نفق الأنين

نفق الأنين

شعر :: حاتم محارب 

أنا!! .. من أنا؟؟
ما عُدْتُ أعرف من أنا..
مُتخبّطٌ في عالم الأتْراحِ..
أمضي .. وبؤسُ الليل يلطمني..
ومكسورٌ جناحي..
لا شيء يسندني
ويأخذني إلى النورِ الذي
في آخر النفق المعبّد بالأسى..
خارت قوايَ ..
وعند زاويةِ الأنينِ رفعت رأسي
عندما أسلمت ظهري للظلام تضرّعا
رباهُ قد “كثُرَتْ جراحي”
“لم تعد تكفي يداي” لطبها
أو وقفِ صوت تألمّي ونياحي.
…….
هاجتْ دموعي
لم يعدْ يقوى جرابُ القلب صدَّ السيْلِ
حتى استَسْلَمتْ للجاريات شموعي
فبدت تموُجُ الذكريات بخاطري
عقْدٌ يمرُّ على تلاشي بهجتي بوفاتِهِ
مربوطة بـ”أبي” حنايا أضلعي
عقدٌ يمر .. وكان لي جَلَدٌ
وأصلي ثابتٌ .. والآنْ؟؟
آلآنَ يا دمعي تُجيبُ ندائي؟
آلآنَ جيشك يستقر إزائي؟
فلطالما استجديت هطْلكَ
كي أُسرِّح عبرتي كَرَما
فما باليت باستجدائي
أنا في سوادٍ قاتل يا والدي
ماتت بقفراء الفراق جذوعي
ما عاد ينفع يا حبيب بكاؤنا
غبتم .. فغابت بسمة الأفراحِ
……..
من أين أبدأ قصتي
وحكايتي
وأصوغ أحرفها على قرطاسي
من أين لي القرطاسُ في نفق الأنينِ
فليس لي إلا بقيةُ كائنٍ
دعني على جِلدي المشقَّقِ
أحفر الآهاتِ وشما
فيه تفصيلُ المآسي
يسرد الوجعَ الذي
يسري مع الأنفاسِ
دعني أوثِّق حالتي للقادم المجهولِ
إذ ما قاده حظٌ كحظي القاسي
يا صاحبي لن ينفع النُصحُ .. اقتربْ
ذي إبرةٌ .. وافرد جناحك للدجى ..
ردّدْ معي..
” كن في الظلام حكايةً مجهولةً”
” فلعلّ ذاك النورَ نارٌ من لظى”
“لا تندفع يا صاحِ”

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :