مررنا جميعًا في حياتنا بأمثلة لنساءٍ واثقاتٍ بأنفسهن، سواء كانت من الأسرة أو الأصدقاء أو حتى امرأةٍ لم نقابلها شخصيًّا لكن أعجبنا بها من بعيد. ودائمًا ما تأسرنا على الفور ثقتهن بأنفسهن، ونظرتهن الإيجابية لأنفسهن.
ويبدو أن لديهن سهولة في التكيُّف مع الشدائد التي تواجهنها في حياتهن، فتحولن أي عثرة تعترض طريقهن إلى نقطة انطلاقٍ جديدة دافعة نحو تحقيق ذاتهن وسعادتهن. وإذا كنت تتعجب وتتساءل ما سرهن في تلك الثقة الكبيرة بأنفسهن. إليك سبع قواعد تعشن بها ليحيين حياة بثقة أكبر.
- يؤمِنّ بهدفهن وغايتهن
يعرفن مواطن قوتهن، فيحرصن على وضع أنفسهن في مواقف حيث يستطعن تحقيق أقصى استفادة من مهاراتهن، وذلك على الصعيدين الشخصي والمهني. فهن يركزن على ما يتفوقن فيه أكثر من الخوض في نقاط ضعفهن.
تقر المرأة الواثقة بنفسها بأن لديها عيوبًا، لكنها تدرك أيضًا أن ذلك هو جزء من كونها بشرًا؛ ومن ثَمَّ تُحوِّل كل خطأ إلى تجربة تعلم شخصية.
- يمارسن طقوسًا خاصة بالثقة بالنفس
دائمًا ما يعطين أنفسهن خطابًا تشجيعيًّا محفزًا أينما احتجن للمزيد من الثقة، سواء كان ذلك قبل عرض تقديمي كبير للعمل أو حتى في محاولة خوض جدالٍ مع حبيبٍ أو شريك حياةٍ. وهذا يالتحديد ما يمكنهن من التميز والبروز.
وسواء كانت هذه الطقوس متمثلة في خطاب تشجيعي مصحوب بنبرة تأكيد بينما ينظرن في المرآة آو حتى ارتداء زي معين يمدهن بشعور جيد داخليًّا وخارجيًّا؛ تلك النساء يعرفن ما تحتجنه بالتحديد عندما يكنّ بحاجة إلى دفعة ثقة، والأهم من ذلك، أنهن لسن خائفات من اتباع تلك الأساليب.
في خطاب لها مع مجلة ومينز هيلث Women’s Health magazine، أجابت ميشيل أوباما على أحد الأسئلة الموجهة إليها بشأن ما الذي ساعدها في اكتساب ثقتها بنفسها. فوجَّهت نصيحة بليغة في ردها قائلة: “حسنًا، آخذ استراحة، فأتراجع لحظة عن المعركة، وآخذ نفس عميق. لأنني تعلمت أنه لا يمكن أن أدع رد فعلي الفوري المتسرع يتخذ القرار”.
- يستمتعن بقضاء وقتهن وحدهن
يختلين بأنفسهن عدة دقائق أثناء اليوم للاسترخاء و التحرر من التزاماتهن تجاه الآخرين، وهو أمر لا بد منه. المرأة الواثقة بنفسها تستمد قوتها أيضًا من الخروج وحدها، سواء لمشاهدة فيلم أو حتى الاستمتاع بعشاءٍ لذيذٍ في أحد المطاعم المحلية.
تعتز المرأة الواثقة بنفسها بأصدقائها وعائلتها وتقدرهم كثيرًا، لكنها أيضًا تدرك أنه من الضروري أن تخصص وقتًا لنفسها، حيث تنغمس فيما تحب بلا خجل. وتدرك أيضًا أنه يمكنها أن تكون اجتماعية وقتما شاءت وكانت على استعداد لذلك.
- يرفضن تصديق صورة الإعلام عن المرأة المثالية
لا يدعن وسائل الإعلام تملي عليهن طريقة لبسهن ومظهرهن الخارجي أو حتى طريقة تعاملهن وسلوكهن، فهن يعرفن يقينًا أنها ليست إلا دعاياتٍ كاذبة خادعة. فالمرأة الواثقة بنفسها تؤمن باختيارها في أسلوب حياتها سواء قررت الزواج وإنجاب أطفال أم لا.
فلا تشعر بالحاجة لأن تكون نحيفة لأنه القوام الشائع على شاشات التليفزيون، لكن بدلاً من ذلك، تعرف قيمة الصحة، وأسلوب الحياة الحيوي المفعم بالنشاط..
وفي رأيها عن تأثير وسائل الإعلام على الفتيات الصغار؛ تقول جينيفر لورنس الممثلة الأمريكية الشابة: أعتقد أنه يجب أن تتحمل وسائل الإعلام المسؤولية عن تأثيرها على الأجيال الصغيرة الصاعدة والشباب، ومسؤولية تأثيرها على الفتيات الصغار اللاتي تشاهدن برامج التلفاز، وبسببها يخترن كيف يتحدثن وكيف يكنَّ رائعات”.
- يرفضن شخصنة الأمور
ما يميز النساء الواثقات بأنفسن حقًّا أنهن يدعن الأيام الصعبة والدقائق القاسية في حياتهن تمر وتنتهي دون البقاء حبيساتها. فيعرفن كيف يعِدنّ الأمور إلى نصابها الصحيح. دائمًا ترى المرأة الواثقة بنفسها الضوء الساطع في نهاية النفق المعتم، وترفض الانغماس في شعور الشفقة على نفسها أو رثاء حالها، فهي على يقين أن ذلك لن يضر إلا نفسها في نهاية المطاف.
وهي تدرك أيضًا أنه ليس باستطاعتها السيطرة على مشاعر الآخرين أو التحكم بها، إنما يمكنها السيطرة على مشاعرها؛ وهو ما يهم حقًّا.
تقول مايا آنجيلوس في أهمية أن تكون المرأة أصلية، ولا تركز على توافه الأمور: “تعلمت أن الناس سينسون ما تقولين، وسينسون أيضًا ما تفعلين؛ لكنهم لن ينسوا أبدًا ما جعلتِهم يشعرون به”.
- يطرحنّ أسئلة تُقوي وتُمكِّن
من الأمور المشتركة بين النساء الواثقات بأنفسهن أنهن يطرحن أسئلة تجعل منهن نساء أفضل، وترتبط مباشرةً بتحقيق الذات. تدرك المرأة الواثقة بنفسها أن طرح سؤال “لماذا أنا؟” هو سؤال مصيري،بالغ الأثر على رفاهيتها وسلامتها ورضاها في الحياة.
فهي تحرص على محو جميع العبارات السلبية التي تتردد مرارًا وتكرارًا في عقولنا. وتستبدل بها أسئلة إيجابية مثل “ما الذي أحتاج فعله كي أكون أكثر سعادة في حياتي؟” ثم تُتبِع تلك الأسئلة – على الفور- بأفعال.
- يتساءلنّ «ما الذي يمكنني أن أفعله لتحسين العالم؟»
من الصفات المشتركة أيضًا بينهن تساؤلهن المستمر “كيف يمكنني توظيف مواطن قوتي لأجعل من العالم الذي أعيش به مكانًا أفضل؟” دائمًا ما كان يُشار إلى إلينور روزفلت “بسيدة العالم الأولى” بسبب ثقتها الهائلة بنفسها، والتي أظهرتها في نضالها من أجل حقوق الإنسان.
إلا أن نكران الذات هو أحد العوامل الأساسية في ثقتهن بأنفسهن، فهن على يقين أنهن قادرات على مشاركة الآخرين مواهبهن؛ بل ويحببن ذلك.
المصدر: ساسة بوست