ولها في الحياة حياة

ولها في الحياة حياة

  • كتبت / فاطمة المهدي بركان

)) لقد كانت تهوى العيش في سلام ، حتى تلك الحروب الباردة لم تكن تستهويها ، كانت دائما تشيح بنظرها عن ذلك التلوث البصري ، اعتادت أن تلزم نفسها على الهدوء تحت العواصف ، و الثبات في المواقف ، أحبت الجميع بلا استثناء ، حتى عندما كسرها ذلك اللؤم البغيض لم تكن لتتذمر ، كان همها الأكبر أن لا يجبر ذلك الكسر على عيب، كانت تهيئ له كل الظروف اللازمة للاستواء و الاستقامة، هي تعلم جيدا بأنه لابد من الألم أحيانا لتشحذ حواسها، لم تخجل من السقوط مرات ومرات بل كانت تنفض عنها الغبار لتنهض نفسها مفتخرة بالمحاولة مرة تلو الأخرى ، كانت تشفق على الأرض من ذلك الارتطام أكثر من جسدها . و تلك الخدوش الغائرة رسمت لوحة جميلة لا تقدر بثمن في أكبر معارض الفن. اعتادت أن تأخد من الحياة كل ما تريد و متى تريد بكل هدوء ، ذلك الضجيح الذي تصدره العظمة لم يكن ضمن موسيقاها المفضلة . و أخيرا كان لزاما أن تخرس كل تلك الأفواه المحبطة. حتى النظرات الشامتة طأطأت جفونها خجلا …ليصافحها ذلك العدو حاملا راياته البيضاء معلنا انتصارها عليه بكل حب .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :