نظرية الخلق المستمر والزمن

نظرية الخلق المستمر والزمن

د / خليفة الأسود.

تفيد مدرسة أبي الحسن الأشعري بأن الأعراض (الصفات) لا تبقى زمانين، بمعنى إذا عبَرتَ النهر مرتين فإنك لم تعبر نفس النهر، لأن الماء الذي لامسك ذهاباً قد تغيّر بماء آخر إياباً. فالإنسان تتجدد خلاياه في كل ثانية. خلايا الجلد في الأطفال تتبدل بالكامل كل أسبوعين، وكل شهر إذا كنت شابًا، وكل شهرين بعد سن الخمسين. الأرض تتغير تضاريسها باستمرار، النباتات والحيونات كلها في حالة تبدّل وتغيّر دائم. لا يوجد شيءٌ ثابت في الكون. الذرة هي المكوّن الأساسي لكل المخلوقات، أحياء وجمادات، فما هي الذرة؟. تُشكّل البروتونات والنيوترونات (99.9%) من وزن الذرة، والتي تتكون من أجراء أقلُ حجماً تسمى الكوراكات… وهذه الكوراكات تتجدد باستمرار. فكم عمر الكوارك؟! يعيش الكوارك واحد على ترليون من الثانية، يعني واحد أمامه 12 صفر، معناها أن كل المخلوقات تتجدد كل ترليون من الثانية. يقول الله تعالى (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) يس 81-83 ولأن كل شيء يتجدّد، كان لابد من مؤثّر ومنظم (وقيوم) يضبط كل هذا الخلق المتجدد والحراك الكوني الرهيب وبشكلٍ آني…فخلق الله الزمن، كأداة لتحديد التناغم الكوني وسيمفونية الوجود. يقول الله تعالى (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) البقرة 255. ولا يُعقل البتة أن يقوم خالق لكونٍ بديع أحسن صنعه بدقة متناهية أن يتركه هملاً للصدفة والحركة الاعتباطية…كما يعتقد الداروينيون. ولهذا السبب، أعتقدُ بأننا في حالة من الخلق المستمر

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :