- ناجي الحربي
مائة وثلاثون كيلومتر ذهابا ومثلها إيابا .. ولم أجد الطلبة .. يبدو أنهم متفقون على ” التعكيس”.. على طول الطريق شبه الخالية لا أحد مستيقظ من نومه إلا البدو .. أحدهم مع قطيع أبقاره.. والآخر يهش بعصاه عن غنمه.. والثالث يقود آلة الحصاد التي تلتهم السنابل بشراهة .. ورابع يقوم بتنظيم” بال التبن “على هيأة أهرامات .. البدو فقط ينهضون مع أول زفزقة للطيور !! أما أبناء المدن فينامون إلى ما بعد العصر .. لا أحد يجروء على إزعاجهم.. فهم في حالة تعبد يمارسون طقوسهم اليومية ..
زمان .. كنا نمتحن في عز شهر رمضان .. لا نأبه بالجوع أو العطش أو الإرهاق والتعب.. وكنا ننجح بتفوق.. اليوم بمجرد أن يسافر الشاب المسافة المرخص لها فإنه على الفور يطبق السنة كما ينبغي في سيارة مكيفة وتسير بسرعة فائقة ولا جهد يبذل ..
زمان كنا نقوم بحصد القمح والشعير عندما تكون الشمس عمودية في شهر رمضان ونحافظ على صومنا كما يجب..
يا ترى ما الفارق بين أبناء زمان وكناري اليوم ؟!!