بلَا زَمَنٍ …تجَلَّيْت

بلَا زَمَنٍ …تجَلَّيْت

أحمد والي

أنا لي نَفحَةُ الأطْيابِ، فيها السِّرُّ،

سِرُّ السِّرِّ عندَ الموتِ، مِن سَوْءٍ

سَتَستُرُني.

أنَايَ مؤمِنٌ باللهِ، والتَّوحيدُ مَرسوخٌ

بِعُمقِ الرُّوحِ داخِلُني،

وَأيْمُ اللهِ كمْ نَادتْ جِراحُ الرُّوحِ فيَّ

الوالهون أنا

فما سُفكتْ دماءُ الْعاشقينَ هُنَا

أَنَا صَمتٌ لمرآتي

وَإنَّ اللهَ نَبَّأني.

أنا لَم أَتَّخِذْ وطنًا، ولم أَخْتَرهُ مُضطرًّا،

فمنذُ وطِئْتُ هذي الأرض،

لَحظةَ مَولِدي قُلتُمْ وكَبَّرتُم،

فلمْ أَسمَعْ سوى اسمِ اللهِ في مَهدِي،

فَلَي مدَدٌ سيَشفِي القلبَ منْ وجَعٍ

وَلِي بَابٌ سيُفتحُ لي 

ولِي نورٌ سَيَسْبقُنِي .

بِلادُ اللهِ أَذْكُرُها، فتَذْكُرُني،

وبعضُ البَوحِ في مَنفايَ في الصَّحراءِ يُسْعِدُني.

إذا ما زُرْتُها بغدادَ، ضَجَّ فُراتُها فَرَحًا،

ولو صَلَّيتُ فيها العصرَ،

صارَ الحُبُّ مَوقوفًا بِبابِ حُسَيْنِ،

يَسْطعُ نورُهُ شَرَفًا،

وحَطَّ الرَّحْلَ في إربيلَ،

إذْ بابُ النَّجاةِ هناك،

علَّ النُّورَ يُدرِكُني.

أُطِيرُ إلى دِمَشقَ، هناكَ أَلقى راحَتي قاسيونَ،

حيثُ شُموخُهُ جِدٌّ،

رأيتُ الحُبَّ جَنَّتَهُ، وجاءَ الطائرُ التَّشْوَاقُ

يَفْرِدُ جَنحَهُ شَغَفًا لوِحْدتِنا

يَمُرُّ بِشارِعِ الحَمْرَا

إلى الأُمَوِيِّ، حَلَّقَ بي

وأَنزلني.

بِطُهرِ مِيَاهِهِ بَردَى،

شَرِبْتُ الماءَ مِن عَطَشٍ،

وفي حِضنِ الشَّآمِ أنا

أَذُوقُ الرَّاحَ والرَّيحانَ

في زَمَني.

ومِصرُ مَنارةٌ عَصْماءُ،

كمْ يَشدو المُحِبُّ بها،

لها عَبَقٌ كما الفِردَوسِ

يُجْلِي عَتْمَةَ الحَزَنِ.

تَجلَّى أولِياءُ اللهِ، مُذْ حَلَّتْ مَواكِبُهُم

بِأرضِ الطُّهرِ، ذي قَبْلٍ مِنَ الزَّمَنِ.

فَجِئْتُ إليكِ مِنْ كل  القُرى أَسْعى كَمَعشوقٍ

أَتَى للوَصلِ مِن عَمانَ، مِن بغدادَ، مِن شَآآآمٍ، مِن يَمَنِ

وصِرْتُ العاشِقَ الوَلْهانَ،

إذْ نادَوا عليهِ: «أَتَى

بِأَرضِ اللهِ…فانظُرْ كَيفَ أُنشِدُها،

ومِصرُ العِشق في صَمْتٍ

تُبارِكُ نِيلَها نَهْرًا،

فلا تَسألْ عنِ التَّأويلِ،

إنَّ العِشقَ في أُمِّ الدُّنا حقًّا،

بِحَولِ اللهِ أَثْمَلَني!

دَعُوا التَّاريخَ يَسْمَعُ لي،

وربُّ الناسِ حُقَّ لهُ ليَذْكُرني.

فَهَلْ للرِّيحِ مِن رَكْبٍ

ليَعلُو بي إلى الآفاقِ، يَسْحَبُني؟

أنا بِمَدارهِ الإنسانُ

لا نارٌ تُكلمنِي بلا مُوسَى

وَلا ألواحَ أكْتبُهَا

ولمْ تفرِقْ عَصَايَ البَحْرَ حتَّى صَارَ لِي سُبُلًا

وَلاَ جِنٌّ يُؤَلِّهنِي

أنا الصُّوفيُّ وَلْهانٌ بِحُبِّ اللهِ، سَكْرَتُهُ

يُدَنْدِنُ ذِكرَهُ سِرًّا،

يُلمْلِمُ في فُتوحِ التِّيهِ مِزْوَدَهُ

فَهَزَّتْ كافُهُ «نونًا»،

بِسِرِّ الكافِ زَلْزَلَني.

رَأَتْ لَيْلَى هنا شَغَفِي،

فقالَتْ: «هُزَّني طَرَبًا»،

فَلَمّا قُلْتُ: «يَا لَيْلى

تَجَلَّى باسمِها وَطَني

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :