والفيل ويمكن أن تحدث منطقة جنوبية شبه مستقلة وتلبي حاجات السكان ، (كان يجب !!). الأموال المجنبة خطأ فادح ، أقول كان يجب أن تنفق في برامج تنموية نحن في أمس الحاجة إليها . الأموال المجنبة تضخمت في أماكن تخزينها وتحولت إلى خطر وَبَالٍ على المجتمع بأكمله وزادت الأسعار غلاءً تصاعديا فضيعًا فلم يعد هناك ولا فائدة من تجنيبها . قد تكون هناك نظرة أخرى للأموال المجنبة تأتي بنتائجها بعد فترة طويلة يَخْبُرُها مختصون في مجال الاقتصاد ، لكن نحن دولة صغيرة ناشئة وفي أمس الحاجات للبناء والتقدم والإعمار فالأموال كان يجب أن تسير في خطوط متوازية تخدم المجتمع والدولة وتنهض بها فالعالم كله عدو أمر لا يستقيم . الأموال المجنبة أكبر خسارة للمجتمع الليبي في تاريخه الحديث والمعاصر ، نتيجة لبعثرتها وإنفاقها دون أدنى مسؤولية ، ولابد من الاعتراف بأنها قد تداخلت مع مسائل أخرى قد يأتي مجال لسردها . الأموال المجنبة أضاعت أكبر فرصة على المجتمع الليبي لإنفاقها في مجالات التنمية المستدامة ، وقد لعبت نفس الأموال بشكل مزدوج في تخريب بلادنا في حالة من الفوضى وانعدام المسؤولية وأفرزت ماعرف بالفوضى الخلّاقة . ..الآن علينا أن نتوقف ونعيد الحسابات من أجل استقامة النهج لبلاد وشعب وأجيال قادمة. والله من وراء القصد.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :