بقلم :: عابد الفيتوري
هذا الصباح انا اكثر نشاطا وحيوية .. الاجواء تبعث على التفاؤل .. الطقس معتدل هنا في واحة الزيغن بالجنوب الليبي .. دفء الضحى ولسعات برد بواكير الشتاء .. رقيقة منعشة .. احتسيت فنجان قهوتي قبل قليل .. رفقة رحلة عبر الانترنت .. ابحرت زواريب صحف ومقالات .. واخبار من هنا وهناك .. ازعجني حال جيراننا في مدينة ” القاف ” التاريخية .. الواقعة على ضفاف نهر ” مفرق براك ” .. الاخبار من هناك لا تنبئ بخير .. اغتيل الشابان .. أحمد امحمد ابوالقاسم القاسي جلغم .. ورفيقه خالد القطروني .. وفي التعليقات .. قيل انهم متهورين حد الثمالة .. لقد حاولوا ايقاف شاحنة نفط في طريقها الى دول الجوار .. او مراتع السوق السوداء .. اي تهور اكثر من هذا .. من ذا الذي يمكنه فعل ذلك .. لقد نسوا فارق السعر .. فذهبوا ضحية رعونهتم .. رحمهم الله . لا بأس .. سأتحرى الامر فيما بعد .. عند ميعاد لمة الميدان وسط المدينة .. حيث الحي التجاري .. سأتحرى الخبر اليقين .. انا الان في طريقي الى هناك .. وتفاديا للازدحام المروري .. سأستقل مترو الانفاق .. وان كانت العجلة من الشيطان .. لكنها عادة الفضول .. كما وانني لا استمتع بقيادة السيارة وسط اكتظاظ مروري خانق .
كما انني لا افضل الاصفاف في طوابير ، لا على محطات الوقود ، ولا حتى لأجل سحب مرتبي من المصرف ، بل ولا حتى بغرض حوالة بالعملة الصعبة الحق المكتسب لعائلتي كما يشاع .. وما تتطلبه من معرفة مدير المصرف .. المشرف على التوزيع وفق قائمة ” زيد وعبيد ” .. خصوصا في تلك المصارف الغير مرتبطة بالمنظومة العامة عنوة .. حتى بات مصطلح ” دواعش المصارف ” يتردد صداه .. ويعبر الافاق المعتمة .. هنا في فزان فوازير شمالية جنوبية .
في كل الاحوال .. جنى الشباب على انفسهم ولن ياتي على ذكرهم احد بعد اليوم .. ترحم ليومين .. وهكذا عندما يتغول الفساد لن تسمع خفقات أجنحة , ولا حفيف اوراق .