- محمود أبوزنداح asd841984@gmail.com
افتتحت أول قنصلية للدولة الوليدة المسماة (الولايات المتحدة الأمريكية) سنة 1799م بطرابلس ،كنتيجة طبيعية لمعاهدة صداقة وسلام بين الولايات المتحدة وليبيا سنة 1796م . ومن بنود المعاهدة أن القنصلية الأمريكية عليها مراجعة واستخلاص الرسوم المالية لقاء مرور السفن الأمريكية من بحر ليبيا العالي . في ظل حكم يوسف باشا القرملي والدهاء في إدارة المصالح الليبية بين أساطير البحر الفرنسيين والإنجليز وعدم إغضاب الباب العالي وأسرة بني عثمان ، فقد كان باب الآستانة ينظر إلى ليبيا الحلقة الأقوى في البحر ويجب استغلالها لوقف زحف نابليون بونابرت ووضع حد لما يفعله في مصر وتدنيسه للأزهر الشريف ، فلم يكن التحرك من الباب العالي أقرب إليهم من الطلب من باشا طرابلس بإرسال القوات والجنود والوقوف إلى جانب الأزهر الشريف . لم يسر نابليون إلى شواطئ مصر بقواته إلا بعد أن ألقى المال للباشا يوسف نظير المرور كما ألقى التحية الفخر لأهالي درنة… قُرْب الفرنسيين من والي طرابلس أغضب الإنجليز فكانت عروض السلام والصداقة ترسل دائماً إلى والي بحر ليبيا . الصراع بين الكبار يدور داخل السرايا الحمراء هناك بعيداً عن غرور البلد الرابع الذي يريد أن يكبر سريعاً ….يجاهد القنصل الأمريكي بأن تكون بلاده أمام التاريخ الكبير والمجيد لهذه الدولة المسماة ليبيا وأنه في هذه اللحظة يقف الند للند لها يغضب باشا طرابلس ويردد من هذه التي تريد أن تقف أمام تاريخ ليبيا وهل تاريخ أمريكا يشفع لها أن تقف أمام تاريخ مالطا هذه الصخرة التي عندما غضبت ليبيا أنجبتها وألقتها في البحر عقاباً لها ويوماً ما ستكون هذه الصخرة دولة أو تختفي عندما تريد شواطئ طرابلس هذا!!!! لم يشعر جفرسون الرئيس الأمريكي الجديد بهذا العار وطلب التفاوض بعد أن قطع إرسال الأموال إلى طرابلس ….أرسل والي طرابلس الإنذار الأول فمن لم يدفع الجزية فقد تمرد على بحر ليبيا العالي ،وكانت الخطوة التالية إنزال العلم من على القنصلية الأمريكية بطرابلس ….. صرخ جفرسون حان الآن أن نعلن أننا كبار مع بني عثمان وفرنسا والإنجليز فالحرب مع باشا طرابلس ستجعل منا كذلك ….. إرسال أقوى السفن وعلى رأسهم السفينة((فيلادلفيا)) ذات الأربعين مدفعاً و300 جندي كفيل بأن نعلن الحرب بين الأقوياء بعيداً عن تاريخ البلدين …. ولكن سرعة بحر ليبيا في أسر فيلادلفيا وكسر أنف الأمريكان على شواطئ طرابلس جعل من رفع علم السفينة فوق السرايا الحمراء درسا كبير وفخراً لأمريكا وطرابلس فكان النشيد الأمريكي من ((مونترو إلى شواطئ طرابلس ))وكأنّ العالم ينتهي بالنسبة لأمريكا عند طرابلس . هذا الفخر مازال يمتد في الذهن الأمريكي إلى هذا الْيَوْمَ ،لا يريد عزل أو قهر هذا الشعب العنيد الذي لايقهر ولايقف عن تقديم التضحيات ، يحترم تاريخه بقوة ويقرأ كل معانيه أكثر من قراءة الليبيين أنفسهم . تقف وسط الساحة لتنظر إلى منصة الغناء والرقص والاحتفالات الرسمية وهناك من ينظر آلى أعلى من المنصة حتى يشاهد الأعلام ترفرف والآخرون يشاهدون إلى علياء السرايا الحمراء يَرَوْن التاريخ أكبر من مجرد احتفال ممزوج بالرقص والغناء……………………………..