وجع الكتابة

وجع الكتابة

بقلم :: عوض الشاعري 
عندما رجعت إلى بعض كتاباتي القديمة،استوقفتني كلمة( حب ) منقوشة بعناية و بألوان مزهرة و كأنها كانت فكرة لقصيدة ما أو لوحة نامت في سراديب ذاكرتي الثلاثينية آنذاك..تأملت الكلمة المزركشة بعد مرور أكثر من عشرين عاما ، محاولا تذكر ما كان يدور في مخيلتي منذ زمن بعيد،منذ كنت في ريعان الشباب، عندما كانت الطرق التي لا حصر لها تبدو جميلة و رائعة، و الخرافات بأسرها تبدو مفيدة بنفس القدر الذي تبدو عليه الحقائق، لأن الثلاثين هي سن الشباب .. هكذا أفكر الآن .. عندما أصبح من المتعذر العودة إلى سن الشباب الذي لا يخشى شيئا و لا يبالي باندفاعاته، كنت قد كتبت تلك الكلمة العجيبة و أوقفت قلمي على الورق و تركتها هكذا وحيدة ،ملغزة كالسحر ،و لا أدري هل قررت حينها الكف عن كتابة أي مفردة مصاحبة أو جملة موازية ،أو عبارة تفسر ما أعانيه تلك اللحظة، ربما حاولت الكف عن الكتابة حتى لا تنتزع مني الكلمات ما أردت أن أخفيه، أو حتى لا تتحول الكتابة إلى اجراء قاسيا لانتزاع الحقيقة التي نسعى أحيانا إلى مواراتها بمهارة فائقة قبل أن ينسكب المداد في حضرة السطور خوفا من ايقاظ المارد السجين في قمقمه كما تقول الخرافة !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :