وَلَيَالٍ عَشْرٍ

وَلَيَالٍ عَشْرٍ

قد يختصّ الله تعالى بعض الأشياء ويفضّلها على أخرى؛ وذلك من كمال ربوبيّته، حيث إنّه يخلق ما يشاء، ويفضّل بعض المخلوقات على بعضها الآخر، والأمر ذاته بالنسبة للملائكة، فالله تعالى فضّل جبريل -عليه السّلام- على غيره من الملائكة، وفضل أيضاً الملائكة الذين شهدوا غزوة بدر على غيرهم، وكذلك الأمر أيضاً بالنسبة للبشر؛ حيث إنّ المؤمنين مفضّلين عمّن سواهم، وفضّلوا الأنبياء -عليهم السّلام- من المؤمنين، وفضّلوا الرسل عن الأنبياء برسالاتهم، كما أنّ أولي العزم من الرسل تميّزوا بصبرهم وعزمهم، وخصّ الله تعالى نبيّاه إبراهيم ومحمد -عليهما السّلام- بالخُلّة، واختص كلّاً من محمد وموسى -عليهما السّلام- بكلام الله تعالى لهما، ومن الجدير بالذكر أنّ الله تعالى اختار لعباده أفضل الدين، فجعل الإسلام دينهم ومنهجهم، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ)، ومن التفضيل الذي سنّه الله تعالى تفضيل بعض الأزمان والأوقات على بعضها البعض، ومن ذلك تفضيل العشر الأولى من شهر ذي الحجّة بالأعمال، وتخصيصها بأمهات الفضائل والعبادات، حيث قال الله تعالى: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والليال العشر الواردة في الآية؛ هي عشر ذي الحجة كما ورد في حديث جابر عن الإمام أحمد.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :