روى رئيس وحدة الإعلام بمديرية أمن أجدابيا صلاح ناصف قصة خطفه التي تعرض لها في المدينة، يوم الثلاثاء الماضي، واقتياده إلى جهة غير معلومة، والتحقيق الذي أجراه معه رئيس مكافحة الإرهاب في أجدابيا محمد البوعيشي.
وقال ناصف، في روايته التي نشرها عبر حسابه على موقع «فيسبوك» أمس السبت، إن مجموعة من السيارات بها أشخاص ملثمون يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة تعرضت له عندما كان متوقفًا بسيارته في الساحة المجاورة لمصرف الوحدة فرع أجدابيا يوم الثلاثاء الماضي 19 سبتمبر الجاري على تمام الساعة 8:30 مساءً، مشيرًا إلى أن أحد أفراد المجموعة أخذ هاتفه المحمول «بالقوة» قبل إنزاله من السيارة.
وأضاف أنه أظهر لهم تعريفه العسكري وعرفهم بأنه أحد منتسبي مديرية أمن أجدابيا، وطلب منهم أن يعرفوه بأنفسهم لكن أحدهم قام بتفتيش هاتفه الخاص واعتدى عليه لفظيا وطلب منه الرجوع إلى الخلف «مع السب والشتائم والإهانة».
الانتقال إلى جهة غير معلومة
وذكر ناصف أن أحد المهاجمين طلب من زميله إحراق هاتفه وسيارته (ناصف) وسط الساحة، قبل أن يضعوه في حقيبة سيارته بعد تفتيشها وقيادتها من قبل أحد أفراد المجموعة إلى جهة غير معلومة بشكل مسرع، قبل أن يتبين لاحقًا تعرض السيارة لعدة أعطال في المحرك والصالة.
وأوضح ناصف أنه بعد وصول السيارة إلى الجهة المحددة من قبل الخاطفين تُرك في حقيبة السيارة «لمدة 10 دقائق» وسمع أحدهم يقول: «هذا الإعلامي صلاح ناصف امتاع المديرية» قبل أن يطلب منه (ناصف) أحدهم إغلاق عينيه وعدم النظر إليهم عند إخراجه من حقيبة السيارة.
وبعد إنزاله من حقيبة السيارة يقول ناصف، وضعت رأسه على الأرض دون النظر إلى الخاطفين قبل أن توضع على عينيه قطعة قماش والاعتداء عليه بالضرب وتوجيه الشتائم له، لافتًا إلى أن أحد الخاطفين طلب منه «أن يردد كلمات الشتائم على نفسه».
شن جابك هنا يا صلاح؟
ونقل بعدها ناصف إلى داخل المقر وطلب منه الجلوس على ركبته مع الاستمرار في الاعتداء عليه، وقال أحدهم: «نبي الرقبه هذه تقعد حمرا، وبعد ذلك قام أحدهم بسحب بندقيته ومسك أصبعي السبابة ووضع بندقيته على رأسي»، كما يروي ناصف الذي اعتقد حينها «أنهم مجموعة إرهابية تريد» اغتياله وتصفيته «لأن ما قاموا به من أعمال تشبه تمامًا تلك الأعمال التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المتطرفة المعادية للجيش والشرطة»، بحسب رواية ناصف.
ويضيف أنه «بعد ذلك طلبوا مني الوقوف ونزع أحدهم قطعة القماش من عينيي وفك القيد من يدي، وبعد الاستدارة إلى الخلف وجدت خلفي رئيس مكافحة الإرهاب أجدابيا محمد البوعيشي ومعه شخص آخر، وقال البوعيشي أنت شن جابك هنا يا صلاح؟» مبديًا استغرابه من السؤال، لافتًا إلى أن المقر الذي نقل إليه «مقر يتبع الأفراد الذين قاموا» بخطفه ويتبعون البوعيشي.
وقال رئيس وحدة الإعلام بمديرية أمن أجدابيا أن رئيس مكافحة الإرهاب محمد البوعيشي طلب منه بعد ذلك «الجلوس على الكرسي وفتح محضر تحقيق، وتوجيه تساؤلات كبداية حول طبيعة» عمله الإعلامي في المدينة ومديرية أمن أجدابيا، وسأله عن إحدى الإعلاميات التي اتصلت بالبوعيشي بعد أن أعطها رقمه للاستفسار منه عن واقعة حرق المنازل كونه أحد المسؤولين الملمين بالموضوع.
ويضيف ناصف أن البوعيشي: «بعد ذلك أصبح يوجه الأسئلة عبر محضر التحقيق عن هل مدير أمن أجدابيا يقوم بتوجيهك إعلاميًا»، منبهًا بالقول: «من خلال هذا السؤال علمت بأن هناك مشكلة قديمة بينه (البوعيشي) وبين مدير أمن أجدابيا، والتي قام البوعيشي بخطف مدير أمن أجدابيا دون وجه حق من منزله».
وذكر ناصف أنه «وبعد أن شعر (البوعيشي) أنه ليس هناك ما يستطيع سؤاله أصبح يقوم بتفتيش نقالي الخاص، ووجدت خبرا مفاده (أن من يقوم بعملية حرق المنازل هم أولياء الدم ردًا على اغتيال وخطف أبنائهم بسبب مناصرتهم لما يسمى بعملية الكرامة)، فقال لي لماذا تقول لما يسمى عملية الكرامة قلت له هذه صياغة إعلامية لا تعنى شيئًا وهي تعبر عن استقلالية القلم والحيادية في طرح المواضيع».
وأكد أنه «بعد إتمام التحقيقات وطرح التساؤلات» طلب منه المغادرة والاحتفاظ بنقاله الخاص، قبل أن يغادر المقر بسيارته وهو «في حالة عدم وعي كامل حتى» وصل إلى منزله، واسترجع ما تعرض لها من اعتداء لفظي وجسدي أثناء خطفه.
تقرير مفصل
وذكر ناصف أنه قدم تقريرًا مفصلاً حول الحادث الذي تعرض له إلى مدير أمن أجدابيا في اليوم التالي للحادث، وذكر له أنه يتبع جهة أمنية شرعية تتبع الدولة، ولماذا لم يخاطب البوعيشي جهة عمله بكتاب رسمي يطلب فيه حضوره إليه «إذا كان هناك سبب يستحق الاستدعاء، بدلا من الخطف والضرب والإهانة لرجل يتبع مؤسسة أمنية شرعية».
واعتبر ناصف أن ما حدث له «ليست الحادثة الأولى وليست الثانية ولن تكون الأخيرة، التي سوف تقع لأبناء المؤسسة الأمنية في مديرية أمن أجدابيا»، مؤكدًا سقوط «ما تبقى من هيبة رجل الأمن بعد أن حاولنا بما نملك من إمكانيات استعادة هيبته» بحسب ما نشره عبر حسابه على موقع «فيسبوك».
ولفت رئيس وحدة الإعلام بمديرية أمن أجدابيا صلاح ناصف إلى أنه تمنى أن يتصل به رئيس مكافحة الإرهاب في أجدابيا محمد البوعيشي ويطلب منه الحضور إلى مقر عمله لسؤاله والاستفسار منه عمار يريد بدلاً من الخطف والإهانة التي تعرض لها، مؤكدًا أنه «من أكثر الأشخاص الداعمين للأجهزة الأمنية».